أغلقت الشرطة الأميركية الشوارع المحيطة بمبنى “الكابيتول” ومكاتب الكونغرس، في العاصمة واشنطن، في ظل انتشار أمني كثيف، وفق ما أفاد به شاهد وكالة “رويترز”، بعدما اصطدمت سيارة بحاجز أمني، كان يقودها رجل توفي بعد توقيفه ونقله إلى المستشفى.
وأعلنت الشرطة إصابة عنصرين من صفوفها قرب مبنى “الكابيتول”، أحدهما توفي لاحقاً متأثراً بجروحه، بعدما صدمتهما سيارة اعتقل سائقها.
وقالت رئيسة شرطة “الكابيتول” يوغاناندا بيتمان، في مؤتمر صحافي، إن المشتبه به الذي اقتحم النقطة الأمنية، نزل من السيارة مسلحاً بسكين.
وقال روبرت كونتي، القائم بأعمال قائد شرطة العاصمة، “لا يبدو الأمر مرتبطاً بالإرهاب لكن بالتأكيد سنواصل التحقيق”.
وذكرت الشرطة أنها لا تملك معلومات عن دوافع المهاجم كما أنها لم تحدد بعد هويته، مؤكدة أن لا سجل إجرامياً له.
ووفق وسائل إعلام أميركية، يبلغ منفذ الهجوم 25 من العمر، وهو من ولاية إنديانا.
ونقلت شبكة “سي أن أن” عن شرطة “الكابيتول”، أن الرجل طعن أحد الشرطيين بسكين، قبل أن يطلق عليه النار.
تنكيس الأعلام!
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه والسيدة الأولى، جيل بايدن، يشعران بحزن شديد بسبب مقتل شرطي وإصابة آخر في الهجوم أمام مبنى الكابيتول.
وقال بايدن في بيان “شعرت أنا وجيل بحزن شديد عندما علمنا بالهجوم العنيف عند نقطة تفتيش أمنية امام مبنى الكابيتول الأميركي”. وأعطى بايدن، أوامره لتنكيس الأعلام في البيت الأبيض.
وتكريماً للشرطي الذي قتل في الهجوم، أمرت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بتنكيس أعلام الكونغرس.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على “تويتر”، “ما زلنا تحت صدمة ما حدث”، متوجهاً بالشكر إلى الشرطة.
ولم يكن أعضاء الكونغرس في واشنطن، الجمعة لأن مجلسي النواب والشيوخ في عطلة بمناسبة عيد الفصح.
وتقول شرطة “الكابيتول” إن الحادث وقع عند نقطة تفتيش بالقرب من المبنى. يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه منطقة واشنطن في حالة توتر بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من اقتحام حشد مبنى “الكابيتول” حيث كان الكونغرس يصوت للتصديق على فوز جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية.
وقالت، إن المشتبه به نقل إلى المستشفى في حالة حرجة، بينما نُقل أحد الضابطين المصابين بسيارة شرطة إلى المستشفى، في حين نقلت الآخر طواقم الطوارئ الطبية.
وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، في حين نقل شخص واحد على الأقل بواسطة نقالة.
وقالت شبكة “سي أن أن” إن الشرطة طلبت من المقيمين في المنطقة المحيطة بـ”الكابيتول” البقاء داخل منازلهم والابتعاد عن النوافذ.
وقال فيتو ماغيولو، المتحدث باسم الحماية المدنية في واشنطن، إنهم يستجيبون لإطلاق النار على الحاجز الشمالي لمبنى الكونغرس، وهناك مؤشرات على أنهم سينقلون جرحى.
قصة لم تنتهي!
هذا، ولم تنتهِ قصة اتهام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتحريض أنصاره على الهجوم على مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير الماضي. فقد رفع النائب الديمقراطي في الكونغرس، إريك سوالويل، الجمعة، دعوى ضد ترامب، بتهمة “التحريض على هجوم ضد الكابيتول”، وهي الثانية التي تستهدفه.
وكتب سوالويل “بسبب عدم قدرته على قبول الهزيمة، شن ترامب حرباً مفتوحة ضد الانتقال السلمي للسلطة” إلى جو بايدن.
وأضاف “لقد كذب تكراراً على مناصريه عبر القول لهم إن الانتخابات سرقت منهم، وأخيراً دعا مؤيديه إلى النزول إلى شوارع العاصمة الفيدرالية واشنطن” للتظاهر في 6 كانون الثاني/يناير.
وفي خطاب طويل أمام البيت الأبيض، توجه ترامب إلى مناصريه بالقول “قاتلوا كشياطين”.
وتشمل الدعوى التي قدمها سوالويل أمام محكمة في واشنطن، أيضاً نجل الملياردير الأميركي، دونالد ترامب، جونيور، وكذلك محاميه رودولف جولياني، والنائب مو بروكس. وكلهم تحدثوا خلال التجمع نفسه.
وقال إن “المتهمين تجمعوا، وألهبوا المشاعر، وشجعوا الحشد الغاضب، وبصفتهم هذه هم مسؤولون عن الأضرار والدمار الذي تبع ذلك”.
ورد جيسون ميلر، وهو ناطق باسم ترامب، في بيان، لصحيفة “واشنطن بوست”، واصفاً سوالويل بأنه “لا يحظى بأي صدقية”.
وكان نائب ديمقراطي آخر في الكونغرس، هو بيني تومسون، قد رفع دعوى ضد ترمب اعتباراً من منتصف شباط/ فبراير.
وقتل خمسة أشخاص بينهم عنصر من شرطة الكابيتول في هذا الهجوم على المبنى حين كان البرلمانيون يثبتون فوز بايدن على ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقد برأ مجلس الشيوخ في 13 شباط/فبراير ترامب من تهمة “التحريض على التمرد”، لأنه دعا أنصاره إلى السير نحو الكونغرس.
ولم يقبل ترامب بنتيجة الانتخابات الرئاسية، وتحدث عن عمليات تزوير كثيفة، لكن من دون تقديم أي دليل.
وعلى الرغم من أنه صوت لمصلحة تبرئته في مجلس الشيوخ، معتبراً أن هذا المجلس ليس مؤهلاً لمحاكمته، أكد زعيم الجمهوريين النافذ في المجلس، ميتش ماكونيل، أن طريق الملاحقات القضائية يبقى مفتوحاً.