هاشتاغ-رأي زياد شعبو
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم مؤخراً تعاقده مع المدرب الإسباني خوسيه لانا بصفة مدير فني لقيادة المنتخب السوري في المرحلة المقبلة خلفاً للأرجنتيني هيكتور كوبر.
مرحلة جديدة ستمر بها الكرة الوطنية في حقل من التجارب والألغام في سعيها لاكتشاف طريقها وهويتها والاستقرار المنشود لتحقيق إنجاز ملموس طال انتظارنا له حتى شاب الأمل.
نقلة نوعية من الكرة اللاتينية إلى المدرسة الأوربية
المغامرة في كرة القدم هي المقدرة النفسية على تجاوز الفوارق الفنية التي يتفوق فيها الخصم وتحقيق المفاجأة في النتيجة أمامه.
والمحاولة في كرة القدم هي اكتشاف الطرائق الفنية المناسبة لمعالجة مكامن الضعف، وتعزيز نقاط القوة على المستوى الفردي والجماعي لتعزيز إمكانية التنافسية أمام الخصوم.
وهنا تكمن مغامرة ومحاولة الاتحاد الوطني في استقطاب خليفة لكوبر من مدرسة كروية تختلف تقاليدها وأساليبها عن أكاديمة كوبر اللاتينية، والتوجه غرباً إلى إسبانيا والمدرسة الأوربية الطاغية على كرة القدم الحديثة بتنوع أساليبها وتكامل أدواتها.
ومن المؤكد أن اختيار خوسيه لانا مديراً فنياً جديداً للمنتخب الأول، لم يكن من باب اللغة المشتركة مع غالبية لاعبي المنتخب من ذوي الأصول اللاتينية لغةً، وحكما ليس اختيار بالقرعة من مجموعة من الأسماء داخل علبة.
فالسيرة الذاتية للرجل الإسباني تبدو مناسبة جدا للحال التي تمر به كرتنا من ناحية الحاجة إلى إخراج أسلوب كروي يتناسب مع الإمكانيات الموجودة في صفوف المنتخب، والخروج من الدوار الدهليزي الذي يرافقنا مع كل ظهور للمنتخب، إضافة إلى الميزة التي يملكها لانا.
إذ إنه خرج هو بوصفه مديراً فنياً سابقاً للمنتخب الإسباني للشباب والذي حقق معه بطولة يورو تحت 19 عاماً، أي رغبته المستمرة بالتعلم والتعليم والصبر في إنجاز المهمة، والمتابعة للتفاصيل بوصفها جزءاً من عملية التعلم والتعليم.
إذاً، هي مغامرة ومحاولة في مكانها إذا ارتبط الأمر بالاستقرار والصبر وتقديم مستلزمات العمل؛ فالمدرسة الأوروبية ابتعدت منذ زمن عن عقلية العمل بما هو متاح واستقرت على عقلية إتاحة كل ما يحتاج إليه العمل من أجل النجاح، وما التعاقد مع خوسيه إلا أول خطوة باتجاه التصحيح وما تبقى لنجاح المشروع أكثر من مجرد فرحة التعاقد والتجديد.
آخر الكلام في آسيا 2027
لعل وجود لانا وطاقمه المساعد في دمشق ورغبته في الإقامة بالعاصمة لمخالطة البيئة الكروية، سيساعد المدير الفني الجديد في فهم عقلية اللاعب المحلي واكتشاف ما يمكن تغييره فيها
ومدة التعاقد لثلاث سنوات وما سيكشفه مؤتمر التقديم الرسمي اليوم الأربعاء من تفاصيل ستظهر عقلية المدرب وإمكانية استثماره الوقت المبرم عليه الاتفاق، على أن يكون أول ظهور رسمي للمدرب في بطولة الهند الدولية في السادس من الشهر القادم، وما سيخطط له من أيام الفيفا والمواجهات الودية والمعسكرات التي ستبرمج مستقبلاً، وإشرافه على ملف المنتخب الأولمبي كلها عوامل مساعدة للوصول إلى المنتج النهائي في كأس آسيا 2027.
فهل ينجح خوسيه كما نجح أقرانه الإسبان في قطر والعراق بصرف النظر عن فارق الإمكانيات التحتية المتاحة؟ ثم هل يقترن استمراره باستمرار الاتحاد أم سيحكم على تجربته مبكرا وتختلط أوراقه مع أوراق الانتخابات في الفيحاء؟.