هاشتاغ _ يارا صقر
بدأت سلسة من الانفجارات في العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق عدة أخرى من البلاد نحو الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء الماضي، وتوالت مشاهد مماثلة في جميع أنحاء البلاد في جولة أخرى من الانفجارات يوم الأربعاء، نحو الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي.
وتشير التقارير إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تعرضت للانفجار، كان “حزب الله” قد اشتراها قبل خمسة أشهر، وفق ما نقلته “رويترز” عن مصدر أمني.
ماهية الحادث
يقول الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات نضال فاعور لموقع “هاشتاغ”، إن الحادثة ببساطة هي عبارة عن ما يسمى “RF ATTACK” أي هجمات باستخدام إشارات الراديو، مشيراً إلى أن بداية القصة كانت مع انفجار عدد كبير من أجهزة البيجر ضمن شعاع 160 درجة منتشرة على مناطق الجنوب اللبناني جميعها.
ماذا حدث؟
يشرح فاعور: “تم إرسال موجات كهرومغناطيسية تشبه ببساطة إشارات الراديو “FM”، في نطاق تردد بين 100 و3200 هرتز، وهذا ما أثّر تأثيرا مباشرا في كل الأجهزة الموجودة في منطقة البث”.
ويتابع: “بدأت الأجهزة التي كانت تعمل على الترددات نفسها بإرسال إشارات عن تلقي رسائل”.
ويشير فاعور إلى أن البعض لاحظ ارتفاع درجة حرارة الأجهزة وتخلص منها، أما من لم ينتبه لدرجة الحرارة التي خرجت من الشريحة الإلكترونية الخاصة بالبيجر ومن البطارية، وانفجرت بين يديه.
ويقول فاعور: “لم تنفجر كل الأجهزة الموجودة بالمنطقة وإنما فقط القديم منها أما التي تعمل ببطاريات يتم تبديلها مثل بطاريات AA القلوية لم تنفجر، وإنما تم انفجار الأجهزة التي تحوي مادة الليثيوم أيون شديدة الاشتعال”.
ماذا حدث في اليوم الثاني؟
يشرح فاعور أنه في اليوم الثاني تم رفع حدة ترددات الموجة حتى وصلت إلى 5000 هرتز، وهذا أدى إلى انفجار أجهزة لاسلكي يحملها حراس الأمن في المولات أو المشافي، أو بعض الشباب في تشكيلات “حزب الله”.
ويتابع، هذه الأجهزة قديمة نسبيا باسم آيكوم تعمل بنطاق تردد منخفض (VHF وUHF) وما انفجر فيها أيضا هو بطارياتها المصنوعة من مادة الليثيوم.
ويلفت فاعور إلى أنه علميا سبب انفجار الليثيوم هو تعرضه لموجات الترددات التي تم إطلاقها والتي أدت إلى ارتفاع درجات حرارتها، وبسبب التغليف الجيد للبطاريات لم تسمح الأغلفة الخارجية للتفاعل بالخروج من دون انفجار، وبسبب ضغط التبخر تم انفجار البطاريات.
فاعور لفت إلى أنه لم يتم انفجار جميع الأجهزة، فقط الأقرب من نقطة بث الموجات، والتي حالتها الفنية تحوي مشكلة معينة وهذا الموضوع يحتاج إلى تشخيص دقيق لتحليل الحادثة.
ويقول فاعور: “فيما يتعلق بحالات الانفجار التي حدثت لبعض الموبايلات فهي حالات نادرة كانت قريبة من الأجهزة التي انفجرت ولا يمكن لهذه الموجات التسبب بانفجار أجهزة الموبايل لأسباب تقنية كثيرة”.
ويتابع: “أما عن موضوع وحدات الطاقة الشمسية فهي أيضاً حالات نادرة حدث انفجارها لأسباب تقنية غير محددة ولكن نستطيع القول إنها انفجرت بسبب قربها من حالات انفجار الأجهزة اللاسلكية والبيجر”.
“توكي ووكي”
“توكي ووكي” هي أجهزة لاسلكية مبرمجة مسبقاً بـ16 قناة تعمل بتردد راديو , بتردد VHF منخفض يستعملها حراس البنايات وتعد كالألعاب، إذ تحتوي العلبة على جهازين للتواصل بعضهما مع بعض، ويعمل الجهازان ببطاريات AA عادية “الكالاين” يصل مداها إلى 300 متر، بحسب فاعور.
” آيكوم”
آيكوم، هي شركة متخصصة بأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي تبدأ من أجهزة تماثلية تعمل على ترددات
VHF و UHF من تردد 3200 إلى 5200 MHZ وتتم برمجتها يدويا على الترددات المطلوبة، تم استخدامها في مطلع الأزمة في سوريا ولها قواعد توفرت في لبنان في السيارات التابعة للشركات الخاصة والعامة “التكسي” يصل مداها إلى 5 كم، تدعمها أجهزة ربيتر تساعد الأجهزة بالتواصل بعضها مع بعض، وتحوي نوعين من البطاريات عبوة فارغة تحوي 4 بطاريات AA الكالاين أو بطارية ليثيوم بسيطة 800 M، والتي انفجرت كانت تعمل ببطاريات الليثيوم، وفقاً فاعور.
ويتابع، أما أجهزة “التوكي ووكي” فهي بعيدة عن أي انفجارات تماما وليست لها أي علاقة بالانفجار لا من بعيد ولا من قريب. وانتشرت هذه الدعاية إعلاميا انتشاراً مضحكاً للعارفين بهذه التقنيات.
ويختم فاعور حديثه مع “هاشتاغ”، بالقول إنه تمت مباشرة إلحاق الحادثة بالتي سبقتها، لتقول المحطات الإعلامية نفسها إن “حزب الله” اشترى هذه الأجهزة بالوقت نفسه الذي تم فيه شراء أجهزة البيجر المفخخة، بحسب زعمهم، علما أن هذه الأجهزة تستخدم في لبنان بين المدنيين منذ عام 2005 تقريباً.