قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فإنه في خضم جائحة “كورونا”، اكتشف الروس سلاح تدريب سرياً، كان متاحاً لعدد قليل من الرياضيين الآخرين على هذا الكوكب، وهو معسكرات مغلقة وفّرتها روسيا في مدينة فلاديفوستوك الشرقية النائية المُطلّة على بحر اليابان.
ووفقاًلللجنة الأولمبية الروسية، حصلت روسيا على 71 ميدالية في الأولمبياد، حيث احتلت روسيا المرتبة الخامسة بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا في الترتيب الأولمبي.
وبالرغم من أن الرياضيين الروس ممنوعون من المنافسة في “أولمبياد طوكيو 2020” تحت علم بلادهم ونشيدهم الوطني، إلا أنهم اقتنصوا الميداليات الذهبية وكأنهم يستخرجونها من منجم.
وتنافس الرياضيون الروس في “أولمبياد طوكيو 2020” تحت علم اللجنة الأولمبية الروسية، وهم ممنوعون من رفع العلم أو حتى عزف النشيد الوطني للبلاد، بسبب عقوبات جاءت على خلفية الاتهامات بتناول المنشّطات والتلاعب ببيانات المختبر التي اتُهمت فيها روسيا في عام 2015.
ووفّرت موسكو معسكرات تدريبية مغلقة استمرّت لأشهر في مدينة فلاديفوستوك، التي توفر جغرافية مماثلة لليابان التي تستضيف الأولمبياد، خاصّة وأن الوباء حرم الرياضيين من خوض المعسكرات والاستعداد الطويل في البلد المضيف.
وقالت لاعبة الجمباز الروسية الحائزة على الميدالية الذهبية، أنجلينا ميلنيكوفا، وهي التي كانت تدرّبت لأشهر في معسكر بناه الاتحاد السوفياتي يُدعى “راوند لايك”، حيث يُمنع الأجانب من الدخول، “لقد تدربنا كثيراً، كنا في الأساس في معسكر تدريب مغلق لمدة عام ونصف نعمل بجد دون أن نرى عائلاتنا أو نعيش حياة طبيعية”.
وتقع مدينة فلاديفوستوك على بعد 965 كيلومتراً في الغرب الروسي، وتبعد ساعة واحدة من العاصمة اليابانية طوكيو، وكان الرياضيون الروس قادرين على محاكاة ظروف مماثلة لما كانوا سيتنافسون في ظلّها خلال الأولمبياد.
وأصبحت المدينة، المعروفة باسم عاصمة الشرق الأقصى لروسيا، بمثابة قرية أولمبية تجمع مختلف رياضيي البلاد من 15 رياضة مختلفة، حيث كانوا يخوضون التدريب في معسكرات مغلقة تماماً بسبب ظروف الوباء.
وكان من المقرر أن يتدرّب السباحون الروس في أوساكا باليابان، ولكن تم إلغاء المعسكر بسبب الوباء، وتوجّهوا أيضاً إلى مدينة ساحلية في روسيا، حيث استثمرت وزارة الرياضة الروسية في شراء معدات ومخزون للرياضيين في فلاديفوستوك.
وكانت لاعبة الجمباز ميلنيكوفا جزءاً من الفريق الروسي الذي انتزع ذهبية فريق السيدات من الفريق الأميركي، ويعد ذلك المرة الأولى التي يفوز فيها فريق روسي بهذه الفئة، منذ أن انتصر الفريق الموحّد لدول الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1992.
كما حصلت ميلنيكوفا على ميداليتين برونزيتين أخريين، وجاءت الانتصارات بعد مجموعة غير عادية من الظروف التي سمحت لها بالتدرّب.
وفي الوقت الذي أغلقت الصالات الرياضية في الولايات المتحدة ودول أخرى أبوابها لوقف انتشار فيروس “كورونا”، انضمّت ميلنيكوفا وزملاؤها إلى معسكر تدريبي غير مسبوق، ركّزوا فيه على التدريب من دون أي تشتيت للانتباه.
وبعد حصولها على ميداليتها الثانية، قالت ميلنيكوفا “بالطبع كان الأمر يستحق ذلك، وربما كان ذلك للأفضل لأننا كنّا أكثر تركيزاً على الرياضة”.
وقبل انطلاق الألعاب، أوضحت اللجنة الأولمبية الروسية أنها تتوقّع فوز رياضييها بنحو 50 ميدالية، لكنهم حقّقوا توقّعاتهم بحصولهم على 53 ميدالية ملوّنة قبل ستة أيام من انتهاء الأولمبياد، و61 ميدالية مع نهايته.
وكان حاكم مدينة فلاديفوستوك، أوليج كوزيمياكو قال في تموز الماضي “لقد تدرّب الرياضيون دائماً هنا وحقّقوا نتائج جيدة”.
وإزاء النتائج المبهرة للفريق الأولمبي الروسي، لم يُخف الرياضيون العالميون مشاعرهم بأنه كان يجب منع جميع اللاعبين الروس من المشاركة حتى تحت علم اللجنة الأولمبية المحلية.
وغردت المُجدّفة الأميركية، ميغان كالموي، بعد أن احتلّ زوج روسي المركز الثاني “إنه شعور سيء أن ترى فريقاً لا ينبغي له حتى أن يكون مشاركاً في الأولمبياد، يُغادر السباق بحصوله على ميدالية فضية”.
بدوره، شكّك السباح الأميركي، ريان مورفي، في نتائج نهائي سباحة 200 متر، بعد خسارته أمام الروسي يفجيني ريلوف، في إشارة إلى فضيحة المنشّطات.
وفي مقابل ذلك، ردّت اللجنة الأولمبية الروسية “نحن نشارك في الأولمبياد، سواء، أحبّ الآخرون ذلك أم لا”، بينما ذهبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى أبعد من ذلك، عندما نشرت مقطع فيديو على إنستغرام تضرب فيه دمية ملاكمة، تحمل شعار صحافة.