في ظل الأزمة الإنسانية التي تلفّ قطاع غزة، يبرز دور الأمم المتحدة في تقييم وتنفيذ خطط لتوصيل المساعدات الحيوية إلى مئات الآلاف من المدنيين العالقين شمال القطاع.
ويعتبر اليوم الخميس، يوماً فارقاً في هذه المهمة، إذ ستُقيّم الأمم المتحدة استخدام طريق عسكري إسرائيلي متاخم للقطاع كممر للمساعدات.
تحذيرات الأمم المتحدة تتوالى عن وضع مأساوي ينذر بالخطر، فربع سكان غزة، أي ما لا يقل عن 576 ألف نسمة، يقفون على شفا المجاعة.
في هذا السياق، يأتي دور جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يسلط الضوء على الجهود المبذولة للضغط على “إسرائيل” لفتح طريق على السياج الحدودي مع غزة.
ويشير ماكغولديك إلى أن هذه الجهود قد أثمرت تعاوناً أكبر من الجانب الإسرائيلي في الأسبوع الأخير.
استمرار للمآسي
المأساة الجديدة تجسدت في حادثة مروعة وقعت الخميس، حيث سقط أكثر من 100 شخص بين شهيد وجريح أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من قافلة مساعدات.
الروايات متضاربة بين القوات الإسرائيلية التي تشير إلى التدافع كسبب رئيسي للوفيات، وبين المسؤولين الفلسطينيين الذين يتهمون القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الحشود.
هذا الحادث دفع ماكغولدريك للتأكيد على أن “إسرائيل” أدركت صعوبة تقديم المساعدة، مما أدى إلى تعاون أكبر من قبلها.
المساعدات تجد طريقها إلى جنوب القطاع عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، ولكن الخطة الجديدة تتضمن تفتيش القوافل ومرافقتها عبر طريق عسكري إسرائيلي إلى قرية بئيري الحدودية.
ومن هناك، ستدخل القوافل إلى غزة لتوزيع المساعدات بشكل مستقل، مع تقييم دقيق للطرق لضمان خلوها من الذخائر غير المنفجرة وتحديد نقاط التوزيع الأمثل.
التحديات لا تزال قائمة، فبرنامج الأغذية العالمي قد علق تسليم المساعدات إلى شمال القطاع بسبب مخاوف السلامة، والهجمات التي تعرضت لها القوافل.
وعلى الرغم من وجود سبل أخرى للمساعدات، مثل ميناء أسدود والإسقاط الجوي، إلا أن النقل البري يظل الخيار الأمثل لتلبية الاحتياجات الكبيرة.
وتشير وكالة “أونروا” إلى تراجع في عدد الشاحنات التي تمكنت من دخول غزة، حيث انخفض العدد من 150 شاحنة يومياً في كانون الثاني/يناير إلى 97 في شباط/ فبراير الماضي، بعيداً عن الهدف البالغ 500 شاحنة.
مزاعم إسرائيلية
وفي هذا الإطار، يزعم إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، على عدم وجود حدود لكمية المساعدات التي يمكن إدخالها إلى غزة، مشيراً إلى قدرة المعابر الإسرائيلية على فحص 44 شاحنة في الساعة، ولكن التحدي يكمن في التوزيع، على حسب ادعاءاته.
في المقابل، ورغم المآسي التي تصيب الفلسطينيين بخصوص المساعدات، تدعي “إسرائيل” أنها تسعى لتطوير استراتيجيات جديدة بالتعاون مع القطاع الخاص في غزة لتحسين توصيل المساعدات، زاعمةً توجيه أكثر من 12 شاحنة تحمل مواد غذائية إلى شمال القطاع بالتنسيق مع الجانب الأممي.
وفي خضم هذه الأزمة، يظل الأمل معلقاً على جهود الأمم المتحدة والتعاون الدولي لتخفيف معاناة سكان غزة وتوفير الغذاء والأمان لهم في أقرب وقت ممكن.