عثر مزارعون فجر اليوم بمحيط مدينة طفس في محافظة درعا، على جثة تعود للقيادي في تنظيم “داعش” بالجنوب السوري محمود الحلاق الملقب بـ “أبو عمر جبابي”.
وكان عليها آثار إطلاق نار، وهو القيادي الثاني في التنظيم الذي يُقتل في درعا خلال أسبوع.
السكان قالوا بأنهم عثروا على جثة أبو عمر جبابي بالقرب من معصرة “الشمري” على طريق مزيريب- الأشعري غرب مدينة طفس.
وتزامن ذلك مع تسجيل مصوّر تداولته شبكات محلية يظهر فيه جبابي يتحدّث عن ضلوعه بعملية اغتيال عضو “اللجنة المركزية” “أبو البراء الجلم” الذي قُتل في أيلول/سبتمبر 2020 بمدينة جاسم غربي المحافظة.
وقال جبابي إن القياديين في التنظيم “أبو الليث العزيزي” و”أبو عبد الرحمن العراقي” عرضا على “الجلم” مبايعة التنظيم إلا أنه رفض ذلك ما دفعهم إلى قتله.
وذكر خلال حديثه عبر التسجيل تفاصيل عمليات استهداف بغرض السرقة لأحد تجار المجوهرات في مدينة داعل.
إضافة إلى عملية سطو أخرى أدت إلى مقتل تاجر وابنه في بلدة الغارية الشرقية شمالي المحافظة.
من هو “أبو عمر جبابي”
اسمه الحقيقي محمود الحلاق وهو من مواليد بلدة جباب عام 1986.
ويُعرف في المنطقة بأنه ضابط برتبة ملازم أول انشق عن الجيش السوري عام 2012 والتحق بفصائل المعارضة المسلحة آنذاك.
ومع توسع رقعة العمل المسلح في الجنوب السوري عمل الحلاق قياديًا في “الكتيبة 46″ التابعة لـ”لواء الحق” أحد فصائل “الجبهة الجنوبية”.
وكانت حينها تضم مجموعة كبيرة من فصائل المعارضة قبل عام 2018.
وكانت تربط جبابي علاقة قوية بضباط غرفة “موك”.
وهي غرفة تنسيق الدعم الدولي لفصائل المعارضة في الجنوب السوري بحسب ما قاله ضابط منشق عن الجيش السوري وعلى معرفة شخصية بمحمود الحلاق.
http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
وفي عام 2017 انشق الحلاق وبرفقته مجموعة من 5 أشخاص عن “لواء الحق” وانضم لـ”جيش خالد” الذي كان مُبايعًا لتنظيم “داعش” حينها.
وبعد التسوية توارى عن الأنظار واستمر بالعمل مع أمراء التنظيم في محافظة درعا.
ثاني قيادي خلال أسبوع
و جبابي هو القيادي الثاني في تنظيم “داعش” الذي يُقتل في درعا خلال الشهر الجاري.
وذلك بعد مقتل القائد الأمني للتنظيم “أبو سالم العراقي” في التاسع من الشهر الجاري على يد مقاتلين محليين بعد محاصرته في منزل ببلدة عدوان بريف درعا الغربي.
وكانت السلطات السورية تعلن بشكل دائم عن وجود خلايا لتنظيم “داعش” في كل من طفس وجاسم ودرعا البلد، وهو ما ينفيه وجهاء المنطقة.
ولكن سبق وأن تبنى “التنظيم” العديد من عمليات الاستهداف التي طالت عناصر في الجيش السوري وآخرين من المقاتلين السابقين بفصائل المعارضة في أوقات زمنية مختلفة.
كما يُتهم التنظيم بوقوفه خلف عمليات استهداف طالت وجهاء من درعا دون إعلانه عن الوقوف خلفها.
في حين يتهم وجهاء من درعا الحكومة السورية بأنها تتخذ من خلايا تنظيم “داعش” شماعة لشن حملات أمنية وعسكرية على مناطق معارضة في الجنوب السوري.
وكانت نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في وقت سابق عن مصدر سوري: ” تنفيذ الجهات الأمنية المختصة عملية أمنية نوعية أدت إلى مقتل الإرهابي أبوسالم العراقي في ريف درعا الغربي”.
وبحسب “سانا” قامت الجهات الأمنية بمحاصرته وإصابته بعدة طلقات قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف”.
وكان العراقي؛ وفق المصدر الأمني، الزعيم العسكري للتنظيم المتطرف في جنوب سوريا.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العراقي بعد محاصرته من قبل القوات الحكومية ومسلحين محليين.
وقال إنّه كان يتوارى عن الأنظار في المنطقة منذ العام 2018 وشارك في الاغتيالات والفوضى التي تشهدها منطقة الجنوب السوري بين الحين والآخر.