هاشتاغ-ديانا جبور
محاولات إنقاذ الدراما السورية متعددة، وغالبا ما تكرر -للأسف- المقدمات ذاتها لتسبح من بعد الاستخلاصات والحلول المستنسخة في فضاء التسويفات والمراوحة..
السؤال المركزي في الورشات والندوات الإسعافية يتمحور حول سبل إنقاذ صناعة الدراما السورية .. لكن السؤال هل هي صناعة أصلا أم أنها مجرد حرفة؟
منذ عقود ونحن نستصرخ المعنيين ونقول : نحن في عنق الزجاجة.. وتناوب على نفخ الزجاج أمام الفرن كثيرون لتكون النتيجة أوانٍ أقل ببطون أضيق ونحن، وأعني من بقي بعد أن غادر البلاد من غادرها، لانزال عالقين في عنقها.. إنجازنا الوحيد أننا حافظنا على الفرن متقدا، لأنه إن انطفأ سيصبح إعادة تشغيله إعجازيا ولنا في نكسة الدراما الأردنية نموذجاً.
لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
والتشبيه بصناعة الزجاج اليدوي لم أختره عبثا، لأن إنتاجنا المحلي لا يزال بظروفه الحالية مجرد حرفة، فيها قدر هائل من الموهبة والشغف والتواضع، لكن هذا لايكفي لصناعة راسخة تحتاج مما تحتاج إليه قوانين حماية وظروف عمل مستقرة وواضحة، لا تتحكم بها أمزجة بضعة أفراد .
طيب ماذا لو كانت صناعة فعلا؟
هل حافظنا على صناعاتنا السابقة على صناعة الدراما وهي الراسخة والعريقة ( النسيج نموذجا) لنستطيع المحافظة من بعد على صناعة الدراما الناشئة بما تعنيه هذه السمة من حاجة مضاعفة إلى الدعم والحماية ؟
كما قوضت الموبيليا التركية صناعة الأثاث السوري كذلك كان حال الدراما التركية مع منافستها السورية، وذلك على خلاف الدول التي تلجم ميل المستهلك للصناعات الوافدة برفع سعرها مقابل إعفاءات وتسهيلات لتلك الوطنية.
تحتاج الدراما إلى تبنٍ، فكما يرافق المسؤولين السياسيين صناعيون وماليون، يجب أن يرافقهم صناع الدراما .. علما أن الطبقة السياسية بدورها تحتاج إلى شراكة الدراما كقوة ناعمة لتترجم الاستراتيجية المستقبلية لبلدنا.. لكن للأسف هل يستطيع أحد على سبيل المثال أن يجزم إن كنا بلدا علمانيا ؟
وسؤال العلمانية يفتح ملف الهوية الوطنية..
إنقاذ درامانا والعودة بها إلى صدارة المنافسة لا يعني فقط إنقاذ آلاف الأسر من العاملين بالدراما، بل يتعداه
إلى الإسهام في تقوية ودعم هويتنا الوطنية الجامعة .. لأن العناصر اللامادية في تكوين الهوية الوطنية تقوم
فيما تقوم عليه، على ما نحققه من وعي جمعي ومن مكانة اعتبارية وما نحصده من جوائز حقيقية،
وهذه إنجازات تستطيع أن تتصدى لها الدراما الجيدة ..