وسط منافسة جيوسياسية محتدمة منذ سنوات على كافة الأصعدة بين الصين والولايات المتحدة، يبدو أن بكين أطاحت بواشنطن في مجال الدبلوماسية.
فقد أضحت الصين أكبر قوة دبلوماسية في العالم، متمتعة بحضور أوسع من الولايات المتحدة، وفقا لأحدث تقرير صادر عن معهد ” Lowy Institute”.
فعلى الرغم من أن التقدم ضئيل إلى حد ما، فإن التقرير حول “مؤشر الدبلوماسية العالمية لسنة 2024” يسلط الضوء على جهود بكين المستمرة في توسيع نفوذها وسط منافسة مكثفة مع واشنطن.
الصين في المركز الأول
كما يصنف 66 دولة ومنطقة حسب عدد المناصب الدبلوماسية التي تمتلكها حول العالم.
وقد جاءت الصين في المركز الأول بعدد 274 منصبا في شبكتها الدبلوماسية، تليها الولايات المتحدة بـ 271.
وفي السياق، قال رايان نيلام، مدير برنامج الرأي العام والسياسة الخارجية في معهد لوي، في بيان: “غالبا ما يتم التغاضي عن الدبلوماسية كمقياس للتأثير، لكنها عنصر مهم جدا في فن الحكم”
كما أوضح أن “مؤشر الدبلوماسية العالمية يثبت أن الحكومات تواصل الاستثمار في الدبلوماسية لإظهار قوتها وتحقيق مصالحها”، حسب ما نقلت نيوزويك.
تتقدم في أفريقيا
وأظهرت نتائج التقرير لهذا العام أن بكين تتقدم في أفريقيا وشرق آسيا ودول جزر المحيط الهادئ وآسيا الوسطى.
بينما لا تزال واشنطن تتمتع بالتفوق في أوروبا وأميركا الشمالية والوسطى وجنوب آسيا.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في كانون الأول/ديسمبر الماضي 2023 عبر خطاب ناري أن بلاده “أصبحت دولة كبرى تتمتع بنفوذ دولي قوي، وجاذبية أخلاقية أكبر”.
كما أكد حينها أن سياسة القطب الواحد انتهت، في إشارة إلى تصدر القوة الأميركية السياسة العالمية.
يشار إلى أن الصين كانت لعبت دورا فعالا ومهما في تقريب وجهات النظر في عدد من الملفات، منها الحوار السعودي الإيراني، والحرب الأوكرانية الروسية، إذ طرحت مبادرة من أجل استئناف المفاوضات بين كييف وموسكو العام الماضي.
كما أشارت العديد من المعلومات إلى أن واشنطن طلبت توسط بكين مع طهران للضغط على الحوثيين، الذين يشنون منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي هجمات بالمسيرات والصواريخ على سفن الشحن في البحر الأحمر.