تواجه روسيا صعوبات لوجستية في حال قررت سحب قواتها من سوريا ولم تتوصل إلى اتفاق مع حكومة دمشق المؤقتة يقضي باستمرار بقاء هذه القواعد.
هذه الصعوبات تضعف أيضا موقفها التفاوضي مع حكومة دمشق في حال أصرت على بقاء قواعدها.
ووفق تقرير لـ”BBC“، نشر اليوم الخميس، فإن مهمة سحب القواعد الروسية “ليست صغيرة”، فالقواعد تحوي أنواع مختلفة من الأسلحة خاصة في قاعدة “حميميم” الجوية، إلى جانب نحو 7500 جندي.
القواعد الروسية الرئيسية توجد غربي سوريا، وهي “حميميم” بريف اللاذقية، والقاعدة البحرية في طرطوس (المركز اللوجستي البحري الروسي)، ويوجد داخلها أسلحة برية (مدرعات، دبابات، عربات عسكرية)، وجوية (طائرات من مختلف الأنواع)، وقطع بحرية متنوعة.
وذكر تقرير “BBC” أن نقل الدبابات الثقيلة والعتاد العسكري يحتاج لطائرات من نوع “An-124” (أنتونوف 124) وهي واحدة من أكبر الطائرات في العالم، وطائرات “IL-76” (إليوشن 76) في فترة زمنية قصيرة.
كما أن استخدام الطريق المائي من ميناء طرطوس “ليس سهلا أيضا”، وفق “BBC”.
الطريق المائي الأقصر لنقل العتاد العسكري عبر السفن يبدأ من ميناء طرطوس مرورا بمضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا للوصول إلى البحر الأسود ومنه إلى سواحل روسيا.
ويمكن أن تنقل السفن المسؤولين والعتاد العسكري لكنها لا تستطيع المرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل التركيين، لأن تركيا أخطرت الدول منذ عام 2022 بعدم إرسال سفنها الحربية عبر المضايق التركية وفقا لاتفاقية مونترو، وذلك على إثر الحرب الروسية – الأوكرانية.
سلوك السفن الروسية طريقا آخر يعني قطعها مسافات طويلة، من طرطوس باتجاه مضيق جبل طارق، ومنه إلى أوروبا إما عبر بحر البلطيق أو الموانئ في الشمال مرورا بالنروج، ويعني ذلك أن سحب القواعد “سيكلف أموالا طائلة وسيكون المشروع ضخما”.
وأشار تقرير “BBC” إلى أن التقديرات تختلف حول العدد الدقيق للأفراد والمعدات في سوريا، لكن “الحقيقة هي أن روسيا في ورطة”، فلا يوجد قرار أو تفاق بإبقاء القوات أو سحبها.
وبحسب “BBC”، فإن صعوبة سحب القواعد يضعف موقف روسيا أمام حكومة دمشق في حال أرادت روسيا الحفاظ على قواعدها.
وفي 27 كانون الأول/ديسمبر 2024، قالت وكالة “تاس” الروسية أن موسكو تجري مع حكومة دمشق المؤقتة مفاوضات حول قواعدها في سوريا، إذ تحاول روسيا ضمان بقاء قواتها في سوريا خاصة في قاعدتين “حميميم” الجوية و”طرطوس” البحرية.
وبحسب موقع مطلع على سير المفاوضات، فهي جارية لضمان ألا تصبح الظروف القاهرة، أي العمليات العسكرية التي أدت إلى إسقاط نظام بشار الأسد، سببا في إنهاء الاتفاقيات الموقعة مع النظام السابق.
وأضاف المصدر أن حكومة دمشق لا تخطط لخرق الاتفاقات في المستقبل القريب، وبموجبه تستخدم روسيا القواعد العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
ويناقش المشاركون في المفاوضات حجم القوة العسكرية الروسية التي يمكن أن توجد في القاعدتين.
وبعد يوم من سقوط النظام السابق، تحدثت وكالة “تاس” عن بدء روسيا مفاوضاتها مع السلطات الجديدة في دمشق للحفاظ على قواعدها.
رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، قال في وقت سابق إن أمن القواعد العسكرية الروسية يتم ضمانه من قبل القواعد نفسها والقوات المسلحة الروسية.
أما بالنسبة لفصائل المعارضة التي أسقطت نظام بشار الأسد حليف روسيا، فقال كارتابولوف، إن الفصائل تعرف أنها إذا ذهبت إلى القواعد، فسوق “تتلقى صفعة، ومن هنا جاء الاتفاق”.
السكرتير الصحفي للكرملين، ديمتري بيسكوف، قال إن مستقبل القواعد الروسية في سوريا لم يحدد بعد، ولا توجد لدى الكرملين قرارات نهائية بشأن القواعد الروسية في سوريا.