هاشتاغ – متابعات
ربما لا يمكن وصف عام 2022 بأنه مجرد عام عادي، لأن الأحداث التي عاشها من عاصر هذا العام هي أحداث استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقد لا تتكرر خلال عقود من الزمان، بسبب خصوصيتها وتأثيرها على العالم أجمع.
وفيما يلي أبرز ثلاثة أحداث على المستوى العالمي:
الحرب الروسية – الأوكرانية
تشهد العلاقات بين موسكو وأوكرانيا توترات مستمرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث يسعى الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يسعى لتطويق روسيا ومن ثم تفكيكها، كما تقول موسكو.
وبخلاف ما تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، يسعى حلف الأطلسي إلى التوسع شرقاً وضم دول سوفيتية سابقة وجمهوريات من حلف وارسو، الذي بانهياره كان من المفترض أن يلغي دواعي وجود “الناتو”.
ولذلك، كان إعلان الناتو نيته ضم أوكرانيا وسعي الأخيرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نية كييف امتلاك السلاح النووي، من أبرز الأسباب التي دفعت موسكو لإطلاق عمليتها العسكرية الخاصة في أراضيها الحدودية، وفقا لما تقوله.
وفي صباح 24 شباط/فبراير 2022 أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قراره بتنفيذ عملية عسكرية خاصة في دونباس، بهدف ما أسماه “نزع السلاح من أوكرانيا”.
تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية
أدت الحرب الروسية – الأوكرانية إلى أزمة اقتصادية عالمية، حيث تمثل صادرات الدولتين من القمح 23 بالمائة من السوق العالمية، وتوردان ربع إنتاج الحبوب عالمياً، وتعد روسيا أيضاً مصدّرا رئيسياً لزيت عباد الشمس.
وتعد روسيا أكبر مصدّر للأسمدة النيتروجينية، ومنتج رئيسي مع بيلاروسيا للبوتاس، وهو مكون رئيسي في العديد من الأسمدة.
كما تأثر قطاع المناجم، حيث تحتل روسيا مركزاً في غاية الأهمية لتوريد بعض المواد الخام مثل معدن البلاديوم المهم في صناعة السيارات والذي تنتج روسيا منه 40 بالمائة من مجمل الإنتاج العالمي.
وتسببت الحرب في ارتفاع أسعار الطاقة، إذ استمرت أسعار النفط والغاز التي ارتفعت نتيجة للجائحة في الارتفاع منذ بداية الصراع.
وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي في العالم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا، التي تعتمد بشكل أكبر على الطاقة الروسية.
الاحتجاجات في إيران
تحولت الاحتجاجات، التي اندلعت على خلفية موت مهسا أميني في سبتمبر/أيلول من هذا العام إلى أحد أخطر التحديات التي تواجه إيران.
واعتقلت شرطة الأخلاق مهسا أميني التي تنحدر من مدينة سنندج الكردية، في طهران بتهمة انتهاك قواعد ارتداء الحجاب، حيث توفيت بعد ثلاثة أيام في مركز الاحتجاز.
وأثار موتها غضب السكان في سنندج، الذين خرجوا في مظاهرات للاحتجاج على قواعد الزي المفروضة على النساء لتصل شرارة المظاهرات إلى باقي مدن إيران.
وشهدت الاحتجاجات اعتقال المئات ومقتل العشرات، بالإضافة إلى أحكام إعدام بحق العديد من المشاركين بالمظاهرات، والتي نُفذ بعضها.
تداعيات الاحتجاجات في إيران
نددت الدول الغربية بما وصفته “قمع” السلطات الإيرانية للاحتجاجات. كما أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن القلق إزاء ما يحصل في بيانات وتصريحات.
وتقوم شخصيات إيرانية معروفة ومقيمة في الخارج بمحاولات لتحريك المجتمع الدولي ضد الحكومة الإيرانية وتعميق عزلتها الدولية.
ودعا العديد من النشطاء والمعارضين إلى طرد الدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج، واستدعاء الدبلوماسيين الأجانب من طهران.
ولكن، يشير المراقبون إلى موقف الدول الغربية التي تعتبر قضايا أخرى مصدراً للقلق بشكل أكبر، ولا سيما برنامج إيران النووي، حيث أنه بالرغم من تعثر المفاوضات مع طهران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 قبل اندلاع موجة الاحتجاجات الحالية، فلا يزال الجانبان يصران على أن المحادثات لم تصل إلى مرحلة الانهيار بعد، وأن إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لا تزال موجودة.
وبالتالي؛ فإن دعم هذه الدول للمتظاهرين في إيران يمكن له بسهولة أن يعرّض احتمال التوصل إلى الاتفاق النووي إلى الخطر.
