هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد
تزداد هذه الأيام شراسة العدو الإسرائيلي الذي استخدم منذ تشرين الأول 2023 أشد أنواع الأسلحة الغربية فتكاً ودماراً سواء ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أم ضد الشعب اللبناني وفي سوريا واليمن، في مؤشر على مخاوف حقيقية تتعلق بمستقبل هذا الكيان الذي تفلّت من أية قيود وقوانين دولية.
لقد اعتاد هذا الكيان الإحتلالي على شن اعتداءات في سوريا منذ عام 2011 دعماً للتنظيمات الإرهابية، لكن الاعتداءات الأخيرة أخذت شكلاً أكثر “جرأة ووقاحة” عندما استهدف مستودعات في مطار حيميم حيث القاعدة العسكرية الروسية، لتطرح المسألة العديد من الأسئلة والتساؤلات حول الموقف الروسي والهدف الإسرائيلي في آن معاً.
جر المنطقة إلى صراع شامل
وعن هذا الأمر يرى الخبير العسكري اللواء محمد عباس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يشعر “بنشوة” نجاح الاغتيالات يعتبر نفسه “هو من يقود الصراع ويحاول وضع قواعد اشتباك جديدة تسمح له بتوسيع دائرة الصراع ودائرة الحرب وإرغام إيران على الدخول في الصراع بشكل مباشر وربما جر روسيا إلى صراع إقليمي تتدخل فيه جيوش الناتو والجيش الأمريكي لمصلحة الكيان الصهيوني مما يؤمن الراحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.”
روسيا شاركت في صد العدوان على حميميم
يتحدث البعض أن الهجوم الإسرائيلي على مناطق قرب أو داخل مناطق تواجد القواعد الروسية لن يحصل بدون “غض بصر” من موسكو، لكن اللواء عباس يؤكد لـ “هاشتاغ” أن روسيا تعتبر نفسها في “صراع فقط مع الإرهاب في سوريا” وبالتالي “تتجنب الآن الدخول في أية مواجهات مع الكيان الصهيوني على الأراضي السورية”.
ورغم ذلك يضيف الخبير العسكري أن “إسرائيل كانت عادة تقدم المعلومات(لروسيا) قبل دقائق قليلة من تنفيذها الضربات العسكرية داخل سوريا تجنباً لاشتباك” خصوصاً أن الدفاعات الجوية الروسية كفيلة بإسقاط الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وأما ما جرى في العدوان على حميميم فجر الخميس بحسب اللواء عباس أن “إسرائيل لم تستخدم الطائرات الحربية بل استخدمت الطائرات المسيرة، وتم إسقاط العشرات من تلك الطائرات التي وصلت إلى المنطقة وأغرقت منظومة الدفاع الجوي الروسية فيها وبالتالي تمكن بعض هذه الطائرات من الوصول إلى أهدافها وهذا أمر طبيعي في عالم الصراع.”
إضعاف سوريا كعمق استراتيجي للمقاومة
ويفسر اللواء عباس العدوان الإسرائيلي على مستودعات داخل مطار حميميم بأنه يأتي في إطار سياسة إسرائيلية مستمرة “الغاية الرئيسية منها هي منع سوريا من تكديس أية ذخائر أو أية وسائط قتالية في مستودعاتها بحيث تنخفض لديها القدرة القتالية والقدرة على استعادة القدرة النارية أو القتالية في حال نشوب أعمال قتالية واسعة.”
ويضيف أن الهدف منها أيضاً ضرب العمق الاستراتيجي للمقاومة في سوريا ولبنان ومنع وصول الإمدادات إلى المقاومة لضمان نجاح العملية البرية التي ينوي كيان الاحتلال القيام بها في جنوب لبنان.
سياسة الأرض المحروقة
يعتمد كيان الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة سواء في قطاع غزة أم في لبنان قبل التوغل البري، باستخدام أطنان من القنابل التدميرية لضمان نجاح التوغل البري بدون خسائر بشرية لكن ذلك لم يحصل.
ويوضح الخبير العسكري اللواء عباس أن ما يجري هو “عملية جوية برية مشتركة تقوم بها القوى الجوية بضرب الأهداف العميقة في العمق الإستراتيجي في سوريا ولبنان وضرب المنظومة الدفاعية للمقاومة اللبنانية قبل أن يدخل في أرض محروقة لكن ذلك فشل حتى اليوم بدليل الرد الساحق الذي واجهته القوى البرية التي حاولت التوغل في جنوب لبنان.”
نشوة إسرائيلية لم تدم طويلاً
ويعتقد اللواء عباس أن الضربات الجوية والاغتيالات وكذلك التهديدات الإسرائيلية بأنه لايوجد مكان في الشرق الأوسط لا تطاله يد الإسرائيلي تأتي في سياق “النشوة” الإسرائيلية المؤقته و “محاولة لترميم قدرة الردع التي تآكلت ودُمرت، وإعادة تماسك الجبهة الداخلية الصهيونية ورفع معنويات المستوطنين” من خلال توجيه الضربات إلى كامل جغرافيا محور المقاومة من لبنان إلى سوريا واليمن وربما العراق في وقت لاحق.
لكن هذه النشوة لم تدم طويلاً إذ جاءت “الضربة الإيرانية القوية والشديدة الفعالية لكي تفقد نتنياهو صوابه” وكذلك فشل الغزو البري في جنوب لبنان وتعرض القوات الإسرائيلية المتوغلة “لرد ساحق وضربة قاسية منيت فيها بعشرات القتلى والجرحى”.