Site icon هاشتاغ

حراك نشط في سوريا.. وجمود في الرياضة! 

هاشتاغ – رأي زياد شعبو

نعيش اليوم مرحلة فراغ على المستوى الرياضي يشعر بها كل لاعب ومدرب وإداري وإعلامي إضافة إلى الجماهير.

 

فكل مفاصل الرياضة في سوريا تبدو في حالة من السكون، على عكس المجريات التي تتحرك بسرعة كبيرة في شتى المجالات والقطاعات في البلاد بوجهها الحر الجديد.

خطوات بطيئة وثقيلة ترخي بظلالها على المستوى المعيشي لكل العاملين في الشأن الرياضي، بعد أن تبخرت مدخراتهم دون مستقبل منظور يعودون فيه إلى العمل الوحيد الذي يجيدون الإنتاج فيه.

الأولويات تصنعها الحاجة

ندرك حجم العمل الهائل الذي وجدت الإدارة الرياضية الجديدة نفسها أمامه، من تراكم فساد مالي وإداري وصولا إلى تهالك وتقادم المنشآت والملاعب والصالات، مرورا بالعقبات الفنية والإدارية أمام الهيئات الرياضية الدولية مثل الفيفا ومن ضمنها ملف الحظر الدولي.

كل تلك الأعباء تثقل من خطوات إدارة الرياضة السورية، وتنعكس تأخيرا في اتخاذ تدابير مناسبة لفك العُقد وسط توقف تام للنشاط الرياضي، ما أثر سلبا على الحالة الفنية والذهنية-النفسية للاعبين واستنزاف مدخراتهم المالية حيث وصل بعضهم إلى مرحلة العوز المعيشي.

كل ذلك عدا عن استنزاف آخر باتجاه خروج اللاعبين من سوريا نحو أي تجربة خارجية ولو كانت دون جدوى فنية ومالية. وكل ذلك يمر وسط عجز لإدارات الأندية عن ارتجال أية حلول تساهم في تخفيف أعباء المعيشة لتمرير هذا الوقت بأقل الخسائر.

إن الآلاف إن لم نقل عشرات الآلاف من العوائل تعيش من الرياضة، وعلينا أن ندرك تأثيرات هذه الوضعية على هؤولاء الناس.

قد يكون من الأفضل للقيادات الرياضية الجديدة أن تعيد ترتيب أولوياتها وسط ضغط الملفات الكبرى باتجاه اجتراح حلول على المدى القصير فكل يوم تأخير يقابله فقدان رغيف.

من المكانب إلى الملاعب

لأن الملفات اثقل من أن يتحملها فرد هنا وهناك، علينا جميعا أن نقف الآن كفريق واحد ونخرج من مكاتبنا ونتقابل في الملاعب كهدف قريب نستأنف فيه النشاط الرياضي كخطوة أولى، وهذا عبء مشترك لابد من أن تنقاسمه جمعيا من مسؤولين وإداريين وفنيين ولاعبين ولو بالحدود الدنيا من الجانب المالي،ولابد أن تتزامن هذه الانطلاقة مع تحرك فاعل ونشيط من القيادة الرياضية على المستوى العربي لحشد الدعم من متطلبات ستلاقي الرد الإيجابي، خاصة وأن الرياضة منفصلة عن السياسة وليس هناك من تعقيدات في تلبية المتطلبات وخاصة من قبل دول الخليج، وعلى المدى المتوسط لابد من وضع توجهات الخصخصة ضمن أطر قانونية جاهزة، خاصة أن البلد مقبل على مواسم استثمار كبرى وشركات إعادة الإعمار والصناعة والإعلام ستكون حاضرة.

نحتاج إلى المبادرة اليوم وتأمين الانطلاقة فما يمكن أن تقدمه الرياضة للمجتمعات أكثر فعلا وأثرا من اي مجال آخر، وسوريا الآن تحتاج أكثر من أي وقت مضى لأثر الرياضة في ترميم المجتمع وتخلصه من آثار الحرب.

Exit mobile version