ضمن مساعي دول الخليج والعالم للسيطرة على فيروس كورونا، لجأت تلك الدول إلى إصدار “جواز سفر صحي” لسكانها الحاصلين على لقاح ضد المرض، وذلك بهدف تأمين السفر وجعله أكثر سلامة وسلاسة.
وخلال فترة الجائحة، حُرم الخليجيون من السفر والسياحة ككل عام، بسبب إغلاق المطارات، والإجراءات الصارمة التي فرضتها الحكومات لمواجهة فيروس كورونا، وحظر الرحلات الجوية.
وكانت دول الخليج، وتحديداً السعودية، من أوائل الدول التي دشنت جواز السفر الصحي، وإصداره لسكانها، بعد تأكيد حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح كورونا.
وإلى جانب دول الخليج، أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، مؤخراً، عن وصوله للمراحل الأخيرة من تطوير وثيقة سفر مقبولة عالمياً، تزيد من اطمئنان المسافرين وشركات الطيران على حد سواء.
ويشمل الجواز معلومات تشمل فحص الراكب وتؤكد تلقِّيه اللقاح، لتقوم الشركات بالتحقق منها قبل السماح للمسافر بالصعود على متن طائراتها.
وأمام جهود الدول لإصدار جواز السفر الصحي، أكدت منظمة الصحة العالمية، أنها لا توصي بإصدار “جواز السفر المناعي” لأولئك الذين تعافوا من فيروس كورونا، لكنها تحقق في احتمالات استخدام شهادات التطعيم الإلكتروني.
وتبحث منظمة الصحة العالمية عن كثب، استخدام التكنولوجيا في الاستجابة لـ”كورونا”، أحدها العمل مع الدول الأعضاء للحصول على شهادة التطعيم الإلكتروني.
وتجاوز عدد الوفيات الإجمالية من جراء تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، حاجز المليوني حالة؛ بينهم أكثر من 10 آلاف حالة في دول الخليج العربي.
وتتصدر السعودية دول الخليج العربي بعدد الوفيات بـ6323 حالة، تليها سلطنة عُمان بـ1512 حالة، ثم الكويت بـ947 حالة، فالإمارات العربية المتحدة بـ745 حالة، فالبحرين بـ360 حالة، وأخيراً قطر بـ246 حالة، وفقاً لآخر إحصائية.
تدشين جواز!
كانت السعودية أول الدول التي دشنت جواز سفر صحياً لمن حصلوا على التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، حيث جرى تدشين الجواز الصحي بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”.
وسيُمنح الجواز الجديد، وفق إفادة وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة، لكل من أكمل التطعيم ضد الفيروس التاجي.
بدوره قال رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، عبد الله شرف، إن الجواز الصحي يصدر عند استكمال الجرعة الثانية من لقاح كورونا وإدخالها في أنظمة وزارة الصحة.
ولا يعد الحصول على الجواز الصحي في السعودية شرطاً للسفر خارج المملكة، حسب وزارة الصحة، مع تأكيدها أنه ربما “تفرض بعض الدول، مستقبلاً، اشتراطات تتعلق بأخذ اللقاح”.
وإلى جانب السعودية، قررت الكويت منح شهادة تطعيم خاصة للاستخدام خلال السفر للحاصلين على الجرعة الثانية من اللقاح المضاد لـ”كورونا”.
وحسب تأكيدات وزير الصحة الكويتي، باسل الصباح، فإن الشهادة ستُستخدم كجواز سفر في المطارات التي تطلبها.
وقال الصباح: إن “شهادة التطعيم وما قمنا به هو للتسهيل على المواطنين، إذا فرضت بعض الدول الحصول على الشهادة”.
وسيتم الحصول على شهادة التطعيم، حسب الصباح، على شكل رسالتين؛ الأولى نصية تتضمن تقريراً يثبت الحصول على شهادة التطعيم، والثانية الربط مع منصة “مسافر” للحصول على كود مباشر من وزارة الصحة يثبت الحصول على التطعيمين الأول والثاني وتاريخيهما.
وحول إلزامية الحصول على اللقاح للسماح بالسفر، قال الصباح: إن “ذلك يعتمد على تضافر الجهود الدولية، ونحن في الكويت لم نطلب أن يحصل المسافر على التطعيم، لكن على سبيل المثال في المملكة العربية السعودية هناك شرط لأداء العمرة هو الحصول على شهادة التطعيم”.
وكيل جامعة نجران للدراسات العليا والبحث العلمي في السعودية، واستشاري وأستاذ الجراحة وجراحة المناظير والسمنة المشارك، الطبيب سعيد السريعي، يؤكد أن الجواز الصحي يأتي كأحد الحلول المتبعة لتقليل انتشار الوباء وانتقاله بين البلدان المصابة.