الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارعن التداعيات المحتملة للحرب الروسية الأوكرانية: جزء من حرب عالمية.. وأي انتكاسة...

عن التداعيات المحتملة للحرب الروسية الأوكرانية: جزء من حرب عالمية.. وأي انتكاسة روسية ستدفع سورية ثمنها غالياَ

هاشتاغ_ زينا صقر

كثرت التحليلات المتعلقة بانعكاسات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على سورية، وانبرى الكثير بين مستنكر و مرحب، ومتوقع لمصير سورية سياسياً وعسكرياً، دون الأخذ بالأسباب التي دفعت البلدين للدخول في حرب مجهولة النتائج لكلا الطرفين، بل و من المؤكد أنها ستترك آثاراً سلبية طويلة الأمد، محلياً و إقليمياً ودولياً.

المحلل السياسي، نواف ابراهيم، يرى أن الحرب الدائرة ليست حرب روسية أوكرانية، بل هي جزء من الحرب العالمية الثالثة، التي لم يعترف بها أحد حتى اللحظة، ومنذ أن بدأت بشكلها الفعلي في عام 2011 تحت مسمى الربيع العربي، كان هدفها الأول إخضاع منطقة الشرق الأوسط بالكامل للسيطرة الغربية، وإقصاء روسيا من المنطقة، أو بالأحرى إخراجها من آخر ماتبقى لها من مناطق انتشار جيوسياسي وإستراتيجي، ومنعها بشكل نهائي من تحقيق حلمها بالوصول إلى المياه الدافئة، وإبعادها عن خطوط نقل الطاقة المرسومة في المنطقة، وتحييدها إقتصادياً، وبالتالي إضعافها وشل قدرتها من أن تكون قوة دولية فاعلة من شأنها أن تعيق مسارات ترتيب التوازنات الإقليمية والعالمية الجديدة كما يحلو للولايات المتحدة ومن معها من دول الغرب.

ويتابع ابراهيم في تصريحات خاصة لـ “هاشتاغ”، هذا مالم يحدث، إذ استطاعت روسيا العودة إلى الساحة الدولية وبقوة عبر مشاركتها المحورية في مواجهة الإرهاب في سورية المتمثل بالجيوش البديلة للقوى الغربية، والتي اعتمدت عليها في تحقيق هذه الأهداف، وغيرها من الأهداف الأخرى كضرب المحور الإقليمي المقاوم للهيمنة الغربية والأمريكية، وضرب قلبه في سورية والعراق وإيران ولبنان، هذا عدا عن هدف محوري موازي، وهو الحفاظ على الأمن القومي (الإسرائيلي)، الكيان المصطنع، الذي دعمت قوى الغرب إنشاءه ليكون محرك كل مشاكل المنطقة، وسيناريوهات السطو والسيطرة عليها والتفرد بها دون روسيا أو أي من القوى العالمية الأخرى التي ترفض هذه السياسات الإجرامية الغربية في التدمير والسيطرة بالقوة على الدول وثرواتها.

منعكسات العملية العسكرية الروسية-الأوكرانية على العملية السياسية

يلفت ابراهيم، الى أنه لاتوجد، حتى اللحظة، أي عملية سياسية في سورية، رغم كل الجهد المبذول من الدولة والحكومة السورية، ومن حلفائها وعلى رأسهم روسيا، اللاعب الدولي الأساسي والداعم للحل السياسي في سورية، على أساس احترام كيان وسيادة الدولة السورية، إذ لم تسمح هذه الدول نفسها التي تحاكم الروسي الآن بحجة حرب أوكرانيا؛ والتي أجبر عليها، وهي الدول نفسها التي حاولت تدمير المنطقة كلها وخاصة سورية، والتي منعت تحقيق أي خطوة إيجابية في مسار الحل السياسي، من خلال تسييس كل ما يجري فيها لصالح أهدافها، إذ شكلت تنظيمات ومجموعات إرهابية ألبستها لبوس مختلفة منها وضعتها في خانة الإرهاب، مجبرة، و أطلقت عليهم بالمعارضة المسلحة المعتدلة، وابتدعت لهم لقاءات واجتماعات ومؤتمرات وهيئات والخ..

ويضيف ابراهيم، أنه بسبب كل هذا التسعير والدعم للإرهابيين والتشويه، منع على مدى السنوات العشر الماضية تحقيق أي تقدم نحو الحل السياسي؛ الذي هم بالأصل لا يريدونه، بل أرادوا إطالة الأزمة السورية قدر الإمكان من أجل استثمارها بالضغط على سورية وحلفائها وسرقة مقدرات وثروات الدولة، ولكن هذا لم يحدث؛ رغم كل الثمن الباهظ الذي دفعه ومازال يدفعه الشعب السوري، لذا أنا شخصيا أرى أن الحرب في أوكرانيا لاتقدم ولا تؤخر في قضية الحل السياسي في سورية ولا في التوازنات السياسية في المنطقة لأن جلها تابعة وهنا واضح ما نقصده .

ويبرر المحلل السياسي، بأنه في الأصل لايوجد أي تحرك، ودعم ونية دولية، لتغير المشهد السياسي في سورية، وأكثر مايمكن أن يحدث هو أننا سوف نتابع عدد أقل من التصريحات واللقاءات والمؤتمرات التي لم تنفع الدولة السورية بشيء، بالعكس يمكن أن نرى أنه سيكون هناك عمليات تصعيد سبقتها مرحلة تحضير كشفت عنها مؤخرا الاستخبارات الروسية لزيادة تعقيد الأوضاع في سورية.

ويشير ابراهيم إلى تهديد المرشح لقيادة القوات الأمريكية المركزية الجنرال “اريك كوريل”، والذي قال في اجتماع تحت قبة الكونغرس مؤخراً :” إنه على روسيا أن تفهم وتعلم، أن حربها على أوكرانيا لن تجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرارا بما في ذلك سورية”. وحين صرح بذلك لم تكن روسيا في وارد القيام بعملية عسكرية في أوكرانيا، ولم تكن أطلقت طلقة واحدة من الجيش الروسي تجاه الأراضي الأوكرانية، إذا كان واضحاً أنهم يدفعون بروسيا نحو ذلك برفضهم أي حل أو تطبيق لاتفاقات منسك وتقديم الضمانات الأمنية والخ ..هم يريدون سيناريو استثمار جديد أوكراني، صورة طبق الأصل عن الاستثمار في الإرهاب كما في سورية بطرق جديدة وبنفس الأدوات والأساليب.

تداعيات الحرب على الصعيد السياسي محلياً وإقليميا ودولياً

أما عن تداعيات الحرب على الصعيد السياسي محلياً وإقليميا ودولياً، يرى ابراهيم أنه لا شيء جديد في هذه التحديات الراهنة، فهي قائمة منذ عقود بفعل الجنون الغربي الأمريكي وهوس قتل الشعوب وسرقة مقدراتها وثرواتها والسيطرة على الدول وإسقاط أنظمة حكم دون أي وازع أخلاقي إنساني أو قانوني، ونحن نرى خاصة في العقد الأخير حجم التخبطات والاهتزازات السياسية والاجتماعية، وكل مايرتبط بها من جوانب الحياة كيف أنها تتصاعد بين حين وآخر من منطقة إلى أخرى، على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية لكل الدول التي لا تروق للولايات المتحدة مواقفها ورفضها التحكم بها .

ويلفت، الى أنه لا توجد أي سياسة واضحة في المنطقة في ظل الخلافات القائمة والمفتعلة داخل الدول وبين الدول جميعها، إذا أين السياسة أو أين هي الإرادات السياسية في المنطقة والعالم ككل؟ . الآن لايوجد سوى عمليات تصفية الدول والعلاقات فيما بينها على الميزان الغربي الأمريكي الذي حول المنطقة والعالم إلى كتلة من النزاعات والخلافات والصراعات التي لا مكان فيها للسياسة والدبلوماسية، السياسة الآن عبارة عن مسرحية هزلية بائسة تحكمها القوة؛ كل من حسب قوة موقعه، وقوة موقفه، ومن ينظر إلى حالة العلاقات الإقليمية في المنطقة في ظل ما ذكرناه آنفا، وما يجري من أحداث ومعه على الساحة الدولية من صراعات، يعلم تماما أن السياسة والدبلوماسية والعلاقات غير موجودة إلا بقوالب يفرضها الحدث لكل من مواقعه وأهدافه وتحالفاته، يكفي النظر إلى ما يفعله الكيان “الإسرائيلي” من محاولات التمدد والسيطرة تحت ستار التعاون وتحسين العلاقات والتطبيع، وكذلك التركي الذي سيكشف الجميع دوره الفاضح في خدمة أعداء المنطقة وإلى ما يجري في لبنان وفي السودان وفي تونس وباقي الدول العربية، يرى أننا خارج التاريخ وخارج السياسة إلا مارحم ربي، ونرى جميعا كيف تتوزع الأدوار سياسيا إقليميا وعالمياً وفق شبكة تحالفات إقليمية ودولية فرضتها الحالة الرهنة.

ويضيف: هذه مرحلة ختام الحرب العالمية الثانية، والقضاء النهائي على الفاشية والنازية، التي صورتها المعكوسة هي في الإرهاب المتمثل بالمجموعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة كلها بدءا مما يسمى بالدول الإسلامية ومروراً بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومن لف لفهما.

انعكاسات الحرب الروسية-الأوكرانية على سورية “عسكرياً”

من جهته، يرى الخبير العسكري كمال جفا، أن ما يحدث في أوكرانيا مرتبط بشكل وثيق بكل الأحداث والتوترات في العالم، والتي يتبوأ قطباها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة أخرىو، تتفرع عنها تكتلات وتحالفات إقليمية ترتبط بالقطبين الرئيسيين المشار إليهما أعلاه، وسورية جزء أساسي من الحروب المتعددة والمتنقلة التي اجتاحت العالم خلال السنوات السابقة، لأن رأس حربة ومهندس الربيع العربي، هو الولايات المتحدة الأمريكية ومن معه، والطرف الآخر او الحلف المقابل هو إيران وروسيا وأضيفت إليهما الصين ومن ضمنهم الدول التي تدار الصراعات على أرضها مثل سورية واليمن والعراق وليبيا وأفغانستان، وما حدث مؤخرا في كازاخستان، وقبلها أرمينيا، إذاً الصراعات الدولية في منطقتنا وعلى منطقتنا مرتبطة إلى حد ما ببعضها البعض وأن اختلفت الأولويات والأهمية والاهداف البعيدة والقصيرة.

ويشير جفا في حديث خاص ل “هاشتاغ”، إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، هي من صلب الصراع والتنافس الروسي مع الغرب، لتحديد الأحجام والأوزان الدولية، والأدوار الإقليمية للقوى الصاعدة، والتي تعمل على كسر أحادية القرار الأمريكي، في السيطرة على العالم والهيمنة على موارده، وتحديد شكل الحكومات واتجاهاتها وولائها الذي يقيم بقدرتها على تنفيذ السياسات الأمريكية لكل نظام سياس .

ويوضح جفا، بأن الموقف السوري الواضح و الصريح من قبل الرئاسة السورية، والدعم والتنسيق مع القيادة الروسية، في ملف أوكرانيا يعني أن سورية وضعت كل أوراقها ورهانتها على انتصار روسيا في هذه الحرب، وأي انتكاسة عسكرية أو سياسية أو إضعاف أو تشتيت للقوة الروسية، أو أستنزاف طويل الامد ستدفع ثمنه سورية غالياً لأن ذلك سيكون له ارتدادات مباشرة على الأزمة في سورية، لأن خيارات الدولة السورية اليوم وضعت في جانب الموقف الروسي بالكامل.

ويرى جفا، أن سورية في قلب العاصفة وهي جزء أساسي من التحالف الكامل مع روسيا لأسباب كثيرة أهمها، أنهم لم يستطيعوا تدمير سورية وروسيا جزء أساسي من الصمود السوري، بالتالي اعتقدوا أن باستطاعتهم إغراق روسيا في المستنقع السوري، وبعد فشل مشروعهم وثبات الموقف الداعم من قبل روسيا لسورية؛ بل والتطور الكبير في الإمكانيات الروسية في كل المجالات منذ خمس سنوات حتى الأن، اتخذ القرار بنقل المعركة إلى حدود روسيا وبالتالي يرتبط الوضع العسكرية والسياسي في سورية بما سينتج من نتاج معارك أوكرانيا.

وفي سؤاله عن احتمالية تحرك القوات الأمريكية و الفصائل التابعة لها في الحسكة، أجاب جفا : ” حتى الأن لا أعتقد أن تقوم الولايات المتحدة بتفجير الأوضاع في الحسكة، لان ذلك سيعني تدخل روسي مباشر ضد “قسد”، وحتى الدولة السورية قادرة على إنهاء الوجود الكردي في بعض أحياء حلب وحتى إنهاء الوجود العسكري للوحدات الكردية في شمال حلب، ضمن منطقة ما يسمى قطاع الشهباء.

ويكمل ” لكن قد تعمد قسد إلى توتير الأوضاع في معظم مناطق شمال شرق سورية حيث تتواجد القوات الروسية والسورية وضد المكونات العربية في كل قطاع الشمال السوري”.

أما فيما يتعلق بالجانب التركي وإمكانية تفعيل تحركاته والضغط في الشمال السوري، يقول جفا : “هذه الفرضيات تمت مناقشتها ما بين الجانبين السوري والروسي، ضمن القيادات العسكرية وغرفة العمليات المشتركة، وأنه في حال تم فتح اي جبهة من الجبهات القتالية مع الجيش السوري، فلدى القيادة السورية وحلفائها القدرة على ردع الفصائل التابعة لتركيا وجبهة النصرة؛ وحتى لو قدم الجيش التركي الدعم المباشر لهم لأن لدى روسيا قوات عسكرية ضخمة جدا في سورية وقادرة على التعامل مع أي تطورات ميدانية عسكرية كردات فعل على مايحدث في أوكرانيا.”

ويتابع جفا، أنه فيما لو انهزمت روسيا في أوكرانيا، سيشجع تركيا على تطبيق ماعجزت عنه خلال السنوات السابقة، بما يسمى المنطقة العازلة على كامل منطقة الشريط الحدودي، وسيمنحها الضوء الأخضر الذي انتظرته كثيرا لبدء تطبيق فعلي لمخططاتها ضد الأكراد وضد الجيش السوري.

ويختم “كل ردات الفعل الممكن حدوثها، مرتبطة بصلابة روسيا في حرب أوكرانيا، لأن خسارة روسيا ستعرض سورية لمزيد من الضغوط السياسية والعسكرية”.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة