يعاني أهالي حي صلاح الدين، منطقة جامع “أويس القرني”، سوء شديد في الخدمات الأساسية نتيجة الإهمال الذي يتعرض له الحي الواقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري منذ سنتين.
وأوضح تقرير إعلامي نشره تلفزيون “الخبر” أن الحي “لم تتغير معالمه المليئة بالدمار والأوساخ وغياب كافة الخدمات الأساسية فيه حتى الآن”.
وتتمثل سوء الأحوال المعيشية، بحسب إفادات أهالي الحي “بعدم التفات أحد من المحافظة أو البلدية للنهوض به وإعادته لما كان عليه وأكثر ما يعانيه الحي هو انعدام النظافة وتراكم الأوساخ والأنقاض على طول شوارعه”.
وأشارت التقارير إلى أن “الحي مليء بالقمامة وبشكل لا يوصف، ولا أحد من عمال النظافة يأتي إليه مطلقاً، كما أن الحي لا يحتوي على أي حاوية قمامة، الأمر الذي سبب انتشار الأوساخ والجرذان والروائح الكريهة التي لا تطاق، ناهيك عن الأمراض التي تنتشر بين الحين والآخر بين الأهالي نتيجة ذلك”.
ولا يقتصر الأمر على الأوساخ فقط، فالحي “مليء بأنقاض الأبنية المهدمة والأحجار المنتشرة على طول الطرق نتيجة ما طاله من تدمير، والتي لم يقم أحد حتى الآن بإزالتها\”، بحسب السكان .
وتظهر حالة “عدم المبالاة” و”التهميش” الذي يتعرض له الحي من خلال انعدام كافة الوسائل المعيشية الأساسية التي يحتاج لها ساكنو الحي، من كهرباء ونظافة ومواصلات وغاز، لتبقى معالم الدمار والموت منتشرة في كافة شوارع وزوايا الحي.
وأوضح أحد السكان، لتلفزيون “الخبر”، أنه “بالنسبة للكهرباء فإن الحي يحتوي على بوست يغذي منازل المنطقة التي تحوي ما يقارب 100 عائلة، إلا أن هذا البوست يتعرض للعديد من الأعطال وبحاجة إلى صيانة من قبل الشركة العامة لكهرباء حلب، وليس بالامكان إحصاء عدد المرات التي اشتكينا بها إلى الشركة لكثرتها، وبالطبع لا استجابة ظهرت على الإطلاق ولم يتم ارسال أي عامل صيانة من قبلها”.
وأشار إلى أن “مشكلة الكهرباء هي من أهم مشاكل الحي، والتهميش الذي نتعرض له كبير، وهل من المعقول وجود حي كامل في حلب لا يحتوي على أعمدة كهرباء أو حاويات نظافة !!، الحال ذاته بالنسبة للشكاوى الكثيرة بخصوص النظافة والأنقاض والغاز والتي لا أحد يلتفت لها”.
ولفتت التقارير إلى أن ما يميز منطقة جامع “أويس القرني” هو الحالة الايجابية التي ظهرت من خلال قيام أهالي الحي الصامدين بتنظيم أمور الخدمات بشكل ” ذاتي ” .
ويتم تنظيم الأمور في الحي من قبل السكان الذين اجتمعوا على عدة اشخاص يعملون بمهن مختلفة “ليكونوا مسؤولين عن تنظيم أمور الحي الأساسية من إصلاح أعطال البوست الكهربائي ووصل الخطوط المباشرة إلى المنازل لعدم وجود أعمدة، بالإضافة إلى إصلاح الأعطال التي تخص المياه وحرق القمامة من وقت لآخر\”، بحسب التقارير.
ويحصل هؤلاء الأشخاص على “مبلغ 100 ليرة سورية من كل عائلة لقاء أعمالهم، باعتباره مبلغ رمزي يتم استخدامه لشراء قطع الصيانة والكابلات وما يلزم من أمور”.
أما عن ردود أفعال المعنيين، فظهرت بحسب ما جاء في تقرير تلفزيون الخبر، بإدعاء بعضهم أنهم لا يستطيعون العمل فيه باعتباره “منطقة ساخنة ولا يمكن الوصول إليه بدون موافقة الجيش”، علماً أن الحي مليء بمظاهر الحياة الطبيعية ويمتاز بالازدحام وتعداده السكاني “يقارب الـ 1000 نسمة”.
وفي الوقت نفسه جاءت استجابة مسؤولين آخرين في مجلس مدينة حلب، بإرسال لجان لمعاينة المنطقة والتأكد من إمكانية العمل بها، حيث أوضح مصدر مسؤول أن “الحي يمكن العمل به وهناك جزء صغير منه قد يكون خطراً، إلا أنه يتم حالياً التنسيق مع الجيش من أجل تأمين هذا الأمر”.