الأحد, فبراير 23, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارتصعيد تركي بالشمال السوري ينذر بتحولات استراتيجية في المنطقة

تصعيد تركي بالشمال السوري ينذر بتحولات استراتيجية في المنطقة

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث استهدف سلاح الجو التركي بـ 3 ضربات سيارة ومواقع في منطقة معبدة “كركي لكي” في ريف القامشلي.

وحلّقت طائرات مسيرة وحربية تركية بشكل مكثف، اليوم الأربعاء، بالتوازي مع القصف المدفعي على ريف القامشلي.

إلى ذلك، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، محيط سد تشرين بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي.

وتتركز الاشتباكات حاليا في ريف منبج بمحافظة حلب، بالإضافة إلى محيط سد تشرين وجسر قرقزاق.

وتشن القوات التركية حملة مكثفة في محاولة للسيطرة على الموقعين الإستراتيجيين، سد تشرين وجسر قره قوزاق، لفتح الباب أمامها للتقدم إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات.

التصعيد العسكري في الشمال السوري، ينذر بتحولات استراتيجية في المنطقة، حيث ألقت تركيا بثقلها العسكري في المواجهات الدائرة، لدعم الفصائل المسلحة الموالية لها، التي تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، في مواجهتها مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور صالح المعايطة، أكد أن “تركيا تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية واضحة تشمل إنشاء منطقة عازلة وإبعاد خطر قوات قسد عن حدودها الجنوبية، خاصة مع المخاوف من ارتباط جغرافي بين قسد وحزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيا من قبل أنقرة”.

وفي حديثه مع “سكاي نيوز عربية”، أشار اللواء المعايطة إلى أن تركيا تسعى لإنشاء ما يسمى بـ”مناطق الإيواء” لإعادة توطين اللاجئين السوريين، وهو هدف يتداخل مع أبعاد اقتصادية وسياسية تسعى أنقرة لتحقيقها. كما أن السيطرة على مناطق شرق نهر الفرات تمثل خطوة استراتيجية لقطع التواصل بين “قسد” والمناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني داخل تركيا.

وقال المعايطة: “تركيا تعمل على توسيع نفوذها الجغرافي من خلال تعزيزات عسكرية ضخمة، تمتد من إعزاز وعفرين وإدلب إلى عين العرب كوباني، وصولا إلى مناطق جديدة جنوبا باتجاه الرقة. هذه التحركات تهدف إلى تعزيز أوراق الضغط التركية في المفاوضات الدولية”.

في السياق، تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى استعادة مناطق استراتيجيتها غربي الفرات، حيث ركزت هجماتها في اتجاهين: شمالا عبر جسر قرقزاق وجنوبا باتجاه مدينة منبج. وتستخدم “قسد” تكتيكات متقدمة تشمل استهداف الرادارات وأنظمة التشويش التركية لإبطاء تقدم الفصائل المدعومة من أنقرة.

كما أوضح المعايطة أن “قسد تمتلك أوراق ضغط مهمة، أبرزها السيطرة على أكبر حقول النفط في سوريا، مثل حقل العمر وحقل السويدية، بالإضافة إلى إدارة أكثر من 20 سجنا تضم آلاف من عناصر داعش، مما يجعلها لاعبا رئيسيا في أي تسوية سياسية”.

المشهد في الشمال السوري لا يقتصر على صراع محلي، بل يشكل نقطة محورية في رسم مستقبل سوريا والمنطقة، وأوضح اللواء المعايطة أن “الدعم الأميركي لقسد يهدف إلى تحقيق توازن بين مواجهة تنظيم داعش من جهة، واحتواء النفوذ التركي المتزايد في المنطقة من جهة أخرى”.

وأضاف المعايطة: “تركيا تمتلك أوراق ضغط قوية، تشمل الحدود الطويلة مع سوريا، بالإضافة إلى دعمها لفصائل المعارضة المسلحة، مما يجعلها في موقع تفاوضي أقوى مقارنة بروسيا وإيران”.

تصعيد المواجهات في الشمال السوري يعكس تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، حيث تتقاطع مصالح الدول الكبرى والإقليمية مع الأهداف المحلية للأطراف المتصارعة.

ويبقى المشهد مفتوحا على كافة الاحتمالات، بين استمرار التصعيد العسكري أو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

مقالات ذات صلة