عبّر رؤساء الكنائس المسيحية في سوريا عن رؤيتهم للمستقبل ودورهم في المرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد، مؤكدين على أهمية المصالحة الوطنية والحوار لإرساء أسس سوريا المستقبل.
وشدد رؤساء الكنائس في بيان مشترك على المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق السوريين جميعاً لتحقيق الوحدة الوطنية والنهوض بالبلاد بعد سنوات من المعاناة.
وقد بدأ البيان بالتأكيد على أن سوريا، بما تمتلكه من تنوع ثقافي وديني، ظلت رمزاً للعيش المشترك عبر العصور.
ومع دخول البلاد مرحلة جديدة، شدد رؤساء الكنائس على ضرورة العمل معاً لتعزيز الانفتاح والحوار بين جميع الأطياف والمكونات السورية.
وأوضحوا أن المصالحة الوطنية تمثل الطريق الوحيد لاستعادة الثقة والتماسك المجتمعي، مع الدعوة إلى إطلاق حوار وطني شامل يهدف إلى معالجة جذور النزاع وإعادة بناء الهوية الوطنية على أسس المواطنة والحرية والكرامة.
وأشار البيان إلى أن التعايش السلمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعزيز السلم الأهلي والعمل على إزالة الأحكام المسبقة ومواجهة خطابات الكراهية والإقصاء.
ودعا رؤساء الكنائس إلى التعاون لضمان أمن جميع المواطنين والعمل من أجل بناء مستقبل مشترك يعكس القيم الإنسانية التي طالما كانت جزءاً من النسيج السوري.
وفيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية، طالب رؤساء الكنائس المجتمع الدولي برفع الحصار المفروض على سوريا، مؤكدين أن هذه العقوبات ألحقت أضراراً جسيمة بالشعب السوري وأعاقت جهود إعادة الإعمار.
كما دعوا إلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة بناء البلاد، بما يضمن استعادة الكرامة لكل مواطن سوري.
أما على الصعيد السياسي، شدد البيان على أهمية صياغة دستور جديد يعكس تطلعات جميع السوريين.
وأوضح أن هذا الدستور يجب أن يقوم على مبادئ سيادة القانون، والفصل بين السلطات، واحترام الحريات العامة، وحرية الرأي والمعتقد، مع ضمان إشراك المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية وتعزيز قيم العدل والمساواة.
كما عبّر رؤساء الكنائس عن أملهم في بناء دولة تضمن حيادية المؤسسات الرسمية تجاه الدين، مع التأكيد على ضرورة منع استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية أو استغلال السلطة لتوظيف الدين.
وأشاروا إلى أن المستقبل المشرق لسوريا يكمن في تعزيز دور الشباب والنساء وإشراكهم في بناء الوطن، بما يضمن مشاركة فعّالة من جميع مكونات المجتمع.
واختتم البيان بدعوة أبناء سوريا، في الداخل والخارج، إلى العمل معاً يداً بيد لتحقيق هذه الرؤية الوطنية.
وأكد رؤساء الكنائس على أهمية ألا ينطوي المسيحيون على أنفسهم، بل أن يساهموا بفعالية في بناء سوريا الجديدة استناداً إلى قيم الإنجيل وروح التضامن.
كما طالبوا المجتمع الدولي بدعم جهود إعادة الإعمار وضمان احترام السيادة السورية ضمن حدودها المعترف بها دولياً.