هاشتاغ_نور قاسم
قال الخبير الاقتصادي الدكتور غسان ابراهيم لـ”هاشتاغ” إن جميع المنظمات الدولية أكدت من خلال إحصائياتها بأن عدد الفقراء في سوريا ما بين 14 مليوناً إلى 15 مليون فرد.
وأكد “ابراهيم” تلاشي الطبقة الوسطى بعد أن كان كل الموظفين في البلد مصنفين من الطبقة الوسطى قبل بدء الحرب على المنطقة، والآن أصبح الشعب السوري مقسّماً إلى طبقتين فقير وغني.
وأعاد زوالها إلى عدة أسباب ومنها إعادة هيكلة الدعم والرواتب المتدنية والأزمات الاقتصادية ما بعد الحرب.
وأشار “ابراهيم” إلى أن الرواتب في سوريا غير كافية لسد الاحتياجات الأساسية للأسرة، ولاسيما مع وجود الكثير من السلع التي ارتفعت إلى أضعاف عدة مرات ما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للطبقة الوسطى وأصبحت محدودة.
وبين أن المشكلة تكمن بالسماح لرجل الأعمال السوري للربح أضعافاً مضاعفة يمكن أن تصل إلى 300 بالمئة بسبب ارتفاع أسعار السلع عدة مرات بفترات متقاربة. في حين أنه في اليابان لا يسمَح لرجل الأعمال الربح أكثر من 3 بالمئة في نشاطه الاقتصادي.
أقرأ المزيد: في سوريا فقط .. مواد انتهى عمرها الافتراضي فزاد الإقبال عليها: تغوّل الفقر ينعش تجارة القراقيع
ولفت “ابراهيم” إلى أن زوال الطبقة الوسطى في سوريا يعود لعدة أسباب إضافية ، بسبب الحرب وما تلاه بعدها من انهيار الليرة السورية أمام سعر الصرف الأجنبي بالإضافة إلى إعادة هيكلة الدعم، من الأمور التي لعبت دوراً رئيسياً في ازدياد نسبة الفقر بشكل كبير .
ورأى “ابراهيم” أن إعادة هيكلة الدعم الذي اتبعته الحكومة السورية لم يحقق المرجو منه، على الرغم من أن إقراره جاء بسبب ارتفاع المستوى المعيشي بشكل هائل.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه على الحكومة العمل على إعادة الطبقة الوسطى من خلال تحسين الواقع الاقتصادي بزيادة الإنتاج سواء المادي أو الزراعي أو الصناعي وخاصةً أن الصناعة تراجعت بشكل مخيف جداً.
ولفت “ابراهيم” إلى أنه كان من المفترَض أن تكون أسعار المنتجات الزراعية في سوريا متناسبة مئة بالمئة مع كل احتياجات المواطنين. بينما نلاحظ الكثير من أسعار الخضار أو الفواكه مرتفعة وغير ملاءمة مع الوضع المعيشي، ناهيك عن أن الدعم المقدم للفلاح بسيط جداً لأن احتياجاته تفوق طاقته، فأسعار حراثة الأرض، نقل المواد من الأرض إلى السوق، الأسمدة، الأدوية وغيرها من الأمور جميعها يضطر الفلاح لشرائها من السوق الحرة.
وأشار “ابراهيم” إلى ان الطبقة الوسطى هي الحامل الاجتماعي للتنمية نظراً لعددها الكبير في كل أنحاء العالم، ولاسيما أن نسبة الإبداع في العلم والمعرفة والفن تلاحظ في الطبقة الوسطى في حين انخفاض نسبة المبدعين في الطبقتين الغنية والفقيرة بحسب رأيه.