الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرخواطر لجامعة دمشق

خواطر لجامعة دمشق

هاشتاغ-رأي- نضال الخضري

  •  مائة عام ليس رقماً يمكن التباهي به أمام عراقة جامعات العالم، وبالتأكيد فإن جامعة دمشق ليست اليوم في أبهى صورة لها منذ تأسيسها قبل قرن من الزمان.

 

لكن كل النقد الذي يوجه لها لا يشكل سوى نوعا من الثرثرة في مواجهة واقع التعليم والبحث العلمي… فالاستخفاف بتاريخها لا يعني شيئا إذا حاولنا النظر لرمزيتها من جهة أو للتحدي الذي يمكن أن تخوضه في واقع ما بعد الحرب.

 

في عالم أصبح فيه العلم حالة معقدة ما بين المؤسسات واحتياجات الأسواق وحتى الأمن الوطني.

 

غدت الجامعات أكثر من مكان لتقديم النخب كما كانت عليه مع بداية القرن الماضي..وأصبح الأمر أكثر تعقيدا من موقعها السابق الذي يصور العلاقة بين العلم وقوة الدولة.

 

فهناك معادلة أخرى ظهرت مع سباق المعرفة الذي جعل الجامعة جزءا من منظومة يتراكب فيها التعليم مع الرأسمال الاجتماعي.

 

ما شهدناه خلال قرن تحول الجامعات إلى حالة عميقة مرتبطة بمعاهد ومؤسسات بحثية وشركات عملاقة.

 

وظهر على امتداد قرن استراتيجيات تربط الجامعات مع مواقع اتخاذ القرار، وفي المقابل ظهرت ارتباطات جديدة بين تطوير الأسواق ورعاية التعليم والبحث العلمي.

 

ففي الوقت الذي بقيت فيه الجامعات في سوريا عموما، وليس جامعة دمشق فقط، مراكز تزود المجتمعات بكوادر علمية.

 

واستطاعت بالفعل تقديم أجيال متعاقبة رفعت من سوية الحياة العامة مثل الصحة أو التقنيات أو غيرها، لكنها في المقابل بقيت عن النقطة التي بدأت منها لظروف مختلفة.

 

ربما كانت التجربة السياسية السورية جزءا من إشكالية موقع الجامعة، فهي من منظور البعض مكان لدفع التغيير الاجتماعي بشكل سريع.

 

وهذه التجربة ربما كانت جزءا من حالات أخرى منتشرة في العالم، فرنسا على سبيل المثال، وهذا الواقع وضعها ضمن منظومة مؤسسات الدولة.

 

وأثقلها بروتين الأجهزة الإدارية للحكومة، ومع بداية الألفية الجديدة دخلت في منافسة غير متكافئة مع “الجامعات الخاصة”.

 

لم تكن جامعة دمشق ضمن واقع ممتاز عندما ظهر التعليم الجامعي الخاص، لكنها كانت على الأقل تملك الخبرة عبر كادرها الأكاديمي الذي وجد نفسه أمام خيارات صعبة.

 

فالجامعات الخاصة لم تمتلك حتى اللحظة سمة أكاديمية لا على مستوى البحث أو حتى منشآتها التي تمنحها موقعا خاصا.

 

وخلال الحرب لم تفقد الجامعة كوادرها الأكاديمية فقط، بل غابت عنها العلاقة بين الأجيال الشابة والحياة الجامعية.

 

فالهجرة والمعارك سرقت الشباب وأصبحت الجامعة مكان تدريس يفتقد إلى الكثير من الألق القديم.

 

تحدي المائة عام ليست في مقارنة جامعة دمشق بغيرها على مستوى العالم، بل في دفعها لتخلق منظومة متكاملة على سياق مختلف الجامعات عموما.

 

فهناك بالتأكيد حديث قد يطول حول “العيوب” التي تدخل في منظومة التعليم، لكن منهجية التفكير أساسية.

 

وهي مرتبطة في النظر إلى الجامعة كـ”سلطة معرفة” قادرة على إنشاء علاقات عميقة بين الجامعات والرأسمال المجتمعي لسوريا.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة