أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب بداية معركة الرسوم الجمركية مع الصين بتعهده بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 10بالمائة على البضائع الصينية ورسوماً بنسبة 25 بالمائة على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا بذريعة المخاوف من تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.
واتهم ترمب الصين بالإخفاق في الوفاء بتعهداتها بفرض عقوبة الإعدام على مهربي الفنتانيل، ومن جهتها فوجئت الصين بتركيزه على التعاون في هذا المجال الضيق الذي شهد تقدماً في العلاقات الثنائية.
وتهدد مناورة ترمب باندلاع المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد حملة انتخابية أبرزت بالفعل المخاوف إزاء موجة الحمائية التجارية الجديدة.
تأجج خطر المواجهة التجارية
ينذر اتساع نطاق الحرب التجارية الأميركية الصينية خلال ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب بانخفاض معدل النمو الاقتصادي للدولة الآسيوية بمقدار نقطتين مئويتين.
ومن المتوقع أن ترد الصين بحذر في البداية على تهديدات ترامب، إلى أن تتمكن من فهم كيفية الموازنة بين ميوله للمواجهة وعقد الصفقات خلال فترته الرئاسية الثانية، كما أن الوضع الهش لاقتصاد الصين يمثل سبباً آخر يمنع قيادتها من التصعيد.
استقرار اليوان الصيني
تحرص الصين منذ فترة طويلة على استقرار اليوان بشكل أساسي. لكن مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يترقب المتعاملون لمعرفة مدى استقرار العملة.
وبحسب نمط التفكير السائد في الصين، فيجب على بكين تكثيف عروض التعاون القائم على “المنفعة المتبادلة” مع الدول الأخرى في ظل “سياسات أميركا أولاً” التي اقترحها ترمب، وربما يكون الخيار الأفضل أمام الصين هو تحقيق مزيد من النجاح، وبناء علاقات ودية مع دول أخرى بدلاً من الرد بالمثل.
بكين تغير سياسة العلاقات الدولية
من وجهة نظر الصين فإن ترمب أشعل شرارة الحرب التجارية الأولى عندما تبنت حكومة شي في البداية استراتيجية “الهدوء الاستراتيجي”، التي سعت إلى تجنب تصعيد الخلافات، وانتظرت الخطوات الأميركية بشكل عام قبل أي رد عليها.
لاحقاً، غيرت الصين موقفها إلى النقيض بتبنيها أسلوباً أكثر عدوانية في العلاقات الدولية، يُشار إليه باسم “دبلوماسية الذئب المحارب” نسبة إلى فيلم حركة صيني من جزأين باسم “الذئب المحارب” وهو نهج تخلت عنه بكين بعدها
تدهورت العلاقات الأميركية الصينية بشكل كبير منذ فترة ترمب الرئاسية الأول وخلال عهد إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.