يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، على صرف مبالغ نقدية للأندية، التي يشارك لاعبوها بنهائيات كأس العالم في قطر، بعد 12 عاماً على إقرار صندوق التعويضات.
“مزايا الأندية”
وبحسب “الفيفا”، وهو الهيئة المنظمة لكرة القدم في العالم، فإن برنامج “مزايا الأندية” يمنح تعويضات مالية، لأي ناد يشارك منه لاعبين في المونديال.
وذلك كجزء من التزام “الفيفا”، بتقدير مساهمة أندية كرة القدم، في كأس العالم بنجاح.
وأقر الفيفا، 209 ملايين دولار أميركي لتعويض الأندية في جميع أنحاء العالم.
وذلك بعد أن استفاد 416 نادياً تابعين لـ 63 دولة من هذا البرنامج، خلال كأس العالم الماضية التي استضافتها روسيا عام 2018.
تعويض الأندية
وقال المؤرخ الرياضي، حسين البلوشي: إن الفيفا يمنح هذه المكافآت، في محاولة لتشجيع الأندية على السماح للاعبيها بالانضمام للمنتخبات الوطنية، قبل كأس العالم بفترة كافية.
وأضاف: “الفكرة تتمثل في تعويض الأندية التي لديها لاعبين في كأس العالم، عن فترة التحضير والمشاركة لكأس العالم، لا سيما وأن اللاعبين غير الدوليين أو الذين لم تتأهل منتخبات بلادهم للمونديال، سيكونون في إجازة خلال فترة الصيف التي عادة ما تقام فيها البطولة”.
ارتفاع التعويضات
وكان الفيفا قد دشن صندوق التعويضات للمرة الأولى خلال مونديال 2010، الذي احتضنته جنوب أفريقيا، في أول كأس عالم يقام بالقارة الأفريقية.
وارتفعت قيمة الصندوق بشكل كبير خلال العقد الماضي، من 40 مليون دولار لعام 2010 في جنوب أفريقيا، إلى 70 مليون دولار لعام 2014 في البرازيل.
وفي كأس العالم الأخيرة، تم توزيع 209 ملايين دولار على الأندية أيضاً كجزء من البرنامج ذاته، بحسب صحيفة “آس” الإسبانية.
مسألة جدلية
ولطالما يعتبر سماح الأندية للاعبين بالانضمام لمنتخبات بلادهم، مسألة جدلية في عالم كرة القدم.
حيث تتمسك الأندية دائماً، بالنجوم الذين تدفع لهم ملايين الدولارات للبقاء معها، لا سيما وأن المنتخبات الوطنية لا تدفع رواتب لهؤلاء اللاعبين.
وينظم الفيفا هذه العملية، من خلال إجبار الأندية على تسريح لاعبيها للمنتخبات، خلال المباريات الدولية المقامة فيما يطلق عليه “أيام الفيفا”، وفقاً للروزنامة الدولية.
ويتم السماح للاعب الدولي بالالتحاق بمنتخب بلاده، قبل 72 ساعة من موعد مباراة المنتخب إذا كان في القارة ذاتها.
بينما تزيد المدة إلى 96 ساعة، إذا كان اللاعب سيسافر إلى قارة أخرى.
تحفيز الأندية
ومن خلال هذا البرنامج، يشير البلوشي إلى أن الفيفا يرغب بتحفيز الأندية، عبر دفع تعويضات مجزية لها نظير مشاركة لاعبيها وفقاً لآلية معينة وضعها.
وذلك على خلفية الإشكاليات التي دائماً ما تحصل في هذا الإطار.
وفي حديثه لموقع قناة “الحرة”، قال البلوشي: إن الأندية تحتاج إلى تسجيل البيانات الخاصة بلاعبيها المشاركين إلكترونياً، من خلال رابط يوفره الفيفا قبل صرف هذه المستحقات.
كما لفت إلى أن الفيفا، يصرف مبلغ 10 آلاف دولار لأي يوم يقضيه اللاعب مع منتخب بلاده في كأس العالم.
وذلك قبل أسبوعين من المباراة الافتتاحية، وحتى اليوم التالي من خروج منتخب اللاعب.
وأشار إلى أن الأندية التي مثلها اللاعب خلال سنتين ما قبل كأس العالم، ستستفيد أيضاً من هذا البرنامج، وليس فقط ناديه الحالي.
ويتم تعويض الأندية عن جميع لاعبيها في كأس العالم، بغض النظر عما إذا كانوا يشاركون في المباريات من عدمه.
برشلونة عالمياً
وقال البلوشي: إن كبرى الأندية الأوروبية تقف على هرم أبرز قائمة المستفيدين من هذا البرنامج.
مشيراً إلى أن برشلونة الذي يملك 17 لاعباً، ومانشستر سيتي الذي يمثله 16 لاعباً، قد يكونان أكبر الحاصلين على التعويضات.
كما يبرز نادي بايرن ميونخ الألماني أيضاً، الذي يملك 15 لاعباً من صفوفه يشاركون في كأس العالم.
وريال مدريد الإسباني 14 لاعباً، ومانشستر يونايتد 14 لاعباً، وتشيلسي اللندني 12 لاعباً.
السد عربياً
ومن بين الأندية العربية، أوضح البلوشي أن السد القطري الأبرز عربياً.
وذلك بوجود 15 لاعبا يمثلون منتخب قطر، ثم الهلال السعودي الذي دعم الأخضر بـ 12 لاعباً.
ومع ذلك، أكد البلوشي أنه لا يمكن تقدير التعويضات بدقة، على اعتبار أن جميع الأندية التي مثلها اللاعب خلال العامين الماضيين، مؤهلة للاشتراك في برنامج المزايا.
علاوة على أن هناك عدد من اللاعبين، الذين لا يزالون يلعبون مع منتخبات بلادهم حتى الآن.