مونديال قطر 2022
لأول مرة تُقام بطولة كأس العالم في الوطن العربي مما جعلها محاطة بالكثير من الجدل حول عدد من القضايا منذ الإعلان عن استضافة الدوحة للبطولة.
وبتكلفة تُقدّر بأكثر من 220 مليار دولار، تعد هذه النسخة أغلى كأس عالم تقام حتى الآن، وهذا الرقم محل خلاف من قبل المسؤولين القطريين، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للتنظيم ناصر الخاطر، الذي قال إن التكلفة الحقيقية كانت 8 مليارات دولار، وأرقام أخرى تتعلق بتطوير البنية التحتية الشاملة منذ أن مُنحت بطولة كأس العالم لقطر في عام 2010.
وفي عام 2010، تفوقت قطر على كوريا الجنوبية، واليابان، وأستراليا، والولايات المتحدة، وقبلت الفيفا طلب الدوحة لتنظيم البطولة.
وجاء ذلك وسط مزاعم فساد شابت عملية الاختيار، والتي تنفيها قطر منذ ذلك الحين.
ومن أبرز القضايا، وفاة 6,500 من العمالة الأجنبية أثناء بناء وتجهيز الملاعب والمرافق الرياضية في قطر استعداداً للبطولة بحسب تقرير لصحيفة غارديان البريطانية، حيث حصلت على هذه الأرقام من سفارات الدول التي ينتمي إليها العمال في قطر.
وضجت صفحات الصحف الغربية بما أسمته “أزمة مجتمع الميم” خلال فترة المباريات، لأن قوانين قطر تعتمد على الشريعة الإسلامية التي تحرّم المثلية الجنسية.
كما مُنعت المشروبات الكحولية باستثناء بعض الأماكن التي تم تخصيصها لبيع الكحول لجماهير كرة القدم على الرغم من الحظر.
ويمثل التصريح، الذي أدلت به وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، في حوارها مع قناة ‘ايه ار دي’ الألمانية، بشأن استضافة قطر لكأس العالم 2022، ذروة الجدل، حيث وصفه البعض في الغرب نفسه، إنه يصل إلى حد التحامل.
وكانت الوزيرة الألمانية قد قالت في تصريحها، إن حق استضافة الدوحة لمونديال 2022 “خادع للغاية”، مضيفة أن “هناك معايير ينبغي الالتزام بها، وسيكون من الأفضل، عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول”.
والملفت للانتباه، أنّ سيب بلاتر، الرئيس السابق للفيفا والرجل الذي أعلن عن منح البطولة لقطر في 2010، قال إنّ القرار كان “خطأ”.
وفي مواجهة الحملات التي تعرّضت لها قطر، اتهم رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الغرب خلال مؤتمر صحفي قبيل يوم من انطلاق البطولة بـ “النفاق” فيما بتعلق بسجل قطر في مجال حقوق الإنسان.
واعتبر أن الشعارات والدروس الأخلاقية التي روّجت لها وسائل الإعلام والمسؤولون الغربيون تنم عن النفاق، مشيراً إلى أن ظروف العمال في دولة قطر أفضل من ظروف المهاجرين في أوروبا ومعايير حقوق العمال في قطر مشابهة لمعايير حقوق العمال في أوروبا.
ومن حيث المفاجآت، فقد حققت السعودية مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها على المنتخب الأرجنتيني.
واحتفى السعوديون والعرب بهذا الانتصار التاريخي، وأعلن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، اليوم التالي للمباراة عطلة رسمية في البلاد بعد أن فاز المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف وحيد للأرجنتين، في مباراته الأولى في البطولة.
وجاءت المفاجأة الثانية عندما فاز أسود الأطلس المغربي على المنتخب البرتغالي، بنتيجة هدف لصفر، في ربع النهائي، وكتبوا بذلك صفحة جديدة في تاريخ الكرة الأفريقية.
وانتهت آمال المغرب في أن يصبح أول بلد إفريقي يصل إلى نهائي كأس العالم بعد خسارة فريقه 2-0 أمام فرنسا.
لكن وصوله إلى الربع النهائي بحد ذاته إنجاز في تاريخ أفريقيا، رغم خسارته في المباراة على المركز الثالث أمام كروايتا بهدفين لهدف.
واختتمت البطولة بتتويج الأرجنتين بلقب هذه النسخة بعد فوزها في المباراة النهائية على أرضية استاد لوسيل ضد حاملة اللقب فرنسا 4–2 بركلات الترجيح بعد التعادل 3–3 بعد الوقت الإضافي.