الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةتقارير وملفات"جوى" الطفلة السورية التي قتلت مراراً

“جوى” الطفلة السورية التي قتلت مراراً

هاشتاغ – إيفين دوبا

لم يكن في حسبان والديّ جوى استانبولي (ثلاث سنوات)، أنّ لعبها مع أقرانها في الحي قد يعرضها لخطر ينهي حياتها بصورة مأساوية ستلاحق ذكراها المفجعة العائلة إلى الأبد.

في نهار الثامن من أغسطس/آب الجاري خرجت الطفلة للعب خارج المنزل في حي المهاجرين جنوبي حمص السورية وسط البلاد، لكنها لم تعد وفقد أثرها إلى أن عثر على جثتها بعد ستة أيام في مكب نفايات بالقرب من مقبرة تل النصر في ضواحي المدينة.

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان حول فقدان الطفلة: “تم العثور على جثة لطفلة مجهولة الهوية لا يتجاوز عمرها ست سنوات وعليها آثار ضرب بأداة حادة على الرأس وملامح وجهها مشوهة بالكامل”.

وأوضحت الوزارة: “من خلال التحقيقات الأولية ونتيجة الكشف الطبي على الجثة تبين أنها تعود للطفلة جوى استانبولي حيث تمكنت والدتها من التعرف عليها من خلال ملابسها”.

بعد هذه الأنباء تصدرت قصة “جوى” مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها عدد كبير من السكان والمشاهير على مستوى العالم العربي.

وعلى مدى ستة أيام لم تتوقف مناشدات العائلة لإعادتها ووعد والدها عبر تسجيل مصور بالعفو عمن أخذها في حال أعادها. “أنا مسامحو.. ولن أدعي عليه إذا رجعت جوى سالمة”.

“رجعت جوى غير سالمة”

دون التأكد من ملامحها والتحقق من هويتها، عثر عليها مقتولة بالقرب من مقبرة تل النصر و”تعرضت جثتها للتشويه في الجسم والوجه بشكل كبير” حسب قول قائد شرطة حمص العميد أحمد الفرحان.

واستدلّت والدتها عليها من “ملابسها” ولم تستطع جوى بحدس طفولتها أن تشتم رائحة أمها وتشعر بقربها. لكن تقول والدتها: “اشتمّيت ريحة جوى، وتأكدت أنّها الموجودة في المستشفى قبل ما أصل إليها”.

في هذه الأثناء كانت الشرطة تحاول تقفي أثر القاتل “الجار القريب” الذي كان يشاهد ويسمع كل التفاصيل. لكن الشرطة لم تتمكّن من إثبات الجرم عليه إلا بعد “أحد عشر يوماً”.

وتعد هذه الفترة “قصيرة نسبياً” بالنسبة إلى جرائم القتل التي لم يتم الوصول إلى فاعليها في البلاد، لكنها كانت ثقيلة على أسرة جوى.

وتنحدر جوى من عائلة ذات دخل متدنٍ وفق ما أعلن والدها في تسجيل مصور لاحقاً وقال فيه: “يا دوب عم نقدر نأمن ربطة الخبز”.

ولم تطفئ نار قلبه المحترق على مقتل ابنته الوحيدة بعد سماعه إعلان جهاز الأمن الجنائي بحمص أنه ألقى القبض على القاتل. وقال قائد شرطة حمص أحمد الفرحان في تصريح متلفز إن الجاني “يعاني من ظروف مادية ونفسية صعبة ودافع القتل لديه غريزي”.

وانتقد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي هذه التصريحات وفسروها في إطار “التبرير”.

فوضى التحقيقات

ورغم ما تعرّضت له جوى أخرجت جثتها من القبر مرة أخرى لتحكي تفاصيل جديدة وتكذّب الروايات الرسمية وتقارير الطب الشرعي.

ورأى البعض أن التقارير تهاونت في فحص الجثة “وربما ملّ الطب الشرعي من مشاهدة الجثث على مدار أكثر من عقد”. ليكون القاتل “الشاهد الأصدق” ويروي ما اقترفه بحق جوى.

تقول شهادة الجاني: “سحبتها من أمام باب منزلي. خنقها واغتصبتها ثم وضعتها في كيس قمامة ونقلتها إلى الحاوية بعد ساعات”.

وكذب التقرير الشرعي الثاني ما ورد في التقرير الأول الذي قال إن “القتل تم بأداة حادة على الرأس دون وجود أي مظاهر لاعتداء جنسي”.

وفي التقرير الثاني الذي أعلنه المدير العام لهيئة الطب الشرعي في سوريا الدكتور زاهر حجو قال إنه تم فحص الجثة للمرة الثانية بعد تصريحات القاتل حول طريقة قتل جوى.

تبين أن سبب الوفاة هو نقص الأكسجة الناجم عن الخنق والضغط على الرقبة والصدر مع وجود صدمة ألمية ونزف ناجم عن الاعتداء الجنسي”.

كما أكد حجو أن “التقرير الأول وردت فيه بعض الأخطاء حيث تم إصداره بشكل تقديري دون تشريح الجثة وأدى لاستقالة رئيس مركز الطبابة الشرعي في حمص الدكتور جورج صليبي”.

الإعلام الرسمي يتعرض لانتقادات

الاعترافات التي بثها التلفزيون الرسمي أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل. ما دفع التلفزيون الذي بثّ اعترافاته “الهادئة والمستفيضة في الشرح” إلى الاعتذار من المتابعين والتي عدّها البعض “سابقة للإعلام السوري”.

كما وجدها البعض “جزءاً من ضعف الإعلام السوري وإثبات عدم مصداقية رواياته خلال الأعوام الماضية”.

في حين عبر آخرون عن خوفهم من تكرار ما حصل لجوى لضحايا جدد ويبدو أن المحامي العام في حمص علي داوود لم يفلح في طمأنة هؤلاء حين قال إنّ “حمص لم تعتد على هذه النوعية من الجرائم الغريبة عن المجتمع ولا داعي للخوف ولا مبرر للقلق”.

وكتب الإعلامي السوري جعفر ميا أن ما حصل مع جوى ليس جديداً لكنه أكثر بشاعة ففي “نهاية التسعينات حصلت جريمة اغتصاب وقتل بالمطرقة بحق طفلة بحمص ورميها بأحد البساتين”.

وقال في سياق مطالبة البعض بإعدام الجاني: “شهدت ساحة باب الفرج حلب 2007 إعدام خمسة أشخاص بنفس الجرائم، وكذلك في ساحة النشابية بريف دمشق تم تنفيذ الإعدام بحق مغتصب وقاتل طفلة بأداة حادة”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة