جيروزاليم بوست: بعد زيلينسكي، على “إسرائيل” أن تتعلم قواعد ترامب المتغيرة
zeina
هاشتاغ – ترجمة
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تحليل لها أمس أنه يتعين على “إسرائيل” أن تنتبه وهي تستطلع تحديات السياسة الخارجية المعقدة، إلى أنه لا يمكنها بعد اليوم الافتراض بأن المعايير الدبلوماسية التقليدية لا تزال صالحة.
وفي تحليل على خلفية المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال استقبال الأخير في البيت الأبيض، قالت الصحيفة: على “إسرائيل” التي تواجه تحديات حرجة في السياسة الخارجية مع حلفائها الرئيسيين، أن تستخلص الدروس من الاجتماع الأخير بين ترامب وزيلينسكي. الدرس الأساسي؟ لم يعد الخطاب الدبلوماسي يتبع نفس القواعد كما كان في الماضي.
لا مزيد من التحالفات التقليدية، فقط المصالح
واستعادت الصحيفة ما جرى بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض وانهيار المناقشات التي غادر زيلينسكي البيت الأبيض على إثرها دون التوقيع على الاتفاق الذي كان متوقعاً.
وأوضحت الصحيفة أن القاعدة الأولى للتفاوض هي فهم طبيعة المحادثة. فقد تعامل زيلينسكي مع الاجتماع من وجهة نظر أخلاقية وأيديولوجية فيما على النقيض من ذلك، صاغ ترامب المناقشة كمعاملة تجارية. سعى – ونجح – في إعادة تعريف الإطار الدبلوماسي: لا مزيد من التحالفات التقليدية، فقط المصالح المتبادلة.
وأشارت إلى أن زيلينسكي أساء قراءة الديناميكيات. ولم يتمكن من فهم إستراتيجية ترامب الأوسع نطاقا التي تقوم على إعادة تشكيل العلاقات الخارجية الأميركية لإعطاء الأولوية للارتباطات البراغماتية والتجارية على التحالفات التاريخية. وينظر ترامب إلى العالم من خلال عدسة الصفقات والروافع المالية. وفي ظل هذا النهج، إذا قدّمت الولايات المتحدة المساعدة، فإنها تتوقع عائداً واضحاً. وتحل الاتفاقيات التجارية محل التحالفات. وإذا كانت أوكرانيا تريد الدعم الأميركي، فيتعين عليها أن تقدم شيئاً ملموساً في المقابل.
وبالنسبة لترامب، فإن فكرة أن تعمل الولايات المتحدة كحارس أخلاقي للديمقراطية أصبحت عتيقة. وتعطي إدارته الأولوية للمصالح الأميركية فوق كل المصالح الأخرى. وفي حين ربما رأى الرئيس جو بايدن أوكرانيا كشريك استراتيجي، فإن ترامب يراها كمدين برصيد مستحق. إن هدف ترامب هو إعادة كتابة القواعد الجيوسياسية – لم يعد وضع الولايات المتحدة كـ “زعيمة العالم الحر” ولكن كأمة تعمل فقط لصالحها.
وبحسب الصحيفة مثّل هذا الاجتماع معركة حول السرديات. فموقف ترامب يقوم على أن المساعدات الأمريكية يجب أن تأتي بثمن. فيما حاول زيلينسكي تأطير معركة أوكرانيا كنضال أوسع من أجل الديمقراطية، لكنه فشل.
الدرس الرئيسي: كان على زيلينسكي أن يتحدث بلغة ترامب. وأن يستخدم المصطلحات التجارية: العائد على الاستثمار (ROI)، والصفقات، والميزة التنافسية، بدلاً من المساعدات والالتزامات الأخلاقية. كان بإمكانه تأطير روسيا والصين كمنافسين على موارد أوكرانيا، مؤكداً أن ترامب يمكن أن يضمن صفقة أفضل للولايات المتحدة.
“إسرائيل” يجب أن تتعلم
وبحسب الصحيفة، يتعين على “إسرائيل” أن تأخذ علماً بذلك. وبينما تتنقل بين تحديات السياسة الخارجية المعقدة، فلا يمكنها أن تفترض بعد اليوم أن المعايير الدبلوماسية التقليدية مازالت صالحة أو قابلة للتطبيق. ويتعين على “إسرائيل” أن تدرك أنه في عالم حيث أصبحت التحالفات تجارية بشكل متزايد، فإن الامتنان ليس نقوداً.
وفي ظل هذا المشهد الجيوسياسي سريع التغير، يتعين على “إسرائيل” أن تضمن تقديم قيمة ملموسة لكل شريك استراتيجي – سواء من خلال التكنولوجيا أو الاستخبارات أو المزايا الجيوسياسية. وإذا كان من المتوقع أن تقدم أوكرانيا، وهي دولة في حالة حرب، شيئاً في مقابل الدعم، فلا تستطيع “إسرائيل” أن تفترض أنها ستحصل على دعم غير مشروط إلى أجل غير مسمى.