Site icon هاشتاغ

تفاهات عابرة على هامش الحرب.. واجه عدوك لا تجزع

تفاهات عابرة على هامش الحرب.. واجه عدوك لا تجزع

تفاهات عابرة على هامش الحرب.. واجه عدوك لا تجزع

هاشتاغ – نضال الخضري

بالرغم من انقضاء ما يزيد على عام من الحرب، فإننا غارقون في تصوراتنا الهائمة بين المعارك، ومغرمون أيضا بمحاسبة المسؤولين عنها، أو ربما نحاول جعل الموت حالة من الخيبة التي زادت على ثقافتنا نوعاً جديداً من الكآبة، فما يهم إن كان الطرف الذي بدأها “أخطأ” في التوقيت، أو أنه لا يتوافق مع مساحاتنا الخاصة، فالحرب اندلعت وتطال الجميع على الرغم مما نحاول أن نضفيه من سكينة على الحياة.

غالبا ما يفترق الناس في النظر إلى الحروب، لكن الرصاصة الأولى تجعل من الهزيمة أقسى بكثير من الخلافات ما قبل المعارك، والإصرار على صراعات خلال الحرب هو الصورة الأقسى لهزيمة مبكرة؛ نشهد فصولها اليوم في جدل سيبقى من دون جدوى، وستستمر الصور والتقارير الإعلامية لتقدم لنا ملحمة الهزيمة بخلافات الرأي في الزمن الصعب.

معظم مواجهاتنا كانت على مساحة من الخلافات، وفي اللحظة التي بدت فيها “إسرائيل” حالة لا بد منها أصبحت الهزيمة أمراً واقعاً نشهده على إيقاع صرخات المتطرفين على حائط المبكى، فليس مهماً أن الحرب اندلعت إنما من يتحمل مسؤولية الخروج عن سياق المألوف ليواجه الزمن المستبد، فـ”إسرائيل” لا تحتاج إلى أي مقدمات كي تمارس الاستباحة، وصورتها الطارئة اليوم ليست سوى جزء من واقع خلقناه بأنفسنا، وأوجدناه على حساب وجودنا.

كل من يتنقل اليوم بين المواقف حول الحرب يتجاهل أن الهزيمة لن تبحث داخل الآراء، وستطال الجميع وهذه قاعدة الحروب التي وجدت مع الإنسان، فمن يحاول صياغة معادلة تبقيه خارج الصراع سيجد نفسه في النهاية أمام واقع وجود “منتصر” في السياسة لا ينظر إلى أي تفاوت عند الطرف المهزوم، وإذا كان الإعلام يستبق النتائج فإن الحروب في نهاية المطاف ترسم ملامح خاصة لزمن نكرهه لكنه لا يحمل أي مجال للوقوف على الحياد.

ربما نستطيع خلق معرفة مختلفة خلال أي حرب، أو نتعلم من الدرس القاسي عيوب الثقافة التي تقودنا نحو الهزيمة، لكننا مجبرون على النظر إلى العدو الذي كان حتى قبل اندلاع المعارك “عدواً” يتعامل معنا بوصفنا هامشاً يمكن استباحته في أي لحظة، فهناك في تاريخ صراعنا حمل ثقيل من الضحايا ومن الألم الذي اعتصر الأجيال قبلنا، ووضعنا في مسافة خاصة من “إسرائيل” التي ظهرت في لحظات خاصة وغدت نقطة خلاف غريبة بعد عقود من الصراع.

لا يحق لنا التساؤل خلال الحرب لأن أي هزيمة لن تطال غزة أو لبنان أو سوريا، إنما ستدخل في عمق علاقاتنا الاجتماعية من دون أن تبحث عن أي فارق في المواقف، أو تعلن أن هناك فريقاً لن تمسه نتائج انتصار طرف على آخر، فإذا كنا ضد الحروب فإن “إسرائيل” لا تنتظر مواقفنا وهي تعرف أو وجودها مرهون بخوفنا من أي مواجهة.

Exit mobile version