صرح دان ستوينسكو، رئيس البعثة الأوروبية إلى سوريا، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، بأن وضع الشباب في سوريا صعب للغاية، وأنه التقى بعدد من الشباب السوري الذين يسعون للهجرة خارج البلاد بحثاً عن ملاذ آمن.
وأوضح ستوينسكو لـ “العربية نت” أن الوضع الاقتصادي والقيود الصارمة التي فرضها قانون الجرائم الإلكترونية زادت من شعور الشباب في سوريا بالخوف، وعدم الثقة ببعضهم البعض.
ولفت ستوينسكو إلى أن الشباب السوري لا يملك أي طموحات أو مشاريع مهنية، ولا يعتقدون بأن التقارب مع الدول العربية سينعكس إيجاباً على نوعية الحياة في بلادهم قريباً.
ظروف كارثية
وأشار ستوينسكو إلى أن الظروف المالية الكارثية أجبرت معظم السوريين على العيش بطريقة فردية، ما أدى إلى القضاء على إمكانية المبادرة جماعياً لبدء التغيير.
كما اعتبر أن ذلك يُشكّل عقبة مهمة أمام أي شكل من أشكال التقدم المجتمعي.
ورأى أن استعادة أمل السوريين والشباب في العيش بأمان ومن دون خوف يبدأ بإحداث تغيير سياسي حقيقي في دمشق، ووقف الممارسات الأمنية تجاههم.
مرحلة الحل
وأضاف ستوينسكو أن الإصلاح الشامل في القطاع الاقتصادي يساهم في خلق مساحة للنمو، يستفيد منها الشباب لتطوير قدراتهم، وبالتالي وضع بلدهم على سكّة التعافي.
إقرأ أيضا: بعثة أوروبية أممية تزور سوريا لأول مرة منذ 2011: “الأزمة لم تنته بعد”
ودعا دمشق إلى “الوفاء بالتزاماتها التي اتفقت عليها مع الدول العربية والمنصوص عليها في إعلان عمّان“.
إضافة إلى اتّخاذ خطوات ذات مصداقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 والانخراط بإخلاص مع مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة”.
في حين بيّن ستوينسكو أن الحل يكمن في السعي لحل سياسي يمهد الطريق إلى سلام مستدام.
كما لفت إلى أن هذا الحل يبدأ بمساءلة ومحاكمة كل الجهات الفاعلة في الحرب خلال السنوات الـ 12 الماضية.
وعود الاتحاد الأوروبي
وذكر أن الاتحاد الأوروبي يدعم الحلّ السياسي للأزمة، ويقف إلى جانب الشعب السوري.
كما استذكر مؤتمر بروكسل الأخير الذي عقد في العام 2021.
إقرأ أيضا: مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: 90% من الشباب السوري يرغبون في الهجرة
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة ونزيهة تمثّل إرادة الشعب السوري، وتمكنهم من اختيار حكومة شرعية تعمل من أجل مصلحتهم.
إقرأ أيضا: الضغط النفسي والوضع المتردي يزيدان نسبة الجلطات القلبية بين الشباب السوريين إلى 15%
وختم ستوينسكو حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم الشعب السوري والسعي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
وأكد أنه يعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية وتوفير المساعدة الإنسانية الضرورية للمدنيين المتضررين من الحرب.