ربطت دراسة طبية حديثة بين تناول حمض الفوليك بوصفة طبية وانخفاض معدلات الانتحار.
ودققت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة شيكاغو الأميركية، ونشرت نتائجها في مجلة “غاما للطب النفسي”، بيانات 800 ألف أميركي، حصلوا على وصفات طبية تتضمن حمض الفوليك بين عامي 2012 و2017.
ووجد الباحثون أن تناول حمض الفوليك بوصفة طبية، قد خفض احتمالية لجوء عينة الدراسة لإيذاء النفس أو محاولة الانتحار بنسبة 44 في المئة.
وكان هناك ما يقل قليلا عن خمس حوادث من محاولة الانتحار وإيذاء النفس لكل 100 ألف شخص كل شهر، بالمقارنة مع معدل يزيد عن 10 لكل 100 ألف شخص خلال الأشهر التي لم يكن فيها هؤلاء يستخدمون حمض الفوليك.
وعندما وازن الباحثون العوامل الأخرى مثل العمر والجنس وتاريخ تقييمات الصحة العقلية، كان استخدام حمض الفوليك لا يزال مرتبطا بانخفاض بنسبة 44 بالمئة بمخاطر محاولة الانتحار وإيذاء النفس.
وقال كبير الباحثين روبرت جيبونز، الأستاذ في جامعة شيكاغو: “لإثبات أن حمض الفوليك له تأثير مباشر على السلوك الانتحاري. فسوف يتطلب الأمر تجربة إكلينيكية واسعة”.
وأضاف جيبونز: “النتائج التي توصلنا إليها لا تثبت أن حمض الفوليك في حد ذاته يقلل من مخاطر الانتحار“. حسبما نقلت وكالة “يو بي آي” للأنباء.
وتابع: “حمض الفوليك غير مكلف ومتوفر على نطاق واسع وليس له آثار جانبية.
إذا تم تأكيد كون هذه العلاقة سببية، فعلينا التفكير في كل الأرواح التي يمكن إنقاذها”.
وربطت أبحاث سابقة مستويات حمض الفوليك المنخفضة في الدم بالاكتئاب.
وعند تقييم مرضى الاكتئاب، يطلب بعض المتخصصين في الصحة العقلية إجراء اختبارات الدم لقياس معدل حمض الفوليك. وكذلك الفيتامينات “دال” و”بي 12″، إذ تم ربط نقص هذه العناصر الغذائية بأعراض الاكتئاب أيضا.
والمعروف أن حمض الفوليك له دور كبير في تكوين خلايا الدم الحمراء. كما يساعد الخلايا على النمو وعلى أداء وظائفها بشكل صحي.
وفضلاً عن ذلك، فإن له دور بالغ الأهمية أثناء المرحلة المبكرة من فترة الحمل. إذ يسهم في الحد من مخاطر إصابة الأجنة بعيوب خلقية في الدماغ والعمود الفقري.