في تجمع انتخابي حاشد أُقيم بولاية نورث كارولينا يوم السبت، أعلنت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، تعهدها بتوجيه جهودها نحو إنهاء الحرب في الشرق الأوسط في حال فوزها بمنصب رئيس الولايات المتحدة.
وأوضحت هاريس أمام أنصارها الذين تجمّعوا في الولاية المتأرجحة: “عندما أصبح رئيسة سأفعل كل ما بوسعي لوقف الحرب في الشرق الأوسط”.
رؤية هاريس المستقبلية للسياسة الخارجية
عكست كلمات هاريس رغبتها في تبني سياسة خارجية مختلفة، تميل نحو السلام والتعاون الدولي بدلاً من التدخلات العسكرية.
وأضافت قائلةً: “نريد أن تتوقف الحرب في الشرق الأوسط، وأن يعود الرهائن إلى بلادهم”.
ويأتي تعهد هاريس في إطار السعي لجذب الناخبين الذين يرغبون في إنهاء التورط الأمريكي الطويل في النزاعات الخارجية، حيث تشكل مسألة إنهاء الحروب الخارجية أولوية لدى قطاعات واسعة من الأميركيين، خصوصاً الشباب والمتعلمين.
ويمثل تصريح هاريس توجهاً جديداً في سياسة الحزب الديمقراطي الذي يسعى إلى إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في مناطق النزاع، وذلك في ظل الضغوط المتزايدة لخفض الإنفاق العسكري وتوجيه الموارد نحو القضايا الداخلية مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية.
رئيسة لجميع الأمريكيين
أبرزت هاريس في كلمتها عزمها على أن تكون رئيسة لجميع الأمريكيين، بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية.
وأكدت أنها تنوي في حال انتخابها العمل على تشكيل إدارة تشمل بعض الشخصيات من الحزب الجمهوري.
وقالت: “أتعهد بأن أكون رئيسة لجميع الأمريكيين”، ما يشير إلى مساعيها لتخفيف حدة الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده الولايات المتحدة حالياً.
وتعكس تعهدات هاريس استراتيجيتها لجذب دعم الناخبين المترددين، وكذلك تقديم صورة وحدة وطنية قائمة على التعاون المشترك بين الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.
وتهدف هاريس من هذا التصريح إلى طمأنة الأميركيين بأنها ستتبنى نهجاً شاملاً يراعي مصالح مختلف الفئات، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
تنافس شديد في ولاية نورث كارولينا
لم تكن زيارة هاريس إلى ولاية نورث كارولينا مجرد تجمع انتخابي، إذ أن الولاية تشكل واحدة من “الولايات السبع المتأرجحة” التي يُعتقد أنها ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وحظيت نورث كارولينا بأهمية خاصة لدى المرشحين في هذه الانتخابات، حيث توجه كل من هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الولاية يوم السبت، في محاولة أخيرة للتأثير على الناخبين فيها قبل ثلاثة أيام فقط من يوم الاقتراع الرسمي يوم الثلاثاء.
الجدير بالذكر أن هذه الزيارة تعتبر اليوم الرابع على التوالي الذي يتواجد فيه كل من هاريس وترامب في الولاية ذاتها في نفس اليوم، ما يؤكد إدراكهما للأهمية الكبيرة التي تحتلها هذه الولاية في السباق الرئاسي.
وتعد نورث كارولينا واحدة من الولايات المتأرجحة التي تظهر فيها استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين المرشحين، حيث يأمل كل من الديمقراطيين والجمهوريين في الفوز بها لتعزيز فرصهم بالفوز في السباق الانتخابي.
أهمية التصويت المبكر ونسبة المشاركة
يشهد يوم السبت انتهاء مرحلة التصويت المبكر في نورث كارولينا، التي شارك فيها نحو 3.8 مليون ناخب.
وتعكس هذه النسبة المرتفعة الإقبال الكبير على التصويت في هذه الولاية، في وقت تسعى فيه الأحزاب لتحفيز مؤيديها على التصويت المبكر لضمان أصواتهم وسط توقعات بإقبال كثيف في يوم الانتخابات الرئيسي.
وقد تزامنت فترة التصويت المبكر مع تحديات طبيعية، حيث تعرضت الأجزاء الغربية من الولاية لفيضانات ناتجة عن الإعصار “هيلين”، ما تسبب بخسائر مادية وبشرية في تلك المناطق.
قاعدة متأرجحة للطرفين
في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2020، دعمت نورث كارولينا المرشح الجمهوري دونالد ترامب بفارق ضئيل لم يتجاوز 1.2%، في حين انتخبت في نفس اليوم حاكماً ديمقراطيًا للولاية.
ويبرز هذا التناقض في توجهات الناخبين في نورث كارولينا مدى انقسام القاعدة الانتخابية في الولاية، وهو ما يمنح الأمل للطرفين للفوز بها في هذه الانتخابات.
وتحظى نورث كارولينا بتاريخ طويل من التحول في توجهاتها السياسية، حيث تضم خليطاً من الناخبين الليبراليين والمحافظين، إضافة إلى التغير الديموغرافي المستمر الذي يسهم في عدم استقرارها كقاعدة انتخابية ثابتة لأي من الحزبين.
ويأمل الديمقراطيون أن تكون انتخابات هذا العام فرصة لقلب موازين القوى في الولاية لصالحهم، بينما يسعى الجمهوريون إلى الحفاظ على تأييد الناخبين لهم رغم التحديات التي تواجههم.
استراتيجية هاريس لمنافسة الصين
لم تقتصر تصريحات هاريس على السياسة الخارجية والقضايا المحلية فحسب، بل ركزت أيضاً على مستقبل الاقتصاد الأمريكي والتنافس مع القوى العالمية، وتحديداً الصين.
ففي حديثها صباح السبت من ولاية ويسكونسن، قالت هاريس: “خطتي ونيتي هما مواصلة الاستثمار في التصنيع الأمريكي، وفي العمل الذي يقوم به العاملون الأميركيون، ودعم الوظائف، تلك هي الطريقة التي سنفوز بها بالمنافسة مع الصين على القرن الواحد والعشرين”.
وتستهدف هذه الاستراتيجية إحياء قطاع التصنيع، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين الأميركيين، في محاولة لتعزيز استقلالية الولايات المتحدة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على الخارج.