تسربت معلومات من هواتف عسكريين تابعين للقوات الأمريكية في شمال شرق سورية؛ كشفت عن تمركز لتلك القوات في قاعدة عسكرية “سرية” لم يعلن عن نشاطهم فيها قبل الآن.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن شركة خدمات الكترونية أمريكية “Planet Risk Inc” وصل إليها بالصدفة تسريباً لبيانات القوات الأمريكية في سورية أدى إلى كشف اعتمادهم منطقة مصنع شركة “لافارج” الفرنسية كقاعدة عسكرية لهم عام 2016.
وجاء الحصول على هذه المعلومات بعدما سعت شركة أميركية إلى تأسيس نظم مراقبة تساعدهم بمراقبة سفر اللاجئين من سورية إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وكان الهدف اللاحق من ذلك بيع تلك النظم إلى مسؤولي الاستخبارات و مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة.
وعبر تطبيقات الطقس والألعاب والمواعدة على هواتف الجنود الأمريكيين تم الكشف عن تحركات الجيش الأمريكي في شمال شرق سورية . كانت المعلومات التي تم الحصول عليها عبر تلك التطبيقات كافية لشركة الخدمات الإلكترونية من تحديد موقع قاعدة العسكرية الأمريكية غير المعلنة.
وبيّن التقرير وفق الصحيفة أن البيانات كانت دليلاً على عمليات عسكرية أمريكية حساسة قامت بها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سورية .
وعندما تتبعت الشركة الإشارات الهاتفية من القاعدة الأمريكية في مصنع لافارج عام 2016، كان يمكن لها أيضاً أن تراقب تحركات القوات الأمريكية حتى أثناء خروجها في دورية، وهو خطر أمني أدى إلى استهداف تلك القوات في وقت سابق، فيما لم يتم تحديد معالم ذلك الاستهداف ومن كان وراءه.
وكان الادعاء الفرنسي قد فتح العام 2017 تحقيقاً في الاشتباه في ضلوع مجموعة صناعة الأسمنت “لافارج” في “تمويل مشروع إرهابي” في سورية .
وكانت الشركة أقرت في العام ذاته بأنها دفعت أموالاً لجماعات مسلحة كي يستمر عمل المصنع.
بينما كشفت رسائل بريد إلكتروني، منتصف العام 2018، جزءً من تحقيق في عمليات شركة “لافارج” بسورية، أن فرنسا طلبت من الولايات المتحدة في عام 2014 عدم قصف مصنع أسمنت تابع للشركة بمنطقة قريبة من الرقة في شمال شرق سورية كانت خاضعة لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وكانت الشركة الفرنسية طعنت لاحقاً أمام محكمة الاستئناف وطلبت إسقاط التهم المسندة إليها وهي “التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية” و ”تمويل الإرهاب” و ”انتهاك حظر” و ”تعريض حياة للخطر” من خلال تشغيلها المصنع بالقرب من الرقة.