الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمردور المسنين في الصين.. ملاذ الصينيين لحياة جديدة 

دور المسنين في الصين.. ملاذ الصينيين لحياة جديدة 

هاشتاغ _ لجين سليمان

لم يمنع ازدياد عدد المسنين في المجتمع الصيني، من الاهتمام الحكومي الكبير بهذه الفئة. فبدأ الاتجاه الحالي ينمو لإنشاء المزيد من دور المسنين، وتحضيرها بمختلف التجهيزات، بالتعاون مع أصغر وحدة إدارية في كل مدينة.

 

هي عناية خاصة تقدّم في مختلف مراكز العناية الخاصة بهذه الشريحة العمرية التي تزيد عن الـ 55 عاما.

 

تتدرّج الخدمات في مستوى جودتها طبقا للسعر المدفوع. ففي أحد المراكز المتوسطة التكلفة، والتي يبلغ عدد المسنين المقيمين فيها حوالي 120 مسنا، تقام نشاطات يومية، فيبدأ المسنون يومهم بتمارين رياضية صباحية، وفي الظهيرة تتنوع النشاطات بين رسم وموسيقا، مع غرف خاصة لكل نشاط.

 

على سبيل المثال هناك غرف خاصة للرسم، وعلى جدرانها يوجد مجموعة من الرسومات التي رسمها المسنون بأنفسهم.

 

وتنظّم أعياد الميلاد تباعا لكلّ مسن يقطن في الدار، بالإضافة إلى وجود مكان خاص بمشاهدة الأفلام السينمائية مساء، هذا فضلا عن عروض فنية في مختلف المناسبات.

 

غالبا ما تُبنى دور المسنين في أماكن هادئة، بعيدة عن الضوضاء، وتتواجد عادة على قمم الجبال أو حتى التلال الصغيرة لا سيما في المناطق الجبلية.

 

يتألف البناء من عددة طوابق، وفي كل طابق عدد من الغرف مع مركز عناية طبي خاص بكلّ طابق ، وهو عبارة عن نقطة طبية، تهتمّ بشكل خاص بالحالات المستعصية، غير القادرة على الحركة بمفردها، أو التي تتطلّب احتياجات طبية خاصة.

 

تتجهز معظم الغرف بتدفئة أرضية، وإضاءة ليلية وأخرى للنهار، بحيث تبقى الإضاءة الليلية خافتة ليلا.

 

كما يوجد غرف مزدوجة في الحالة التي يفضّل فيها بعض المسنين العيش معا في غرفة واحدة، وتجهّز الممرات بين الغرف بمماسك على الجانبين، كي يستند عليها المسنين غير القادرين على المشي بمفردهم.

 

أما المصاعد فهي على نوعين، أحدها طارئة للحالات الإسعافية، والأخرى للاستخدام الروتيني.

 

تتحدث إحدى السيدات المسنات التي كانت تتفحّص “الدار” كي تقرّر فيما إذا كانت ستختار العيش في الدار أو البقاء مع ولدها “أشعر الآن أنني في مكان معزول، لكنّي ربما سأعتاد على ذلك مستقبلا.”

 

وتضيف: “هدفي الأساسي هو ألا أحجز حرية ولدي، فلديه عائلته وعمله، وليس من واجبه الآن ترك كل ذلك، للاهتمام بي”

 

وتوضح “اعتدت أن أكون مستقلّة، وسأبقى هكذا حتى الرمق الأخير، ولذلك سأجلس في هذا الدار ، لا في منزل ولدي”.

 

هي ليست المسنّة الوحيدة التي تقوم بهذا الأمر، بل يوجد عدد لا بأس به من المسنين الصينيين يبدؤون بالبحث عن حياة جديدة مستقرّة عندما يصلون إلى سن التقاعد.

 

يفعلون ذلك كي لا يحمّلوا أبناءهم من الجيل الشاب عبء العناية بهم، خاصة وأن الفكرة التي تسود اليوم أن الفئة الشابة مسؤولة عن بناء الصين الحديثة ولديها مهام لا بأس بها.

 

وأما حول النظرة الاجتماعية السائدة للأشخاص الذين يضعون أمهاتهم وآباءهم بدار المسنين، فقد أشار عدد من الصينين إلى أن النظرة التي كانت سائدة في السابق قد تغيّرت، فقد بات من الطبيعي أن يذهب الوالدان إلى دار العجزة ، لا سيما بعد التطور الاجتماعي والذي رافقه تطور اقتصادي.

 

يقتضي العمل الدائم من أجل خلق حالة متطورة بشكل مستمر ، ولذلك من الطبيعي أن يعمل الجيل الشاب لا أن يجلس ويهتم بوالديه بشكل يترك فيه عمله.الأمر الذي يعني أن التطور الاقتصادي فرض حالة اجتماعية معينة، وساهم في خلق تطور اجتماعي، فلم يعد الولد العاق هو من يترك والديه في دار المسنين، بل على العكس تماما.

 

بات معظم المسنين يميلون إلى قضاء بقية حياتهم في مكان هادئ، بشكل يحصلون فيه على مساحتهم الخاصة، ويتركون لأبنائهم مساحتهم أيضا.

 

يُذكر أن سياسة الإنجاب القائمة على طفل واحد لكل زوجين، تعدّ أحد أسباب ميل المجتمع الصيني إلى أن يكون مجتمعا هرما.

 

بلغ عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما 220 مليون صيني أي ما يعادل 16 بالمئة من إجمالي عدد السكان عام 2015، وذلك وفقا لتقرير حكومي رسمي، ومن المتوقع أن يصل عدد المسنين عام 2035 إلى حوالي 400 مليون مسن.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة