احتفظت دبي بصدارتها إقليمياً في مؤشر “كيرني” للمدن العالمية وصعدت مركزاً واحداً إلى المرتبة 22 في التصنيف العالمي، وهو أعلى تصنيف تسجله حتى الآن مدعوم بنمو في النشاط التجاري ورأس المال البشري والمشاركة السياسية، في حين سجلت العاصمة أبوظبي قفزة على مستوى المنطقة ووصلت إلى مراكز متقدمة في التصنيف العالمي بفضل زيادة نشاطها التجاري ومشاركاتها السياسية.
ويبحث تقرير المدن العالمية، الذي أجرته شركة الاستشارات الإدارية العالمية «كيرني»، تأثير التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على المدن ومستقبلها، كما يهدف التقرير إلى تحديد إمكانات المدن في توفير وتوليد واستقطاب التدفقات العالمية من رأس المال والمواهب والأفكار.
وقال عبدو الهبر، شريك كيرني في القطاع العام في الشرق الأوسط: أظهرت العديد من المدن تراجعاً على مؤشر المدن العالمية في السنوات الست الماضية، مما يدل على تراجع العولمة منذ المرحلة التي سبقت الوباء، وبينما تراجعت مؤشرات النشاط التجاري ورأس المال البشري في مختلف مناطق العالم، تمكنت العديد من مدن المنطقة من إحراز مراكز متقدمة في هذا التصنيف العالمي.
وأضاف: بدأت حكومات المنطقة من سنوات وحتى الآن وضع مجموعة من الأهداف الاستباقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي بدورها أسهمت في إحداث تأثيرات إيجابية على مستقبل مدن المنطقة.
وبعد سنوات عديدة من المنافسة، تمكّنت منطقة الشرق الأوسط من التفوق على الصين عن فئة التجربة الثقافية في مؤشر المدن العالمية، كما تظهر المنطقة اليوم نتائج متقاربة مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقد يُعزى ذلك إلى الجهود المستمرة التي تبذلها دول المنطقة في تحسين التجربة الثقافية.
وعلى الرغم من الوباء، استضافت المنطقة العديد من الأحداث العالمية التي أدت إلى تعزيز السياحة المحلية والعالمية، حيث استضافت الإمارات معرض “إكسبو 2020 دبي””، الذي جمع 24 مليون زائر، بينما تستعد قطر لاستضافة كأس العالم 2022، في حين شهدت السعودية نمواً سريعاً في القطاع السياحي منذ إطلاقها للاستراتيجية الوطنية للثقافة عام 2019.
صدارة دبي فئة التجربة الثقافية
ويشير التقرير الدولي إلى أن فئة التجربة الثقافية هي إحدى أكثر الفئات مرونة وصعوبة في القياس، وتم تصنيفها كواحدة من أكثر الفئات حيوية ضمن مؤشر المدن العالمية لهذا العام.
وفي استعراض لمكاسب مدن المنطقة عن فئة التجربة الثقافية، تتصدر دبي ترتيب هذه الفئة على مستوى المنطقة، بينما سجلت الرياض قفزة في التصنيف 46 نقطة وهي القفزة الأعلى عن هذه الفئة على مستوى العالم. في حين نجحت الدوحة، المدينة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم في تسجيل قفزة بـ17 نقطة في هذه الفئة، تمكنت من خلالها من إحراز مركز متقدم بفضل دورها في قيادة الأحداث الرياضية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويسلّط التقرير الضوء على النظرة المستقبلية الإيجابية للمدن العالمية، حيث سجلت أبوظبي ترتيبها ضمن العشر الأوائل وحلت في المرتبة التاسعة عالمياً، بينما تقدمت دبي 5 مراكز لتحل في المرتبة 11 مقتربة من المراكز العشرة الأولى، في حين كانت النظرة المستقبلية للدوحة إيجابية للغاية، إذ يشير التقرير إلى تسجيل العاصمة القطرية لقفزة بـ23 نقطة بفضل تعزيز نظام الحوكمة في الدولة، وهي أعلى قفزة في هذه الفئة على مستوى المنطقة.