نفى مصدر أهلي سوري من اللاجئين المحتمين في قاعدة “حميميم” الروسية في مدينة اللاذقية بالساحل السوري، الأنباء عن وجود قرار بترحيلهم إلى إيران، لكنه أعرب عن موافقته ومن معه للذهاب إلى أي مكان في العالم يضمن لهم ولعائلاتهم الأمان والحياة الكريمة، بحسب تعبيره.
وقال “شيث”، وهو “حلاق نسائي” من مدينة جبلة، لجأ وبعض أفراد عائلته إلى قاعدة “حميميم” الروسية على خلفية المجازر التي شهدها الساحل السوري خلال الأسبوع الماضي، إن المسؤولين الروس في قاعدة حميميم، لا يضغطون عليهم، ولا يجبرونهم على الخروج، ويعدونهم بأن الأيام المقبلة ستحمل لهم حلا يرضيهم، سواء في البقاء في مناطقهم لمن يريد البقاء مع ضمان سلامتهم، أو حلا آخر ربما يكون السفر إلى بلد آخر لمن لا يرغب في البقاء، أو ممن احترقت ودُمرت بيوتهم وأرزاقهم، وفقا لما أورده موقع “إرم نيوز”.
وانتشرت، في اليومين الماضيين، أحاديث عن أن إيران أبدت استعدادها لاستقبال العائلات اللاجئة إلى قاعدة “حميميم”، فيما نفى “شيث” علمه بأي معلومات من هذا النوع. لكنه أكد أنهم على استعداد للخروج إلى أي مكان في العالم وإلى “جهنم الحمرا” وفق تعبيره، للنجاة ممن أسماهم “الوحوش” الذين قاموا بقتل وترويع المدنيين الآمنين، وأضاف، قائلا:”بدنا نعيش فقط لاغير”.
آلاف النازحين
يذكر المصدر أن القوات الروسية في “حميميم” تتعامل مع العائلات اللاجئة باحترام وإنسانية، وتوفر لهم كل احتياجاتهم، حيث وفر العسكريون الروس لهم مطبخا ميدانيا ومركزا طبيا وخياما، لكن الوضع الإنساني هناك لا يزال صعبا، كون القاعدة غير مهيئة لإقامة مثل هذه العدد الكبير من الناس.
وأشار إلى أن العديد من الطائرات الروسية التي تحمل المساعدات الإنسانية ( طعام وماء وأغطية وخيام) وصلت منذ اليوم الثاني لدخول أفواج الهاربين من القتل، وتستمر في الوصول حتى اليوم.
وأمس، هبطت طائرة نقل روسية ضخمة من طراز (يوشن-76) إلى قاعدة حميميم، تحمل أدوية وعلاجات وأغذية للمدنيين الذين استقروا في القاعدة. وقالت مصادر روسية أن موسكو ستكثف رحلاتها الجوية لمطار حميميم، لتصل تقريبا 3-4 طائرات كل أسبوع.
ونقل المصدر عن مسؤولين روس في قاعدة “حميميم”، بأنهم وعدوا العائلات المتواجدة بأنهم سيبقون تحت حمايتهم حتى التوصل إلى حل أممي بخصوص مأساتهم، مشيرا إلى أن الروس حددوا لهم تاريخ 25 من شهر آذار/مارس الجاري، كموعد محتمل للبت في قضيتهم، بعد نقاشات يجريها الروس عن مصيرهم في الأمم المتحدة.
ويتواجد أكثر من 8 آلاف سوري من العلويين وبعض المسيحيين في قاعدة “حميميم” الروسية، منذ حوالي أسبوع، بعدما فروا من أعمال القتل التي طالتهم. ويعود معظم المتواجدين في القاعدة، وفقا للمصدر، إلى القرى المحيطة بالمطار كقرية “حميميم”، و”القبو”، و”بستان الباشا – مسقط رأس رامي مخلوف”، وأيضا من أحياء جبلة كالرميلة و”الجبيبات”، وهي مناطق تم حرق وتدمير معظم بيوتها ومحالها التجارية.
ويرفض هؤلاء الخروج من المطار العسكري الروسي، رغم المحاولات المتكررة لممثلين عن السلطات السورية إقناعهم بالخروج، لعدم ثقتهم بوعود السلطة بحمايتهم، كما يقول المصدر.
وكشف المصدر أن بعض من يأتون طالبين منهم الخروج ما زالوا يهددونهم حتى يوم أمس، محاولين الضغط عليهم وتهديدهم بأشد العقوبات فيما لو بقوا في القاعدة، لأنهم (ورقة ضغط دولية ضد السلطات السورية)، حسبما يقول ممثلو السلطة.
وقال المصدر إن أحد قادة الفصائل ممن شارك في المجازر، كان خرج قبل أيام بفيديو يطالب فيه عناصر الفصائل بفعل ما يريدون فعله بالعلويين، ولكن دون تصوير، هو نفسه من جاء إليهم طالبا منهم العودة إلى منازلهم، واعدا إياهم بـ “الأمان”، وعندما رفضوا شتمهم وتوعدهم بما هو أسوأ، على حد تعبير المصدر. وقال: “لن نعود حتى نضمن اعتقال هؤلاء المجرمين، وبضمانات دولية بأنهم لن يعودوا ويكرروا جرائمهم ضدنا”.
وأمس الخميس، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية في سوريا استقبلت آلاف النازحين السوريين الفارين من التوترات الأمنية في الساحل السوري.
وقالت خلال إحاطة صحفية، إن القاعدة وفرت مأوى لأكثر من 8000 شخص، مع احتمال أن يصل العدد إلى 9000، وفقا للإحصائيات حتى يوم الأربعاء، وفق وكالة “تاس” الروسية.
وأضافت أن معظمهم من النساء والأطفال، معتبرة أن ذلك يمثل “أفضل رد على التساؤلات حول مساهمة روسيا الحقيقية في مصير السوريين”.
وأعربت زاخاروفا عن صدمة موسكو إزاء الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أن الضحايا كانوا “مدنيين أبرياء”، وأن استخدام القوة ضدهم “أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأضافت أن روسيا تتابع التطورات بقلق وتدين بشدة المجازر، معربة عن تعاطفها مع أسر الضحايا.