بعد مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، يتجه المبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون إلى دمشق، في زيارة يراها خبراء ذات أهمية خاصة، وتحمل رسائل دولية للإدارة السورية الجديدة في ظل الأوضاع الراهنة.
وقال الخبراء إن هذه الزيارة تأتي في سياق متابعة دقيقة للخطوات السياسية التي تتخذها الإدارة السورية الجديدة، وهو ما يظهر في الحوار المستمر مع الأطراف الدولية، ويعتقد أن بيدرسون ينقل تحذيرات من القوى الدولية تتعلق بحفظ الأمن في سوريا، مع التركيز على ضرورة الإسراع في عملية الانتقال السياسي.
إضافة إلى ذلك، يرى الخبراء فرصة مهمة لمناقشة قضايا حقوق الإنسان والانتهاكات المستمرة، إلى جانب تقديم التوصيات التي قد تسهم في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مثل رفع العقوبات عن البنك المركزي السوري وتحفيز عملية إعادة الإعمار.
وقال آصف ملحم، مدير مركز “جي إس إم” للأبحاث والدراسات، إن بيدرسون، أجرى مباحثات مع مسؤولين رفيعي المستوى من سوريا وفرنسا وألمانيا والعراق وغيرهم.
وأضاف أن بيدرسون شارك في حدث مهم على هامش مؤتمر ميونخ حول “المرأة والسلام والأمن”.
وأكد أن “التصريحات الرسمية لا تعد هي الأكثر أهمية، بل تكمن الأهمية الكبرى في المحادثات التي تجري خلف الكواليس بين المسؤولين المختلفين”.
وأشار ملحم إلى أن “السؤال الأبرز هنا هو مع من التقى بيدرسون في المؤتمر؟ وباعتبار أن المؤتمر مخصص أساسا للأمن، فإن زيارته لسوريا بعد المؤتمر تشير إلى أن الأشخاص الذين التقاهم في ميونيخ قد نقلوا له تحذيرات للقيادة السورية الجديدة”.
وأضاف أن “هذه التحذيرات تتعلق بحفظ الأمن في سوريا، في ظل الأوضاع المتوترة من اقتتال طائفي، وجرائم السرقات والخطف، فضلا عن التركيز على حقوق المرأة، وضرورة تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا”.
من جانبه، قال المحلل السياسي محمد هويدي إن من النقاط المهمة لهذه الزيارة أنها تأتي في إطار متابعة دقيقة لما يجري في سوريا، من خلال الخطوات السياسية التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة.
وأشار هويدي، إلى أن بيدرسون يتابع هذا المشهد لتقديم التوصيات للأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمتابعة التعهدات، وضرورة التزام الإدارة السورية الجديدة في الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه السوريون جميعهم.
وأضاف أنه من الأهمية بمكان أيضا كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع ملف الانتهاكات المستمرة ومعالجتها، لأنه يعد من الملفات الضاغطة حاليا.
وأوضح هويدي أن بيدرسون معني بمراقبة القضايا المرتبطة بالوضع السياسي في سوريا، حيث يعتمد الوضع الحالي على الخطوات العملية والجدية التي تتخذها الحكومة السورية، والتي ستكون أساسا لتخفيف العقوبات أو رفعها.
وأكد هويدي أن هذه الزيارة تحمل أهمية كبيرة في إطار الحل السياسي، خاصة مع الشرعية التي تسعى إليها الإدارة السورية، سواء من خلال الاعتراف الدولي بها أو رفع اسمها عن لوائح الإرهاب الدولي، وفقا لما أورده موقع “إرم نيوز”.
وخلص هويدي إلى أن كل شيء في هذه الزيارة مرتبط بالخطوات السياسية والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية، بالإضافة إلى التوصيات الدولية التي ستقدمها الأمم المتحدة، وتقارير بيدرسون التي سترفع إلى مجلس الأمن بشأن الحالة السياسية في سوريا.