الجمعة, سبتمبر 6, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباررد حزب الله وصورة "إسرائيل"

رد حزب الله وصورة “إسرائيل”

هاشتاغ-رأي مازن بلال

المقاربات الإعلامية لرد “حزب الله” على “إسرائيل” تقف أمام مساحة مغلفة لروايتين متناقضتين، فالحزب يتحدث عن تحقيق أهدافه و”إسرائيل” أعلنت أنها نفذت ضربة استباقية أوقفت رد الحزب، بينما تبقى النتائج العسكرية غائبة في ظل حالة سياسية دولية حاولت تجاوز الحدث سريعا، وتركته ضمن نطاق ضيق يلعب به الإعلام العربي عبر “النقل المباشر” واستضافة المحللين.
عمليا فإن المقاربة من بدايتها لا تحمل أي شكل منطقي، فأي عمل عسكري لـ “حزب الله” أو حتى لإيران؛ لا يمكن وضعه على ميزان واحد مع العمليات العسكرية “الإسرائيلية”، وفي الوقت نفسه فإن الخسارة أو الربح في مثل هذه المعارك يصعب رصدها لأنها متعلقة بطرفين لكل منهما سوية عسكرية مختلفة
فالقياس السياسي هنا هو الأساس وليس الحسابات العسكرية، فمهما بلغت قوة “حزب الله” فإنها في النهاية ليست جيشاً لدولة بل هي ظاهرة لضعف دولة في الدفاع عن نفسها، وهي أيضا حالة لأمن إقليمي بات هشاً لدرجة استعد “حزب الله” للخروج عن نطاق الدول إلى المقاومة وفق صيغة تجاوزت حتى سيادة الدول.
صورة رد “حزب الله” هي بذاتها حالة استثنائية تعبر عن واقع جيوسياسي خاص بشرق المتوسط، إذ تم كسر قوة “الدولة”؛ ما أدى لظهور بدائل تسعى لتعويض الفراغ والدفاع عن المجتمعات، وفي المقابل فإن “فرط القوة” الذي تمارسه “إسرائيل” هو أيضا جزء من المعادلة التي خلفها العجز في جعلها ضمن النظام الإقليمي، فأصبحت دولة ردع، تحتاج إلى حماية شرعية بقائها إلى تحالفات دولية وغطاء لكل “غطرستها”، وخلال عام تقريبا أصبحت “إسرائيل” أزمة عميقة حتى للغرب والولايات المتحدة.
بالتأكيد فإن الحكومات في أوروبا أو حتى في الولايات المتحدة لا تعد أن أحداث عام كامل من الحرب والمجازر مسألة تعوق دعمهم، فهم في النهاية يدعمون نظاما إقليميا من صنعهم، ولا يملكون تصورات جديدة لنظام مختلف، وصورة “إسرائيل” بنظرهم هي جزء من درس تاريخي يحاول تحييد شرق المتوسط عن طموحات الدول الأخرى في “الشرق”، وتصبح “إسرائيل” هنا جزءا من الحركة “الاجتماعية – السياسة” للولايات المتحدة الأميركية، ولأوروبا أيضا ولكن مع وجود بعض الاستثناءات، فالولايات المتحدة تملك تصورا أقرب للمعتقد الديني بالنسبة لـ”إسرائيل”، وتدخل ضمن “الإيمان” الذي يردده كل رئيس أمريكي منتخب.
هذه الصورة لـ”إسرائيل” هي المقياس لأي مواجهة، فهي لا تملك نهاية عسكرية بالمعنى التقليدي، وهي تفقد “عصبيتها” إذا لم تمارس العنف على من حولها، وقوتها يمكن قياسها بعجز النظام الإقليمي على مواجهتها، فرد “حزب الله” أو حتى تحدي “حماس” لها، وقبلها رفض سوري للسلام معها، هي في الواقع مواجهات سياسية حتى ولو اتخذت أشكالا عسكرية ضد نظام إقليمي بالدرجة الأولى ظهرت “إسرائيل” إلى الوجود نتيجة إخفاقاته.
الرد الذي نفذه “حزب الله” يجب أن يعاد قياسه بناء على ظاهرة عامة، فوجود الحزب هو ما يوضح أن “إسرائيل” معضلة إقليمية لا يمكن حلها إلا بنظام جديد لشرق المتوسط بأكمله.
مقالات ذات صلة