في زيارته الأخيرة، مع وفد وزاري إلى اللاذقية،ضم وزراء الإدارة المحلية والبيئة والكهرباء والموارد المائية والسياحة، انتظر العديد من أهالي ريفي جبلة واللاذقية، حلا لمشكلة المياه، التي تزداد معاناتهم معها يوما بعد آخر، مع التقدم بفصل الصيف.
وبالقرب من سد 16 تشرين، أكد رئيس الحكومة حسين عرنوس أنه تم التوقيع على عقد مشروع جر مياه سد 16 تشرين وحل جميع مشاكل التمويل لتتم المباشرة فيه خلال أسبوع على الأكثر بواقع متر مكعب في الثانية إلى المدينة والريف، مضيفاً: “لن نقبل لا من قريب ولا من بعيد أن تكون في اللاذقية أي مشكلة”.
وأشار عرنوس في تصريح ل”الوطن” إلى أن هناك خطوات متقدمة في محطة نبع السن وتجهيزات كبيرة في جبلة عبر حفر 7 آبار بطاقات متميزة إضافة لحفر آبار في المناطق الجبلية بهدف تحسين الواقع المائي.
وأوضح أن الجهات المعنية استطاعت حل المشاكل الفنية في الموقع لتتم المباشرة باستكماله على أن يدخل الخدمة خلال سنتين بمتابعة حكومية نظراً لأهمية المشروع.
وكانت وصلت إلى “هاشتاغ” شكاوى كثيرة من أهالي قرى جبلة وريفها تتحدث عن عدم وصول المياه إلى قراهم إلا مرة واحدة كل 17 يوما في “أحسن الأحوال”.
وتحدث أهالي في قرية البودي والقرى المجاورة عن معاناتهم وسط انقطاع المياه عن قراهم، وصعوبة شراء المياه، بسبب غلاءها، في حين “تذهب مياه تبع السن إلى البحر دون أن يستفيد منها أحد”.
وفي السياق، أكد مدير الموارد المائية باللاذقية فراس حيدر أنه “لا يوجد أي مياه تذهب إلى البحر ومايراه المواطنون عبر الأحواض التخزينية هي المياه الخارجة من أحواض الترسيب وهي فنيا بكميات موجودة في كل المشاريع بالعالم ناتجة عن غسيل أحواض الترسيب خلال فترات محددة “.
وقال هذه المياه ضمن محطات الترسيب الخارجة منها باتجاه مجرى نهر السن بعد بحيرة السن تعادل نصف متر مكعب بالثانية ويتم تجميعها في الاحواض ويعاد تدويرها حسب الحاجة”.
التصريح الجديد حسب رأي اهالي من ريف جبلة أثار الجدل بين المواطنين رغم الحالة المستمرة لتدفق مياه نبع السن في البحر، واعتبره البعض “استخفاف بالعقول”!.
كما عد المواطنون أن تصريح مدير الموارد المائية “تكذيب” لمئات الآلاف من المواطنين القاطنين في القرى العطشى على مقربةٍ من نبع السن من خلال رده على ما يعتبرهُ البعض سوء استثمار لمياه نبع السن وهدرها في البحر.
ويتساءل مواطنون :”بما أن مياه نهر السن غير صالحة للشرب، لماذا لا تُستثمر لري المزروعات والعديد من المنشآت؟!”.
محافظة اللاذقية التي يوجد بها 16 سداً لا يوجد فيها أي مواطن يحصل على كمية تكفيه من المياه والمشكلة إلى تفاقم.
ويعد نبع السن من أهم و أكبر الينابيع في حوض البحر المتوسط إذ يزيد متوسط تصريفه عن 13000 ل/ثا و قد يصل شتاء إلى ما يزيد عن 24000 ل/ثا ، بحسب الموقع الالكتروني لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي باللاذقية.
لكن، فصل الصيف ليس بالأمر الجديد على بلد متوسطي كسورية، فإن التصريحات والتسويفات لتخدير المشكلات الخدمية، ليست أمرا جديدا أيضا، تصريحات بتعديل موعد التقنين ليتناسب مع مواعيد ضخ المياه، وتصريحات بتشغيل خطوط إضافية للضخ، لم ترو عطش المدينة ولم تسق محاصيل أراضي ريفها.