خبير اقتصادي لـ”هاشتاغ”: ارتفاع الليرة وهمي وزيادة الرواتب قد تسبب تدهورها
zeina
هاشتاغ – نورا قاسم
قال الخبير الاقتصادي، يحيى السيد عمر، لـ”هاشتاغ” إن ارتفاع الليرة مقابل الدولار هو ارتفاع وهمي، وذلك بسبب التلاعب من قبل أطراف عدة وحبس الليرة، بينما لم تتحسن المؤشرات الاقتصادية بعد. وفي حال تم إقرار زيادة الرواتب بنسبة 400%، فمن المتوقع أن تتدهور الليرة تدهورا حادا.
لا مقومات
ويشرح “عمر” أن الخطر الأكبر في ارتفاع قيمة الليرة هو عدم استنادها إلى مقومات اقتصادية، وهذا يعني إمكانية تدهور الليرة في أي لحظة، خاصة في حال تم طرح كميات كبيرة منها في السوق؛ لذا، يُفضل الاحتفاظ بالدولار؛ إذ إن الرصيد بالدولار لا يحقق المدخر أي ربح في حال استمرت الليرة بالتحسن، لكنه يحميه من خسائر محتملة في حال انهارت.
وأضاف أن التحسن الحالي في سوريا من حيث انهيار سعر الدولار غير مبرر اقتصادياً؛ إذ إن التحسن الكبير الذي تجاوز 50% لا يستند إلى أي عوامل اقتصادية، ولم تتحسن المؤشرات الاقتصادية، ولم يبدأ التصدير، والأثر النفسي للاستقرار الحكومي لا يبرر هذا التحسن.
وأشار “عمر” إلى أن هذا الارتفاع الكبير لليرة وغير المتوقع قد تسبب بخسارات كبيرة للأفراد والتجار، وهو ليس بالضرورة أن يكون مستقراً.
ولفت إلى أن تحسن الليرة ليس مرتبطاً بالواقع الاقتصادي؛ إذ لا يوجد إنتاج أو تصدير، ومع ذلك تتحسن تحسنا مستمرا. يعود سبب هذا التحسن إلى عاملين هما نقص عرض الليرة في السوق والعامل النفسي.
نقص عرض الليرة
ويشرح “عمر” أن نقص عرض الليرة ناتج عن أسباب عدة، منها التأخر في صرف رواتب الموظفين وحل جيش النظام البائد، وهذا أدى إلى تسريح مئات الآلاف وتوقف رواتبهم. أي أن السوق فقد 250 مليار ليرة شهرياً، وهو رقم كبير أدى إلى نقص في السيولة، وهذا ساهم في تحسن قيمة الليرة.
كما أشار “عمر” إلى أن وضع سقف للسحب اليومي من المصارف بـ500 ألف ليرة فقط أدى إلى نقص عرض الليرة، وهذا الأمر دعم قيمتها.
العامل النفسي
ويلفت “عمر” إلى أن هناك قضية أخرى تساهم في دعم الليرة وهي العامل النفسي، الذي يعد مهماً؛ إذ إن العامل النفسي أدى دوره بكثافة التوقعات الإيجابية بعد انتصار الثورة، سيما مع تعليق بعض العقوبات، إضافة إلى الزيارات الدولية التي تتم إلى دمشق، وخاصة زيارة أمير قطر التي أدت لتحسن الليرة بنسبة 9%، وزيارة الرئيس الشرع السعودية التي رفعت قيمتها بنسبة 8%، والسبب هو أن دول الخليج لديها القدرة على دعم الاقتصاد، لكن حتى الآن لا يوجد أي دعم أو توقيع لأي اتفاقية. غير أن العامل النفسي هو ما حرك العملة السورية.
وأشار “عمر” إلى قضية أخرى مهمة وهي أن عدداً من الأفراد يبيعون الدولار ويشترون الليرة على أمل استمرار التحسن، وبالتالي تحقيق مكاسب. وشبه ذلك بكرة الثلج؛ إذ يبدأ البيع من ألف شخص وينتهي عند آلاف الأشخاص، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينتشر بسرعة كبيرة، والسبب لذلك نفسي وليس اقتصادياً، وهذا ساهم بضخ الدولارات في السوق وسحب كميات كبيرة من الليرة السورية.
يصب في صالح الخزينة
وعد الخبير الاقتصادي يحيى السيد عمر أن ما يحدث يصب في صالح الخزينة العامة بتحقيق وفورات مالية في استيراد الوقود، وفي الخبز، وهي تقدر بملايين عدة من الدولارات يومياً.
كما أن البنك المركزي ومن ما يشاع عن شرائه الدولار بوساطة وسطاء من مكاتب الصرافة يعد مكسبا له (على الرغم من أن هذا الأمر لم يتم التحقق من صحته).
وأشار من من جهة أخرى إلى أن هناك طلب حاد على الدولار في السوق على الرغم من تدني قيمته أمام الليرة، ما يشير إلى وجود جهات تشتري كميات كبيرة منه، ما يعزز الشكوك بوجود مصالح لجهات أو تجار كبار.
مخاطر شرائها
ويرى “عمر” أن شراء الليرة مخاطرة كبيرة، خاصة أن التحسن في قيمتها ليس نتيجة تحسن اقتصادي حقيقي؛ لذلك، يُفضل توزيع المدخرات على الذهب والدولار والليرة.
وأضاف أنه في حال استمرت الليرة بالتحسن وكان رصيد المدخر بالدولار، فلن يربح أو يخسر، بل سيحافظ على قيمة مدخراته. لكن في حال كانت المدخرات بالليرة، فمن المرجح أن تحقق ربحًا، لكن يوجد احتمال كبير بخسارتها أيضًا.