الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالإمارات"تطبيع" المليارات مع "إسرائيل".. ماذا جنت الإمارات سوى المجرمين والسرقة؟!

“تطبيع” المليارات مع “إسرائيل”.. ماذا جنت الإمارات سوى المجرمين والسرقة؟!

كما كان متوقعاً، لم يلبث أن تم الإعلان عن اتفاق “التطبيع” بين الإمارات و”إسرائيل” حتى انهالت الأرقام التي تتحدث عن توقيع استثمارات تجارية، يرى فيها العديد من المحللين الاقتصاديين أنها لصالح “الإسرائيليين” دون سواهم.

هذه الاستثمارات، يرى بعض المسؤولين من “الطرفين”، أنها تقيدت اليوم بسبب الوباء العالمي “كورونا”، لكنها لم تتوقف، وهو ما قاله سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، الثلاثاء، بأن عشرات الآلاف من “الإسرائيليين” زاروا بلاده منذ “تطبيع” العلاقات .

وجاء حديث العتيبة، خلال منتدى افتراضي حول سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع مع “الإسرائيلي”، استضافه معهد واشنطن، مشيراً إلى أن “التطبيع يسير بشكل عادل كما هو متوقع، والعثرة الوحيدة هي فيروس كورونا، كما هو واضح”.

واستشهد عتيبة، بتقارير حول زيارة 130 ألف “إسرائيلي” للإمارات منذ توقيع “التطبيع”، مضيفاً: “إذا ألغيت قيود كوفيد -19، فتخيل كم ستكون هذه الأرقام أعلى”.

في حين كان من المتوقع أن يعزز “التطبيع” التفاعل الثنائي بين الدول والشركات، “قوبل أيضاً افتتاح السفر الجوي بين البلدين بالإثارة بين الجمهور على الجانبين”، وفقاً لكلام للسفير.

اتفاق المليارات!
وكان “رئيس الوزراء الإسرائيلي”، “بنيامين نتنياهو”،  قال إثر اتفاقية “تطبيع” العلاقات بين بلاده والإمارات، والتي تم توقيعها في واشنطن، منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، “إن هذه الاتفاقيات ستضخ المليارات في اقتصادنا من خلال الاستثمارات”.
وخلال أقل من شهر على “التطبيع”، فازت “إسرائيل” بعشرات الاتفاقيات مع أبوظبي، التي “حثت الخطى نحو جعل العلاقات المشتركة طبيعية بالكامل”.

توقيع تلك الاتفاقيات، يأتي رغم معاناة الإمارات، وبخاصة إمارتي أبوظبي ودبي، من أزمات مالية؛ بسبب هبوط أسعار النفط، مصدر الدخل الرئيس للبلد الخليج، وتوقف شبه كامل للقطاع السياحي، كإحدى تداعيات تفشي جائحة كورونا.

وفي أكثر من مناسبة، اتجهت الإمارات، خلال العام الجاري، إلى أسواق الدين الخارجية، عبر إصدار سندات للحصول على السيولة النقدية اللازمة لنفقاتها، رغم أن الإمارات منتج رئيس للنفط عالمياً، بمتوسط 3 ملايين برميل يومياً في الأوضاع الطبيعية، وتمتلك سادس أكبر احتياطات مؤكدة من الخام.

ومع هذا، لا تزال تحاول جاهدة الاستثمار في “إسرائيل” وإفادة اقتصادها بشتى الوسائل، وتسهيل كل ما يلزم لعمل “الإسرائيليين” على أراضيها. وبعد ثلاثة أيام على إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن اتفاق الإمارات وإسرائيل على “تطبيع” العلاقات بينهما، تم الإعلان عن اتفاق حول أبحاث مكافحة كورونا.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” إن شركة “أبيكس” الوطنية للاستثمار الإماراتية وقعت اتفاقاُ تجارياً مع مجموعة “تيرا الإسرائيلية”، لتطوير الأبحاث والدراسات الخاصة بالفيروس، في تدشين لأولى ثمار “التطبيع”.

ومن بعدها انهالت العقود الاستثمارية التي “تفيد “الإسرائيليين” دون سواهم؛ حيث تم تدشين “خطوط الاتصال بين الإمارات وإسرائيل”.

وخلال أقل من أسبوعين، هبطت أولى رحلات الطيران التجاري من “إسرائيل” إلى الإمارات، وبعبور الطائرة “الإسرائيلية” الأجواء السعودية انخفضت ساعات الطيران بين “تل أبيب” وأبوظبي من 7 ساعات إلى أقل من 3 ساعات ونصف.

