أفاد موقع “بوليتيكو” بأن نحو 900 جندي أمريكي سيبقون في سورية؛ لـ”مواصلة دعم وتقديم المشورة لقسد”، بحجة أن الأخيرة هي الشريك الأهم في الحرب ضد تنظيم “داعش”.
يأتي ذلك رغم خطوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ”إنهاء الحروب التي لا تنتهي”، بإعلانه أخيرا إنهاء المهام القتالية في العراق، ومع تواصل الانسحاب من أفغانستان، المزمع إنهاؤه في أيلول/ سبتمبر المقبل.
أما في سورية، وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن، رفض الكشف عن هويته، فإن واشنطن لا تنوي إحداث أي تغييرات، حاليا، على الوجود العسكري الأمريكي هناك.
ووفق ما نقلت “بوليتيكو”، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، عن مسؤول دفاعي، فإن هذا الموقف لا يعكس في المقابل تورطا كبيرا للقوات الأمريكية بالعمليات القتالية في سورية.
وفي الواقع، بحسبه، “لم يرافق أي جندي أمريكي القوات المحلية في دوريات قتالية لأكثر من عام في العراق أو سورية ”.
ومع ذلك، بحسب “بوليتيكو”، فقد تعرضت القوات الأمريكية في سورية لإطلاق نار في الأسابيع الأخيرة، إذ تعرضت في حقل العمر النفطي لهجوم بطائرة دون طيار في 7 تموز/ يوليو، وبصواريخ في 28 حزيران/ يونيو.
وفي السياق ذاته، يتابع الموقع” وفي العام الماضي، توغلت القوات الروسية مرارا وتكرارا على الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأمريكية في شرق سورية، وفق التقرير، في إطار ما وصفه المسؤولون بأنه حملة متعمدة لإخراج الجيش الأمريكي من المنطقة”.
وفي خضم تعدد المصالح الأجنبية في سورية، فإن المهمة العسكرية الأمريكية هناك لها تداعيات واسعة تتجاوز بكثير قتال تنظيم “داعش” كما يقول الخبراء، والأهم من ذلك، توفير فحص للمصالح الروسية والإيرانية.
وينقل التقرير عن “ويل تودمان”، الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن وجود القوات الأمريكية يمنع الجيش السوري المدعوم من روسيا من الوصول إلى حقول النفط والموارد الزراعية في الشمال الشرقي، ويعمل على إعاقة هدف إيران المتمثل في إنشاء ممر جغرافي يربط بين طهران ولبنان والبحر الأبيض المتوسط.
وقال تودمان “إن الحفاظ على القدرة على عرقلة الجهود الإيرانية لنقل الأسلحة إلى سورية هو جزء مهم من الوجود الأمريكي هناك”.
وبحسب آرون لوند، الزميل في “مؤسسة القرن”، فإنه “لا توجد طريقة نظيفة وآمنة وغير مثيرة للجدل للمغادرة، ويبدو أن بايدن أوضح أنه لا يريد أن يضطر للتعامل مع الأزمات غير الضرورية في سورية عندما يكون لديه أشياء أكبر على طبقه”.
وأضاف أن هنالك فرقا مهما بين العراق وسورية، هو أن الشريك السوري المحلي، الذي قال إنه “قسد”، تريد بقاء الولايات المتحدة، جزئيا كضامن ضد هجمات الروس.
أما في العراق، من ناحية أخرى، يشكل الوجود الأمريكي مأزقا سياسيا لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي يواجه ضغوطا من الفصائل المرتبطة بإيران في حكومته لإجبار الولايات المتحدة على المغادرة.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن أي تغيير كبير في الموقف العسكري الأمريكي في العراق من المرجح أن يعقد الوضع في سورية، لا سيما أن الطريق الرئيسي للولايات المتحدة للوصول إلى قواتها في شرق سورية يمر عبر الحدود مع العراق.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy