الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارجهاز "قيسارية" وأسرار اغتيالات الموساد الإسرائيلي

جهاز “قيسارية” وأسرار اغتيالات الموساد الإسرائيلي

مع توالي اغتيالات القادة من إيران و”حماس” و”حزب الله” عقب هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تجددت التساؤلات حول الأساليب والطرق التي يعتمدها جهاز الموساد الإسرائيلي لتنفيذ عملياته السرية، خصوصاً تلك التي تستهدف شخصيات بارزة من أعداء “إسرائيل”.

 

من خلال جهاز “قيسارية” ووحدة “كيدون”، يعمل الموساد على تنفيذ عمليات اغتيال معقدة وذكية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وأدوات القتل التقليدية.

 

مهام وأدوار

 

يعد جهاز “قيسارية” وحدة خاصة تابعة للموساد، مكلفة بتنفيذ العمليات السرية التي تشمل التجسس والاغتيال خارج حدود “إسرائيل”.

 

وتحت لواء هذا الجهاز، تعمل وحدة “كيدون” المتخصصة في تنفيذ عمليات التصفية الجسدية للأهداف المحددة.

 

وتتألف وحدة “كيدون” من عدة فرق، كل فرقة تضم حوالي 12 شخصاً، يتم اختيارهم بعناية وفق معايير صارمة تشمل إتقان اللغات الأجنبية وحمل جنسيات مزدوجة، مما يمكنهم من التحرك بحرية في الخارج دون لفت الأنظار.

 

اتخاذ القرار وتنفيذ الاغتيالات

 

عند تحديد هوية الشخص المستهدف، يتم نقل ملفه إلى لجنة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، المعروفة اختصاراً باسم “فاراش”.

 

وتتولى هذه اللجنة، التي تضم رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مراجعة ملف الهدف وإصدار أوامر القتل المعروفة باسم “الصفحة الحمراء”، حيث يتم التصديق على هذه الأوامر من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وعدد من الوزراء الآخرين.

 

التسميم بمعجون الأسنان

 

في عام 1978، نفذ الموساد واحدة من أشهر عملياته حين قام باغتيال وديع حداد، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبر تسميم معجون أسنانه.

 

وبحسب الروايات، نجح عميل للموساد في الوصول إلى منزل حداد واستبدال معجون أسنانه بأنبوب يحتوي على سم تم تطويره في “إسرائيل”.

 

ومع كل مرة كان حداد ينظف فيها أسنانه، كان السم يدخل مجرى دمه تدريجياً، مما أدى إلى وفاته بعد معاناة شديدة.

 

الروبوت القاتل

 

في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، نفذ الموساد عملية اغتيال دقيقة للعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده باستخدام روبوت رشاش يعمل بالذكاء الاصطناعي ويُشغّل عبر قمر صناعي.

 

وأطلق الروبوت 15 رصاصة على سيارة فخري زاده في ثلاث دفعات متتابعة، مما أدى إلى مقتله دون أن تصاب زوجته التي كانت معه في السيارة، وبعدها تم تفجير الروبوت لتدمير الأدلة ومنع الإيرانيين من تحليل الجهاز واكتشاف تقنياته.

 

قنبلة عن بُعد

 

بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، توالت سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت قيادات من “حماس” وإيران و”حزب الله”.

 

وكان أبرزها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران.

 

وبالرغم من غموض التفاصيل المحيطة بالعملية، تشير التقارير الأولية إلى أن هنية قُتل بقنبلة تم تفجيرها عن بعد في مكان إقامته، الذي كان خاضعاً لحماية “الحرس الثوري” الإيراني.

 

ولم تعلن “إسرائيل” مسؤوليتها عن العملية، كما أنها لم تنف تورطها فيها.

 

من التقليدي إلى التكنولوجي

 

على مدار تاريخ الموساد، تطورت أساليب الاغتيال من استخدام الوسائل التقليدية كالسموم والمتفجرات إلى الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة.

 

هذا التطور يعكس ليس فقط التقدم التكنولوجي الذي حققته “إسرائيل”، ولكن أيضاً تحولاً في طبيعة العمليات التي ينفذها الموساد، حيث أصبحت أكثر تعقيداً ودقة وأقل اعتماداً على المواجهة المباشرة.

مقالات ذات صلة