زياد شعبو
مع طي صفحة النظام السابق نفتح صفحات الوطن الحر بكل المجالات، صفحات نقية نظيفة خالية من القمع والظلم والمحسوبيات والفساد الذي عشعش في كل مفاصل حياتنا حتى باتت حرية العمل بأي محال أشبه بحقل من الألغام.
اليوم مع استلام وتسليم مفاصل القرار الرياضي في البلاد، نفتح للأحلام باباً جديداً لم نغلقه أصلاً في أي وقت، فالجماهير مع كل استحقاق كانت صوتاً واحداً خلف منتخباتنا ومع كل إخفاق كانت أيضا صوتاً واحداً على كل قيادات كرتنا، لكن كما سبق وذكرنا، لم يكن كافياً صوت الجماهير والنقاد لفك عقد الفساد المتغلغل بعقلية تلك القيادات وكأنها جزء أصيل من تراثنا.
لا يمكن إلا أن نشعر بالأمل مع وجود الكابتن فراس تيت على رأس المكتب التنفيذي للرياضات الجماعية ومع توافد استقالات اتحاد كرة القدم السابق واقتراب إعادة تشكيل المشهد الكروي العام في سوريا الجديدة.
مصير الدوري والمنتخبات
الآن ومع استقرار الوضع الأمني على امتداد سوريا يمكن ترتيب الأولويات بدءاً من كارثة المنشأت وحال ملاعبنا المأساوي ومعالجة ملفات استثمارات الأندية وما يعتريها من فساد وصولاً إلى آلية الدوري الجديد ومشاركة أندية الشمال وتحديد الخيارات بين إلغاء الموسم الحالي – وهذا مستبعد- أو التعاون مع الاتحاد الدولي للاعتراف بموسم استثنائي يجري فيه اتفاق بين جميع إدارات الأندية على شكل فني تنافسي.
ويمتد الحديث إلى ملف المنتخبات من الرجال إلى الفئات العمرية وإمكانية الاستفادة من كل الخبرات المغتربة التي ابتعدت بسبب سلسلة الفساد المعقدة التي نسجها النظام السابق في الرياضة، ووضع عناوين كبيرة على قدر تضحياتنا، وجلب مغتربي الخبرة من حازم حربا إلى عمار عوض ومحمد عفش وجهاد الحسين وسنحاريب ملكي وغيرهم من أجل البناء الصحيح، والبداية مع المدرب محمد قويض وطاقمه الجديد في قيادة منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية المقبلة.
ومن قاعدة أن كرة القدم السورية كانت تلم شمل السوريين على اختلاف مشاربهم الثقافية والدينية في الوطن والمهجر واللجوء وفي أصعب لحظات الثورة كانت المنتخبات راية السوريين وأوجاعهم واستراحة تعبهم، من هنا لابد من القول إن الأولوية للخبرات من دون تهميش أو إقصاء بين من كان تحت حكم النظام ومن كان حراً منه في الشمال.
التشاركية في بناء الرياضة هي تشاركية في بناء سوريا الجديدة ونحن نستحق أن نبدأ الأمل بهدف واحد: منتخب كبير ودوري مميز وملاعب أنيقة.