تشعر بالضعف وعدم القدرة على إنجاز الأعمال الضرورية التي تحتاجها، قد تتساءل “هل أنا كسول جدا؟” و”لماذا لا يمكنني الانتهاء من الأعمال؟” و”هل هذا الأمر سببه الكسل؟”.
وعلى الرغم من أن الانطباع السائد يكمن بأن “التسويف” أو ما يعرف بالمماطلة يأتي بسبب الكسل.. إلا أن الأخصائية النفسية، جيني ييب، ترى أن “الكسل عادة ليس هو السبب”.
وتشرح في حديث لشبكة “سي أن أن” أن “الكسل يكون بعدم تواجد أي رغبة أو حتى التفكير في إنجاز الأمر” ولكن التسويف “ينطوي على التفكير في الأمر” من دون تحقيقه وهو ما يصعّب إنجازه.
ونقلت الشبكة عن خبراء أن “معرفة سبب المماطلة وتعلم كيفية مكافحتها، هما السبيلان الوحيدان لتغيير السلوك”.
وألفت عالمة النفس، ليندا سابادين، كتابا وضحت فيه سبل “تحسين الذات والتغلب على تسويف العصر الرقمي”. إذ تشير إلى تواجد عدة أنواع من التسويف: “الباحث عن الكمال، الحالم، القلق، المتحدي”.
وتقول الأخصائية النفسية ييب إن “أنواع التسويف هذه لا تعتبر تشخيصات إكلينيكة ولا تدعمها الأبحاث، لكنها أسباب نفسية قد تجعل الشخص أكثر مماطلة”.
وبحسب دراسة أجريت على أكثر من 3500 طالب جامعي، يمكن أن يتسبب “التسويف والمماطلة بعواقب تنعكس على الشخص بشكل مباشر بتخلفه عن العمل.. أو فشله في تحقيق أهدافه الشخصية”.. ناهيك عن تواجد “تأثيرات عاطفية أو عقلية، والتي قد ترتبط بالاكتئاب والقلق والتوتر وقلة النوم وعدم كفاية النشاط البدني”.
وتقول فارا ساريبالي، أخصائية نفسية إن “معرفة سبب المماطلة يمكن أن يجعلك مدركا لذاتك.. ولكنك لا تزال بحاجة إلى استراتيجيات للتخلص من هذه العادة.. خلاف ذلك سنستمر في تكرار الممارسات” التي تنطوي على مماطلة.
ويميل “القلقون إلى أن يكونوا مترددين ويعتمدون على الآخرين في القرارات للاطمئنان قبل اتخاذ أي مبادرة”. ولديهم “مقاومة عالية للتغيير”، ولتجاوز ذلك عليه تجنب التكفير في كل شيء ومنح أنفسهم مهلة زمنية محددة لإنجاز المهام، والالتزام بهذه المهل.
الحالمون يكون لديهم العديد من الأفكار وتفاصيل لوجستية لإنجاز المشاريع، وقد ينظرون إلى أن العمل الجاد والكفاءة غير ضرورية، ولهذا عليهم وضع أهدافهم وتحديدها ضمن ستة أسئلة: “ماذا؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومن؟” ووضع جدول زمني لتنفيذ هذه الأهداف.
ويقول الخبراء إن التعامل مع التسويف يختلف من شخص لآخر. بعضهم يحتاج إلى تدخل عميق للوصول إلى جذور المشكلة التي يعاني منها. وبعضهم الآخر عليك تحفيزهم لإنجاز الأعمال وتقوية ثقتهم بأنفسهم، ولهذا قد تحتاج إلى الحديث مع شخص متخصص لتجاوز هذا الأمر.