الخميس, أكتوبر 10, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبار"تفقدوا الملصق".. ما تأثير حملات مقاطعة التمور على الاقتصاد الإسرائيلي؟

“تفقدوا الملصق”.. ما تأثير حملات مقاطعة التمور على الاقتصاد الإسرائيلي؟

تُعد “إسرائيل” واحدة من أكبر منتجي التمور في العالم، خاصة تمور المجدول، وتقول حملة التضامن مع فلسطين إن غالبية تمور المجدول الإسرائيلية تُزرع في مستوطنات غير قانونية بالضفة الغربية المحتلة، عن طريق المستوطنين الإسرائيليين.

وبحسب منظمة “أصدقاء الأقصى” – “Friends of Al-Aqsa” البريطانية، تأتي أغلب التمور الإسرائيلية من مستوطنات غور الأردن المحتل، كما يأتي بعضها من مزارع إسرائيلية في جنوب أفريقيا، حيث تنضج التمور في خريف جنوب أفريقيا الذي هو ربيع النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

صادرات التمور الإسرائيلية

بحسب المنظمة، فإنه يتم تصدير 50% من التمور الإسرائيلية إلى أوروبا، وتُعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر مستورد للتمور الإسرائيلية في أوروبا.

وحصة “إسرائيل” البالغة 50% من سوق تمور المجدول، تجعلها الأكبر حول العالم في هذا السوق وبفارق كبير.

فقد بلغت قيمة صادرات التمور الإسرائيلية 338 مليون دولار في 2022، مقارنة بصادرات أنواع الفواكه الأخرى للعام نفسه، وذلك وفقا لبيانات وزارة الزراعة الإسرائيلية.

وتشير التقديرات إلى أن “إسرائيل” تُنتج أكثر من 100 ألف طن من التمور سنويا، ومجموع الإيرادات الإسرائيلية من التمور في السنة يُقارب 100 مليون دولار والغالبية العظمى منها تباع خلال شهر رمضان المعظم.

حملات المقاطعة

نظرا لأهمية هذه الثمار في الشعائر المرتبطة بشهر رمضان، يحاول العديد من المسلمين التأكد من أن التمور التي يحصلون عليها تأتي من مصادر لا تتنافى مع أخلاقهم.

ويحذر النشطاء  بانتظام الناس من ضرورة التحقق من الملصقات التي تشير إلى مصدر التمور قبل الشراء.

وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك حملة متنامية عن طريق حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على “إسرائيل” _ “BDS” للضغط الإقتصادي على الشركات الإسرائيلية “لإنهاء الاحتلال”.

كذلك، حملات كثيرة أطلقها نشطاء العام الماضي، من أجل وقف بيع التمور الإسرائيلية، حيث سبق أن أطلقت منظمة “أصدقاء الأقصى”، حملة تدعو المسلمين في المملكة المتحدة إلى تجنب شراء التمور الإسرائيلية، التي تغزو المتاجر، تزامنا مع قدوم شهر رمضان المبارك.

وتحت شعار “تفقّدوا الملصق” _ “Check The Label”، دعت منظمة “أصدقاء الأقصى”  الجمهور إلى تفقد ملصقات منتجات التمور في المتاجر قبل شرائها، وحثتهم على تجنب شرائها إذا وجدوا مكان إنتاجها “إسرائيل” أو “الضفة الغربية” أو “وادي الأردن”.

وقامت المنظمة بتوزيع آلاف المنشورات بعبارة “لا تفطروا بطعم الفصل العنصري” خارج المساجد في مختلف أنحاء البلاد.

ودعت إلى مقاطعة التمور الإسرائيلية، واحتوت على معلومات توعوية حول تلك المنتجات.

كما وفّرت المنظمة صورا وأسماء بعض العلامات التجارية الإسرائيلية لمنتجات التمور، داعية الناس للتعرف عليها وتجنب شرائها.

كما دعت جميع المعنيين بالسلام والعدالة إلى مقاطعة جميع السلع والبضائع الإسرائيلية.

ومع اقتراب شهر رمضان، أدت الحرب الإسرائيلية الحالية، المستمرة على غزة إلى زيادة صعوبة بيع التمور الإسرائيلية في السوق الأوروبية، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية.

وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملات واسعة تدعو لمقاطعة التمور الإسرائيلية في الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة.

ودعت منظمات عدة مناهضة لإسرائيل المستهلكين إلى تفقد ملصقات منتجات التمور في المتاجر، وحثتهم على تجنب شراء التمور التي يثبت زراعتها في المستوطنات التابعة للاحتلال.

من جهته، كشف رئيس قسم التمور في “مجلس النبات الإسرائيلي” أمنون غرينبيرغ بأن “إسرائيل” تواجه حاليا حملة مقاطعة واسعة في أوروبا ضد جميع أنواع التمور الإسرائيلية.

ووفق ما أوردت صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية، يتخوف التجار الإسرائيليون من مقاطعة تمور “المجدول” الإسرائيلية بالأسواق الأوروبية خلال شهر رمضان.

أما مدير تطوير صناعة التمور في نفس المجلس لجال تويغ، فصرح قائلا “المستوردون في أوروبا يقولون لتجارنا أنتم من إسرائيل لذا يجب تغيير بلد المنشأ على العبوات، أو الاستيراد عن طريق وسيط، لأننا لا ندري ما نفعل مع زبائننا”.

وأثارت حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية بالأسواق الأوروبية والأميركية تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحّب مغردون بهذه الخطوة ودعوا بدورهم إلى المقاطعة.

وأفاد وقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره، الإثنين، بأن ثلث صادرات التمور الإسرائيلية السنوية، تتم خلال شهر رمضان، لكن المخاوف من المقاطعة أدت إلى محاولات لتقليل ذكر مكان زراعة هذه التمور.

ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فقد تم تعليق حملة إعلانية بقيمة 550 ألف دولار لترويج تمور المجدول الإسرائيلية، استجابة لمخاوف المقاطعة، حيث يزداد التدقيق في المنتجات الإسرائيلية بين الجاليات والمجتمعات المسلمة، في أعقاب الحرب الدامية على قطاع غزة.

وقال رجل أعمال على صلة بصناعة التمور لصحيفة “هآرتس”: “أي شخص يقترب من الرف ويرى على السلع عبارة (صنع في إسرائيل) سوف يفكر مرتين”.

وأضاف: “تُباع نسبة كبيرة من التمور خلال شهر رمضان، وأينما استطاعوا (المجتمعات المسلمة) الشراء من شخص آخر، سيحاولون معاقبتنا”.

وقال أحد منتجي التمور الإسرائيليين للصحيفة: “هناك منظمات تدخل المتاجر الكبرى في أوروبا حيث توجد تمور تحمل علامتنا التجارية، وتلصق عليها ملصقات تقول إن المشترين “يساهمون في الإبادة الجماعية”.

مواجهة حملات المقاطعة

في محاولة لمواجهة حملات المقاطعة، يعمل المنتجون الإسرائيليون مع بعض المشترين لتغيير الملصقات على منتجاتهم في محاولة لإخفاء منشأ التمور، حسبما ذكرت “هآرتس”.

في ذات السياق، يشار إلى أن صادرات التمور إلى تركيا انخفضت بنسبة 50٪ في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.

مقالات ذات صلة