شهدت الصحف الإسرائيلية، مؤخراً، تركيزاً مكثفاً على الصفقة الخاصة بتبادل الأسرى، حيث شنت انتقادات حادة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب تحديه في التركيز على هجوم محتمل على مدينة رفح بدلاً من التركيز على جهود إطلاق الأسرى.
وفي خبرها الرئيسي، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن هناك توافقاً نسبياً حول بدء جهود جديدة للوصول إلى صفقة في الجولة القادمة، وشددت على أن “التحدي الرئيسي المطروح هو ما إذا كان من الممكن التوصل إلى صيغة تتضمن إنهاء النزاع بشكل نهائي؟”.
وفي حين أكدت أن مجلس الحرب سيعقد اجتماعاً الليلة لمناقشة الصيغة النهائية التي توافقت عليها “إسرائيل“، نقلت عن مصادر سياسية أن “إنهاء النزاع هو خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، ولن تتنازل عنه”.
ونقلت عن مصدر آخر أن “وقف النزاع كجزء من صفقة إطلاق الأسرى ليس مدرجاً ضمن أولوياتنا، ولا يُعتبر خياراً في الوقت الحالي. لن يوافق رئيس الوزراء على ذلك بأي حال من الأحوال”.
تحذير من كبير المحللين
وفي هذا السياق، قام رونين برغمان، المحلل السياسي والعسكري البارز والمقرب من مصادر القرار في “إسرائيل“، بتقديم تحليل لآراء كبار المسؤولين في الدول الوسيطة بين “إسرائيل” و”حماس” حول أسباب تعثر المفاوضات وعدم تفاؤلهم بالتوصل إلى اتفاق قريباً.
وقال: “ماذا يجب أن يحدث حتى نستيقظ؟ كم عدد المختطفين الآخرين الذين يجب أن يموتوا حتى تبدأ دولة إسرائيل في القيام بكل شيء لإعادتهم إلى ديارهم؟”.
وأضاف: “أصر نتنياهو على تسليط الضوء على رفح كهدف رئيسي، بهدف تحقيق صورة نصرية – التي يسعى إليها – على حساب حماس”.
وحذر الكاتب من خطورة عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة تطبيق قرار المحكمة الدولية، مشيراً إلى أن العائق الوحيد أمام كارثة دبلوماسية “لم نشهد لها مثيلاً” سيكون الفيتو الأميركي.
وأوضح قائلًا: “ومع ذلك، إذا عقد مجلس الأمن اجتماعاً في حين تتواصل المواجهات في رفح، فسيكون الثمن باهظاً للغاية، وقد تفرض دول عقوبات على إسرائيل حتى من دون قرار من مجلس الأمن. فهل تستحق رفح هذا؟ لا أعتقد”.
قرار مصيري
وأشار عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، إلى أن قرار المحكمة الدولية قد لا يؤدي إلى تغيير في مسار النزاع، وأن التشكيلة المعقدة للقرار
وأشار إلى أن هذا سيزيد من تعقيدات الوضع الدولي لـ “إسرائيل” بشكل كبير، مما يمثل تحدياً إضافياً في ظل الأوضاع الراهنة.
تطورات الصراع
فيما يتعلق بتطورات الصراع، فقد أكدت مصادر دبلوماسية أن المبادرات الدولية لحل الأزمة لا تزال مستمرة، مع تصاعد الضغوط الدولية على الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض.
وفي هذا السياق، أعرب مسؤولون دوليون عن استعدادهم لدعم أي مساعي للتوصل إلى حل سلمي للنزاع، مؤكدين على ضرورة تحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة وتقديم التنازلات الضرورية من أجل استعادة السلام والاستقرار في المنطقة.
ويشير خبراء إسرائيليون إلى ضرورة عدم الانجرار نحو التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية، داعين إلى بذل كافة الجهود الدولية والإقليمية لتجنب تفاقم الأزمة والعمل على إيجاد حلول سلمية ومستدامة للأزمة الراهنة.