الأربعاء, أكتوبر 9, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةسياسةخبير أمريكي يحذر من محاولة "عزل" بن سلمان: لن نستطيع كبح سلوكه...

خبير أمريكي يحذر من محاولة “عزل” بن سلمان: لن نستطيع كبح سلوكه بالخارج!

 

حذّر الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، البروفسور إف غريغوري غوز، في مقال نشرته “فورين أفيرز”، واشنطن من محاولة “عزل” ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لأن ذلك، وبحسب تعبيره، “لا يؤدي إلى الإطاحة به من السلطة”، بل سيقضي على قدرة الإدراة الأميركية على “كبح سلوكه في الخارج”.

واستهل غوز، وهو خبير أميركي رائد في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، مقاله بالحديث عن موقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي اعتبره أكثر تشدداً من سلفه الرئيس السابق، دونالد ترامب، في تعاطيه مع السعودية وولي العهد الذي اعتبره “الحاكم الفعلي للبلاد”.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى تقرير الاستخبارات الأميركية حول علاقة محمد بن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، عام 2018، والذي صدر في مطلع عهد بايدن، فضلاً عن تخفيض المساعدات العسكرية للمملكة.

انتقادات حقوقية

واعتبر الخبير الأميركي أنّ “التقويم الصارخ للعلاقات مع السعودية لم يكن كافياً للعديد من منتقدي محمد بن سلمان، الذين انتقدوا عدم معاقبته من قبل الإدارة الأميركية”، مضيفاً أن “بعض النقاد والمدافعين عن حقوق الإنسان أشاروا إلى أن بايدن لديه القوة للضغط على الملك السعودي بهدف استبدال محمد بن سلمان بقائد جديد”.

وفي معرض نقله للآراءالمتناقضة بشأن طبيعة تعاطي الإدراة الأميركية مع ولي العهد السعودي، أشار غوز، إلى موقف الصحفي في “نيويورك تايمز”، نيكولاس كريستوف، الذي قال: “المملكة في وضع أفضل مع ولي عهد جديد”.

وفي المقابل، لفت إلى مقابلة بروس ريدل، الخبير السياسي في معهد “بروكينغز”، مع صحيفة “الغارديان”، والذي قال فيها: “إذا كان هدف الولايات المتحدة هو جعل السعودية مستقرة ومعتدلة في المنطقة، فلا مكان لمحمد بن سلمان فيها”.

سياسيا وأمنيا

وهنا اعتبر غوز أنّ “النقاد يغيب عنهم ثابتة أنّ محمد بن سلمان أصبح ركيزة راسخة في هيكل صنع القرار السعودي، وذلك بدعم من والده الملك سلمان”، مشيراً إلى أنّ “محاولة عزل ولي العهد لن تؤدي إلى الإطاحة به من السلطة، بل ستقضي على قدرة واشنطن على كبح سلوكه في الخارج، وبدرجة أقل، في الداخل”.
وأضاف: “الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاون مع السعودية في الأمور الأمنية الملحة في كل من اليمن والمنطقة، ولهذا، سيتعين عليها التعامل مع محمد بن سلمان”.
وردا على كلام غوز، رأى اللواء السعودي المتقاعد، محمد الحربي، المتخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية، أن “هناك عقد بين الشعب السعودي والقيادة على نظام الحكم الثابت والراسخ منذ عقود”، مشدداً على أنّ “محمد بن سلمان عين وليا للعهد بموجب أمر العاهل السعودي الملك سلمان، وذلك وفقا للنظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة”.
وأشار الحربي إلى أن “السعودية مركز ثقل سياسي ديني استراتيجي على خارطة العالم، ونظام الحكم ثابت ولا تستطيع أي دولة التحكم به، علماً أن العلاقات مع واشنطن تاريخية ومتجذرة منذ عام 1945”.
وشدد على أنّ “الرياض تتعامل مع الولايات المتحدة كدولة مؤسسات، ولا تأخذ الجانب الإعلامي في أي اعتبارات”، لافتاً إلى أنّ “للسعودية أهمية خاصة في الملفات الخارجية، لاسيما الأمن القومي الأميركي”.
وأوضح الخبير السعودي أنّ “صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة ممتدة لأكثر من 20-25 عاماً، وهي تتطلب تدريبات لوجستية قد يمر عليها 4 رؤساء أميركيين”، معتبراً أنّ “لا أحد يستطيع التدخل في سياسة الحكم الداخلية للسعودية، وهذا شأن داخلي خاص”.
كما ذكّر الحربي بمقابلة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع شبكة “سي.أن.أن”، والذي قال فيها إنّ “محمد بن سلمان هو قائد السعودية في المستقبل، ولدينا مصلحة قوية معه”.

عواقب اقتصادية!
وبالعودة لكاتب المقال، فقد اعتبر أنّ “ولي العهد بعدما سيطر على السعودية، يواجه عقبة واحدة وهي الولايات المتحدة، لاسيما أنه يخطط للتغيير الاقتصادي معتمدا على الاستثمار الدولي، حيث يلعب المستثمرون الأميركيون دورا رائدا”، مضيفاً: “لا يمكن أن يكون بن سلمان لاعباً في النظام المالي العالمي إذا وقفت واشنطن ضده، إذ لا تزال الولايات المتحدة أهم شريك دولي للسعودية وضمانة أمنية نهائية لها”.
وهنا أكد الحربي أنّ المملكة “تشهد نقلة نوعية نحو التنمية الشاملة المستدامة، ومحمد بن سلمان هو مهندس رؤية 2030 الطموحة والمواكبة للثورة الصناعية الرابعة”، مضيفاً أنّ بلاده “محصنة ضد الحملات الإعلامية الموجهة ضدنا”.
وختم غوز مقاله، بالقول: “أي جهد لإخراج محمد بن سلمان من موقعه المركزي في النظام السعودي الحالي سيكون بمثابة شيء قريب جدا من تغيير النظام، وهو تفكير خطير، علما أن إدارة بايدن اختارت الطريق الأكثر حكمة، ويتمثل في إيصال ما تريد وما لن تسمح به لولي العهد السعودي”.

“عين الرقيب”!

وفي سياق متصل، اعتبر المحلل السياسي، مبارك آل عاتي، أنّ “السعودية تنظر إلى ما يصدر عن الإدارة الاميركية بعين الرقيب المهتم باستمرار العلاقات التاريخية، بما تحمله من مصالح مشتركة بين البلدين”.
ولفت إلى أنّ “الرياض أبدت تمسكها الواضح بإبقاء العلاقات المميزة والعميقة مع الإدارة الأميركية”، مضيفاً: “السعودية شريك اقتصادي قوي، ولديها موقع جيو-سياسي فريد ومميز، خصوصاً لجهة موقعها في مجالي النفط والغاز”.
وأكد آل عاتي، أنّ “العلاقات تعتمد على التصريحات الرسمية الصادرة عن واشنطن، وليس على التقارير الحقوقية والإعلامية”.

مقالات ذات صلة