هاشتاغ- خاص
أكدت مصادر خاصة لـ”هاشتاغ” أنّ الوساطة الروسية بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، لإنهاء التوتّر الحاصل في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي (شمال شرقي سوريا)، لم تصل إلى نتائج إيجابية.
وأوضحت المصادر أن السبب الرئيسي في فشل المفاوضات يعود إلى تحديد “قسد” شروطاً لا يمكن تحقيقها، ما أدى إلى رفضها من قبل ممثلي الجهات الحكومية.
وفي التفاصيل، كشفت المصادر، أنّ “الجهات الأمنية السورية طالبت تسليمها شخصيات عشائرية”. في حين طالب ممثلو “قسد” باثنين من الكوادر الكردية الذين جرى أسرهم من بين 54 عسكرياً تابعاً لـ”قسد” تمكّنت قوات العشائر من أسرهم في المنطقة قبل أيام، مع تجاهل الـ43 كونهم من أبناء العشائر”.
وتحاصر قوات “قسد”، منذ يوم الأربعاء الماضي، وسط مدينتي الحسكة والقامشلي اللتين يسيطر عليهما الجيش السوري، إذ تمنع دخول صهاريج المياه والوقود والطحين والمواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى منع حركة دخول وخروج المدنيين من وإلى المنطقة.
وقال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي خليف، لـ”هاشتاغ” إن “قسد” تمنع دخول الطحين ومستلزمات إنتاج الخبز، مشيراً إلى أن فرن البعث في مدينة القامشلي مغلق حتى الآن. في حين يستمر عمل باقي الأفران بصعوبة كبيرة.
في وقت قال عدد من الأهالي لـ”هاشتاغ” إن الأفران تعمل حالياً باستخدام الطحين والخميرة والمحروقات المخزّنة.
وأكدت مصادر في مديرية مياه الحسكة لـ”هاشتاغ” أنه تم السماح بدخول نحو 20 صهريجاً بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لملء الخزانات الثابتة المتوضعة في شوارع أحياء وسط مدينة الحسكة فقط. في حين لا تزال الخزانات المنزلية العائدة للمواطنين من دون ماء لليوم الرابع على التوالي.
ونفّذ أهالي المحافظة أمس الجمعة وقفة احتجاجية ضد ممارسات “قسد” كما أصدرت قبيلة “طي” العربية بياناً رفضت فيه ممارسات “قسد” وانتهاكاتها بحق الأهالي، داعية أبناء العشائر العربية كافة للوقوف بكل قوة في وجه سياسة الحصار والتجويع التي تمارس بحق أبناء المحافظة، مطالبة “بفك الحصار عن المدنيين كي لا تدخل المنطقة بصراع لا يحمد عقباه”، وفق ما جاء في البيان.
ونفّذت “قسد” حصارها بعد هجوم عنيف شنه مقاتلو “جيش القبائل والعشائر” على مقرّاتها في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، والسيطرة لساعات على عددٍ منها، مع اغتنام أسلحة وذخائر واحتجاز نحو 45 من عناصرها من بينهم قياديان اثنان.
وأفادت وسائل إعلامية اليوم السبت، بأنّ قوات العشائر هاجمت مواقع لمسلحي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مدينة البصيرة وقرية الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، شمال شرقي سوريا.
وتشهد بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي اشتباكات أيضاً بين قوات العشائر ومسلحي “قسد”.
كما استهدفت “قسد” بقذائف المدفعية بلدة دبلان في ريف دير الزور الشرقي، ونصبت مدافع هاون في حويجة البصيرة في مواجهة نقاط الجيش السوري على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
ووصلت هذه التعزيزات التابعة لـ”قسد” إلى دير الزور بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات المروحية الأمريكية على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات.
بدورها، نفت القيادة العامة لجيش العشائر العربية أي علاقة لجيش العشائر العربية بالمجزرة التي حدثت في قرية الدحلة ومدينة البوليل، مضيفةً أنّ “ميليشيات قنديل تحاول تشويه صورة أبناء العشائر العربية المدافعين عن أرضهم، وخلق فتنة عشائرية لصرف الأنظار عن جرائمها”.
وتواصل “قوات سوريا الديمقراطية” حصارها مناطق سيطرة الحكومة السورية، في كلّ من مدينتي الحسكة والقامشلي، بعد اتهامها الأجهزة الأمنية السورية بالوقوف وراء الهجوم الذي شنّته العشائر العربية عليها في دير الزور، شرقي سوريا، الأربعاء الماضي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنفّذ فيها “قسد” حصاراً كهذا، فهي سبق وأن حاصرت، مرات عدة، مناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي، قبل أن تعيد فتح الطرق في اتجاههما، وذلك بعد ضغوط شعبية أو وساطة روسية.
وترى “قسد” أنّ حصار مناطق سيطرة الحكومة السورية بمنزلة ورقة تسارع إلى استخدامها عند أي احتكاك مع الجيش السوري أو القوات الرديفة، سواء أكان ذلك في الحسكة أم في مدينة حلب.