الإثنين, مارس 10, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبار"جثث في الشوارع".. شبكة "سي إن إن" تسلط الضوء على أحداث الساحل...

“جثث في الشوارع”.. شبكة “سي إن إن” تسلط الضوء على أحداث الساحل السوري الدموية

أشارت شبكة الـ “سي إن إن” الأميركية في تقريرها عن أحداث الساحل السوري الأخيرة، اليوم،  إلى قيام رجال مسلحون موالون للحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية وتحدثوا عن “تطهير” البلاد، وفقا لشهود عيان ومقاطع فيديو، مما يوفر صورة مروعة عن حملة قمع ضد ما يُعرف بـ”فلول نظام الأسد”، والتي تحولت إلى عمليات قتل جماعية.

وشهدت سوريا أسوأ موجة من العنف منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في أواخر العام الماضي، بعد ظهور مسلحين في الساحل السوري (منطقة وجود كبير للطائفة العلوية) الخميس، فيما قالت السلطات السورية إن الحملة كانت محاولة لإخماد تمرد من قبل “فلول النظام السابق”.

وبحسب تقرير الشبكة الأميركية، قالت مجموعة مراقبة مستقلة مقرها المملكة المتحدة، الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، إن 642 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في أعمال العنف، بما في ذلك عشرات المدنيين الذين قُتلوا بعد أن ارتكبت القوات الحكومية “إعدامات ميدانية واسعة النطاق” للشباب والبالغين.

“أعلنوا علينا الجهاد من كل أنحاء سوريا”

ونقلت الـ “سي إن إن” عن أحد سكان اللاذقية: “لقد تنقل رجال مسلحون من منزل إلى آخر وهاجموا الناس كنوع من التسلية… لقد أعلنوا علينا الجهاد من كل أنحاء سوريا”.

وقال الساكن نفسه، الذي فرّ من المدينة السبت بعد 30 عاما من العيش هناك، إن السكان بدأوا برؤية الجثث في الشوارع.

وقال: “كان الناس يهربون، ومن لم يستطع فعل ذلك قُتل”، في حين قال أحد المقيمين في اللاذقية، يدعى”بشير”: “عمي الذي يبلغ من العمر 70 عاما، وهو بروفيسور في التاريخ، وزوجته البالغة من العمر 60 عاما قُتلا بدم بارد”. كلاهما كان من الطائفة العلوية ويستقران في مدينة بانياس غربي محافظة طرطوس.

وأضاف: “أخشى على حياتي وحياة طفلي الاثنين”.

وأشار التقرير إلى توجه رجال مسلحون بشكل جماعي إلى اللاذقية وطرطوس، ليلة الخميس، بعد تقارير عن هجمات من قبل موالين للأسد ضد قوات الحكومة السورية الجديدة المتمركزة في المدن العلوية.

وبحسب التقرير، قالت والدة لثلاثة أطفال، تنتمي للطائفة العلوية وتعيش في حمص، إنها تلقت مكالمة هاتفية خلال عطلة نهاية الأسبوع من شريك شقيقها في العمل، ليخبرها أن والدتها واثنين من أشقائها قتلوا على يد جماعات مسلحة موالية للحكومة الجديدة في بانياس.

وأضافت: “لقد كنت على تواصل دائم مع عائلتي، وكانوا يخبرونني بأن هناك أصوات رصاص”، وأضافت بأن عائلتها قالت إنهم سمعوا هتافات دينية. مؤكدة أن عائلتها مدنية وليست مناصرة للأسد، بحسب حديثها مع الشبكة الأميركية.

وبدأت الهجمات هذا الأسبوع بعد أن ظهرت تقارير بأن موالين للأسد نصبوا كمينا وقتلوا أعضاء من “هيئة تحرير الشام”، الجماعة المتمردة التي قادت التمرد الذي أطاح بالرئيس السوري السابق.

وقال بشير: “فلول الأسد لن يكونوا في القرى التي هاجموها، هؤلاء (الرجال المسلحون) كانوا يقتلون الناس العاديين في هذه القرى”.

واعترف مصدر حكومي سوري لوسائل الإعلام الرسمية إن “انتهاكات فردية” ارتكبت بعد أن سافرت “حشود كبيرة وغير منظمة” إلى المنطقة.

“معركة من أجل التطهير”

سلط التقرير الضوء على عدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر قوافل من الرجال المسلحين في مركبات متجهة إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس في الفترة التي سبقت العنف.

وظهر أحد الأشخاص الذين كانوا يرافقون القوات وهو يقول: “هذه معركة تحرير. الآن هذه معركة تطهير (سوريا)”، ومن غير الواضح متى تم تصوير الفيديو.

وقال رجل يرتدي زيا عسكريا وتحدث بلهجة أقرب للمصرية في أحد مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في الليل: “إلى العلويين، جئنا لنذبحكم ونذبح آباءكم”.

وأردف الرجل نفسه قائلا: “الجميع خرج بأسلحته، سنريكم (قوة) السنة”.

وسرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور. وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تحديد موقعها من قبل شبكة “سي إن إن” العشرات من الجثث على الأرض في قرية “المختارية” بينما كان الناس يبكون.

ويُسمع صوت يقول قبل إطلاق النار على جثة هامدة على الأرض المفتوحة في فيديو آخر: “هؤلاء العلويين الخنازير”. ولم يكن من الواضح أين أو متى وقع إطلاق النار.

وانتشر فيديو آخر على وسائل التواصل الاجتماعي السورية يظهر رجلا يرتدي زيا عسكريا يقترب من منزل على دراجة نارية، ويطلب من ساكنه أن ينظر إلى الكاميرا قبل إطلاق النار عليه.

ويقول الجاني في الفيديو وهو يضحك: “لقد أمسكت بك… أما زلت على قيد الحياة؟ لم تمت بعد”، قبل أن يُطلق النار عليه مجددا.

وفي فيديو آخر، يظهر رجل يرتدي زيا عسكريا يطلب من أسير أن يخرج من مبنى، ثم يطلب منه أن ينبح مثل الكلب قبل أن يقتله.

وهذين الفيديوهين، من بين العديد من الفيديوهات التي ظهرت في الأيام الأخيرة وتبين على ما يبدو القتل على الكاميرا.

ويختتم التقرير، تثير الهجمات تساؤلات كبيرة حول الإدارة السورية الجديدة التي بذلت جهودا لتنأى بنفسها عن ماضيها الجهادي.

مقالات ذات صلة