مع استمرار التصعيد في التصريحات والمظاهرات الشعبية، يظل مصير مفاوضات تبادل الأسرى بين “إسرائيل” و”حماس” معلقاً، في وقت يطالب فيه الشارع الإسرائيلي بإيجاد حل سريع للأزمة، بينما تتشبث “حماس” بشروطها لتحقيق اتفاق شامل.
وتشهد “إسرائيل” موجة من الاحتجاجات الشعبية في مدن عدة للمطالبة بإبرام الصفقة في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الموجهة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بعرقلة المفاوضات الجارية.
وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن مثل حيفا والخضيرة وتل أبيب، حيث طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق يعيد ذويهم.
تصاعد الضغط الشعبي
أصدرت عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا يدعو إلى استمرار الاحتجاجات، مشيرين إلى أن “الوقت ينفد بالنسبة للمخطوفين في غزة”، ومؤكدين أن الشتاء قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة على حياتهم.
وأعلنت عائلات الأسرى عن تنظيم عشرات المظاهرات يوم السبت في مدن مختلفة، بما في ذلك تل أبيب والقدس، داعين الحكومة لإتمام صفقة شاملة.
الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرض على فريق المفاوضات العمل على صفقة جزئية فقط، نتيجة للضغوط التي يتعرض لها من شركائه في الائتلاف الحكومي.
وأفادت القناة بأن نتنياهو يعارض إبرام صفقة شاملة تعيد جميع المحتجزين الإسرائيليين، بينما تستمر “حماس” في التمسك بشروطها، والتي تشمل وقف إطلاق النار، الانسحاب الكامل من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن تصريحات نتنياهو وكاتس تسببت في تعطيل المفاوضات.
وصرح كاتس، خلال زيارته لمحور فيلادلفيا الحدودي، بأن “السيطرة الأمنية على غزة ستبقى في أيدي إسرائيل”، ما أثار انتقادات من داخل فريق التفاوض.
ردود “حماس” على التصعيد
اتهم القيادي في “حماس” أسامة حمدان نتنياهو بالسعي للتخلص من ملف الأسرى من خلال العمليات العسكرية.
وأشار حمدان إلى أن الحركة طرحت مبادرة تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار وتبادلاً شاملاً للأسرى، لكنها قوبلت برفض إسرائيلي.
كما أوضح أن المفاوضات التي جرت في الأيام الأخيرة عبر الوساطة القطرية والمصرية لم تحرز تقدماً، رغم مشاركة ممثلين عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومكتب نتنياهو.
وأكد حمدان أن الحركة وافقت على جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من القطاع، لكنها فوجئت بمطالب إسرائيلية جديدة، ما أدى إلى تعثر المفاوضات.
تعثر المفاوضات ومطالب متبادلة
تستمر المفاوضات بين الطرفين بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، وسط تعثر متكرر بسبب إصرار “إسرائيل” على الاحتفاظ بسيطرتها على محور فيلادلفيا الحدودي ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة.
وبحسب تقارير، تحتجز “إسرائيل” أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني في سجونها، بينما يُقدر عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بنحو 100 شخص.
في المقابل، أعلنت “حماس” مقتل العشرات من الأسرى الإسرائيليين في غارات إسرائيلية على القطاع.