بدأ حجاج بيت اللّه الحرام، اليوم الاثنين -الثامن من ذي الحجة-، مناسك الحج بقضاء يوم التروية في مشعر منى، الذي شهد منذ وقت مبكر من الأمس استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، لتوفير سبل الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وخشوع.
وتجري عملية تفويج حجاج الخارج إلى مشعر منى وفق مسارات وأوقات محددة.. وسط تشديدات أمنية مكثفة لمنع دخول أي سيارة أو حافلة لا تحمل تصريحاً بدخول المشاعر المقدسة.
وأفادت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة.
ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها.. حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة “الوقفة الكبرى”.. ثم يعودون إليها بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام “10 – 11 – 12 – 13”.. ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل.. وذلك لقوله تعالى: “واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى”.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.. ولا يسكَن إلا مدة الحج ، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام. ثم أكد نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم – هذا الفعل في حجة الوداع وحلق.. واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.