كما أعلن عن توقيع العديد من الاتفاقيات البنكية، مثل بين “بنك أبوظبي الأول” وبنكي “هبوعليم” و”لئومي” “الإسرائيليين”، وفي الشهر نفسه، تم توقيع مذكرات تفاهم بين موانئ دبي العالمية و شركة “دوڤرتاوار”، ضمن تقييم فرص تطوير البنية التحتية اللازمة للتجارة بين الإمارات و”إسرائيل”، وتعزيز الحركة التجارية في المنطقة.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة طيران الإمارات مع شركة “سي سي إل” القابضة، التي يديرها رئيس “المجلس اليهودي في الإمارات” “روس كريل”، لإنتاج وجبات “كوشر” المعدة وفقاً للتقاليد الدينية اليهودية.
وبحث وزيرا الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، و”الإسرائيلي يوفال شتاينتز”، عبر اتصال مرئي، “العلاقات الثنائية بين الإمارات وإسرائيل وسبل تعزيزها في مجال الطاقة والبنية التحتية، خاصة الطاقة المتجددة”، وفق الوكالة الإماراتية.

وتم توقيع مركز دبي التجاري العالمي اتفاقية مع “هيئة الصادرات الإسرائيلية”، للتعاون والمشاركة في المؤتمرات والمعارض الدولية الكبرى.
وذكر مكتب أبوظبي، في بيان، أنه يجري مباحثات مع أكثر من 85 شركة “إسرائيلية” في قطاعات متعددة حول ممارسة الأعمال في أبوظبي.

وفي 7 تشرين الأول/ أكتوبر وقّع معرض ومؤتمر الدفاع الدولي “آيدكس”، الذي تنظمه شركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك”، اتفاقية مع “معرض الدفاع والأمن الإلكتروني في إسرائيل”، “آي إس دي إي إف”، لتنظيم مشاركة “إسرائيل” في المعرض لأول مرة.
وبموجب الاتفاقية، سيتولى معرض “آي إس دي إي إف” مهام تشييد وتنظيم واستضافة الجناح الإسرائيلي في معرض “آيدكس”، بين 21 و 25 شباط/ فبراير 2021، الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

المجرمون إلى الإمارات!
إذاً، هي مجموعة من الاستثمارات التي ستدر على “الإسرائيليين” أموالاً طائلة، في حين لم تذكر أي من التقارير أو التحليلات التي تتحدث عن تلك الاتفاقيات عن وجود أي من الفائدة التي ستعود على الإمارات، غير “السرقات” التي تمت في فنادقها، و”المجرمين” الذين باتوا يتجولون على أراضيها دون حساب.
والجميع يستذكر ما ضجت به وسائل الإعلام، حول ما قالته “القناة الإسرائيلية 12” على موقعها الإلكتروني، “إنه مع دخول اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات حيز التنفيذ، فرّ مجرمون إسرائيليون بعضهم مطلوب في قضايا قتل وتهريب مخدرات إلى دبي واندمجوا فيها”، وتابعت بالقول  “يدور الحديث عن ملايين الدولارات التي تدفقت من إسرائيل إلى دبي من خلال أشخاص يديرون أعمالاً قانونية في إسرائيل، لكن هؤلاء المجرمين هم من يقفون وراء التمويل”.

ماذا كسبت الإمارات؟
يرى عدد من المحللين أن الإمارات كسبت “حليفاً” مهماً في مواجهتها مع إيران، لكن الاتفاق لا يغير شيئا في سياسة “إسرائيل” تجاه إيران.
ويؤكد المحللون أن التقارب “الإسرائيلي” مع الإمارات لا يضيف شيئاً إلى تقييم التهديد الدفاعي لإيران، ولا يوجد شيء تقدمه “إسرائيل” للإمارات في حرب مع إيران أكثر مما يمكن أن يقدمه الأمريكيون.
وقد أشار وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” على وجه التحديد إلى أن الاتفاق لا يستهدف إيران، وربما كان يعني ذلك بالفعل.
ويقول آخرون، إن الاتفاق مع “إسرائيل” يمنح الإمارات إمكانية الوصول إلى “التكنولوجيا الإسرائيلية” التي تفتقر إليها حتى الآن.

وتصدر “إسرائيل” بالفعل الكثير من التكنولوجيا العسكرية والاستخباراتية إلى الإمارات، فلماذا تسمح هذه الاتفاقية لـ”إسرائيل” بتوسيع القائمة، كما أن الاتفاقية لا تمنح الإمارات أي وصول إلى المعدات أمريكية الصنع التي لا تمتلكها “إسرائيل” الآن.
ويبدو الحديث حول أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تغير حسابات الولايات المتحدة لبيع مقاتلة “إف-35” إلى الإمارات، أمر مضحك بصراحة، فلا يوجد سوى “إسرائيل” في الشرق الأوسط التي تشغل أفضل طائرة مقاتلة أمريكية ولن تسمح “إسرائيل” بتغيير هذا الوضع، وهو ما حصل بالفعل، بعد تولي الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، منصبه.

مقالات ذات صلة