ما أن يصل الطفل إلى مرحلة المراهقة، إلا وتزداد حاجته لمساحة شخصية وشعور بالخصوصية.
حيث يبدأ المراهق باستكشاف أفكار والتعامل مع مشاعر واهتمامات اجتماعية جديدة.
والطبيعي أن يحتفظ المراهق في مثل هذا العمر بهذا العالم الغريب لنفسه.
بينما خوف الآباء ورغبتهم في حماية الأبناء، يدفعهم لمحاولة المراقبة أو التلصص للتعرف على أسرار المراهق وخصوصيته.
للبحث عن أسلم وأفضل الطرق أمناً تقول الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس، بأن التعامل مع المراهق له طرق و خطوات و هي:
للمراهق عالم خاص
- لا يمكن للآباء تقدير حجم الخصوصية التي يحتاجها المراهق؛ لأن كل طفل يحتاج إلى قدر مختلف من الخصوصية عن غيره.
- والحل الأمثل يكون في بناء الثقة بين الطفل ووالديه منذ الصغر، ثم زيادة ترك مساحة خصوصية للمراهق، مراعاة لنموّه العقلي بشكل تدريجي.
- بينما تؤكد التجارب الحياتية :أنه يصعب على الأهل تفهّم مدى حاجة المراهق لقدر من الخصوصية؛ والتي تعتبر بمثابة اعتراف بانتقاله لمرحلة ثانية مختلفة.
تفهم احتياجات المراهق
- يجب التعامل مع المراهقين على أساس الثقة، لإشعارهم بأنهم أصبحوا على قدر كافٍ من المسؤولية، ما يمكّن المراهق من اتخاذ القرارات الجيدة في حياته، والتصرف بشكل مناسب وسليم.
- كما أنها تمكّنه من تجنب الأشخاص والمواقف والخيارات التي لا تناسبه، والتمييز بين ما يرغب وما لا يرغب بمشاركته مع الآخرين، كما أن الثقة تعزز التواصل مع المراهق؛ حيث تجعله قادراً على طلب المساعدة عند الحاجة إليها.
- على الأهل تفهم احتياجات المراهق؛ لأنه يشعر أن خصوصيته مقدسة، ويجب عدم المساس بها تحت أي ظرف كان، ومن الطبيعي في هذا العمر أن يتحفظ على خصوصياته ومعلوماته لنفسه.
بناء جسر تواصل
- خصوصية السهر خارج المنزل من أكثر المشاكل، وتتمثل في تحدى المراهق لمخاوف الوالدين من سهره خارج المنزل لوقت متأخر، واتخاذ الرفقة السيئة.. وعلى الآباء تفهم أن الأمر لن يحل بين يوم وليلة.
- فالمراهق يريد أن يشعر بالمحبة والاحترام من والديه بشكل دائم، فرغم أنه متقلب المزاج وينسحب على نفسه في كثير من الأحيان، إلا أنه يرغب بملاحظة الاهتمام به.. بغضّ النظر عن عناده لهم في كثير من المواقف.
- فإذا كان الرد هو التجاهل من الوالدين باستمرار، فإن المراهق سيقتنع بكونه غير مهم بالنسبة لهما.. لهذا لابد من احترام خصوصية المراهق، وتشمل طرق الباب قبل الدخول إلى غرفته، منحه المساحة للتحدث مع أصدقائه.
- السؤال أو الاستئذان قبل فتح حقيبته المدرسية، سؤاله إذا كان يرغب بمرافقته عند زيارته للطبيب.. بمعنى بناء جسر من التواصل مع المراهق وليس وضع مزيد من القيود؛ وذلك يتم بقليل من الصبر، وتجنُّب إلقاء المحاضرات، والاختصار في النصيحة.
عدم التدخل باختياراته
- عدم مهاجمة المراهق في الحوار، ولا تجعليه في حالة دائمة من الدفاع عن نفسه، مما يشعره بأنه متّهم في كل شيء.. واظهري الاحترام لآرائه، بالاستماع له ومناقشة هذه الآراء برفق.
- لا تفرضي ذوقك في اختيار ملابسه، ولا تخاطبي المراهق بلهجة الأطفال، يكفي أن تكون الحوارات قصيرة وبسيطة لتحقيق فائدة أكبر، واعملي على اغتنام اللحظات المناسبة للتحدث مع المراهق، والتواجد بشكلٍ كافٍ يلبي احتياجه.
- قد يكون من الصعب جعل المراهق يتحدث بصراحة عن مخاوفه وما يزعجه، لهذا يجب على مقدّم النصيحة أن يلتزم بما يقول أولاً، مع محاولة التحكم في نوبات الغضب، والتغاضي عمّا يمكن التغاضي عنه.
لا للمراقبة
- وللمحافظة على خصوصية المراهق لازال هناك الكثير من الطرق.. فلا تتوقعي الخطأ بشكلٍ مسبق، بل بالسؤال والاستقصاء عنه برفق، حتى تساعديه على الشعور بالأمان، فكثيراً ما يظن المراهقون أن إخبار شخص بالغ بأي مشكلة أو خطأ ارتكبه سيزيد الأمور سوءاً.
- كوني واضحة -ولا تراقبيه- لو رغبت في تقديم المساعدة، خاصة في حالة الشك بكون المراهق ارتكب خطأ كبيراً، ولا تحكمي عليه قبل معرفة الأسباب التي دفعته لأحد الأفعال.
- دققي في اختيار الأسئلة الصحيحة مع المراهق، ففي بعض الأحيان تكشف الأسئلة المفتوحة ما لا تكشفه الأسئلة الموجّهة، لابد من مراقبة المراهق لحمايته من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
- وضع القواعد التي يجب على المراهق الالتزام بها، والتحدث مع المراهق عن عواقب تجاوزها، افتحي معه حوارات وتحدثي معه وانصتي إليه جيداً، حول ما يشعر به أو يفكر به دون إبداء ملامح الخجل أو الدهشة، أو حتى الرفض والاستنكار.
- التعرف على أصدقاء المراهق، التحدث معه حول الخطط التي سيقوم بها بعد المدرسة مع أصدقائه، أو الأماكن التي سيزورها.. معرفة أوقات عودة المراهق من المدرسة، وتوصيته بالاتصال في حال التأخر.
لا لتفتيش جواله إلا بإذنه
- تابعي طرق إنفاق المراهق للمال -المصروف- من خلال حوار غير مباشر بطبيعة الحال، وتتبّعي طرق قضاء المراهق أوقاته على شبكة الإنترنت، والتحدث معه حول الطرق السليمة لاستخدامه.
- الانتباه لمزاج المراهق، وملاحظة أي تغيّرات قد تطرأ عليه ومناقشة مخاوفه، وعند مخالفة القواعد من قبل المراهق فيجب تطبيق العواقب عليه بإنصاف.
- التأكد من معرفة المراهق بطرق الاتصال بوالديه في جميع الأوقات، ولا تخجلي من التفتيش في مقتنيات المراهق إذا كان لديك سبب وجيه للاعتقاد بأن ابنك المراهق ينخرط في سلوك خطير أو غير قانوني.
- وبشأن الجوّال والأوراق الخاصة.. يُنصح أولاً أن تتحدث الأم مع المراهق حول ما تشعر به قبل النظر إلى هاتفه أو غرفته.. ومن المحتمل ألا يمانع المراهق في النظر إلى أجهزته، أو تفتيش مقتنياته، طالما أن خصوصيته مازالت تحظى بالاحترام.