الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسرفض المتوازيات الخطابية لمنع التصعيد

رفض المتوازيات الخطابية لمنع التصعيد

هاشتاغ – سامر ضاحي

تحظى عملية “طوفان الأقصى” المستمرة التي تقودها المقاومة الإسلامية الفلسطينية- حماس، ضد الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من قطاع غزة، والرد الانتقامي من قبل الاحتلال عليها باهتمام دولي كبير.

في الأيام الأخيرة، كانت هناك زيادة ملحوظة في الخطاب السياسي الذي يحاول تشبيه حماس بتنظيم داعش الإرهابي. ويثير هذا التوجه مخاوف من تراجع محتمل في أولويات الحلول السلمية، فضلاً عن مخاوف على مصير قطاع غزة مماثل للدمار الذي شهدته مدينة الرقة.
محاولات التشبيه بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسار عليها مسؤولون ودبلوماسيون غربيون أبرزهم على وجه التحديد وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.

أقرأ المزيد: طوفان الأقصى يفتقد بدر دمشق

ناهيك عن التجاهل الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، يمكن استخلاص مبررات الغرب لهذا الخطاب من خلال النظر في رغبة إسرائيل وحلفائها في الحصول على دعم سياسي لأعمالهم العدوانية، خاصة من الدول التي تدين الإرهاب بشدة. ومن خلال محاولة تشبيه حماس بجماعة متطرفة معترف بها على نطاق واسع مثل “داعش”، فإن تل أبيب وحلفاءها يسعون إلى تصوير الرد باعتباره عملية مبررة لمكافحة الإرهاب. كما يسهل هذا الخطاب مواءمة المصالح مع الدول التي تشترك في الموقف ضد الجماعات المتطرفة، مما يسمح لإسرائيل بزيادة حلفائها للتعاون في العمل العسكري المحتمل ضد حماس.

من جهة أخرى؛ يمكن لتشبيه حماس بداعش أن يوفر مبرراً أخلاقياً للتأكيد على التهديد المتصور الذي تشكله حماس وإظهار الحاجة إلى عمليات عسكرية إسرائيلية لحماية أمن الأخيرة.

إن تسليط الضوء على التكتيكات التي تستخدمها حماس، مثل الهجمات الصاروخية أو استخدام الدروع، والتي تعتبر مستهجنة في الغرب، يزيد من تعزيز المبرر الأخلاقي للجيش الإسرائيلي للقيام بالأعمال العدوانية وارتكاب المجازر بحجة الدفاع عن النفس.

من شان خطاب التشبيه جلب الإدانة الدولية لأساليب حماس، بما في ذلك الهجمات الصاروخية واستخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية، تعرب عنها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل متكرر. ويساعد مثل هذا الخطاب في نزع الشرعية عن حماس ككيان سياسي، الأمر الذي يزيد من الصعوبات التي تواجهها في الحصول على تعاطف الدعم على الساحة العالمية. فبعض الدول تصنف حماس بالفعل على أنها “منظمة إرهابية”، الأمر الذي يزيد من إضعاف شرعيتها الدولية، وخاصة بالمقارنة مع منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبار الأخيرة الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين.

ويمكن ملاحظة آثار هذا الخطاب من خلال المحاولة المزعومة لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب. ومن خلال تأطير الصراع كجزء من الحرب العالمية على الإرهاب، وقد يسعى حلفاء إسرائيل إلى المشاركة في تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون الأمني واتخاذ التدابير لمعالجة المخاوف الأمنية المشتركة.

أقرأ المزيد: فيل آخر في الغرفة

علاوة على ذلك، فإن هذا الخطاب يسهم بتوحيد الرأي العام ضد حماس، خاصة في البلدان التي لا توفر الوعي أو الفهم الكامل لتعقيدات القضية الفلسطينية. ويهدف هذا التلاعب بالرأي العام إلى إثارة ردود فعل عاطفية أقوى ضد حماس وكسب الدعم لأعمال الاحتلال بين سكانها.

ويكمن الخطر في احتمال استقراء هذا القياس في المستقبل، خاصة مع قيام الولايات المتحدة بحشد قوات كبيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط والقرب المحتمل لعملية برية لاجتياح قطاع غزة. وفي حين أنه من المهم الإشارة إلى أن الدمار الذي شهدته مدينة الرقة كان نتيجة لحملة طويلة ومكثفة من قبل التحالف الدولي، إلا أن إسرائيل وحلفاءها قد يتبنون تكتيكات مماثلة للقتال ضد داعش. وقد يشمل ذلك ضربات موجهة بطائرات بدون طيار ضد شخصيات قيادية رئيسية في حماس، أو عمليات إلكترونية لتعطيل أنشطة حماس، أو نشر قوات خاصة لتحييد نشطاء حماس، وقد تتسع مساحات الاستهداف خارج الجغرافيا الفلسطينية.

إن النتيجة الأكثر إثارة للقلق لهذا الخطاب هو التراجع المحتمل في الاعتماد على المفاوضات وانخفاض الأولوية للتوصل إلى حل سياسي بالنسبة لتل أبيب وحلفائها. ومن خلال مساواة حماس بتنظيم داعش، قد يتحول التركيز نحو العمل العسكري باعتباره النهج الأساسي للتعامل مع التهديد المتصور الذي تشكله حماس. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل الاعتماد على جهود الوساطة، مقابل إعطاء الأولوية للتعاون الأمني مع الحلفاء، وفرض المزيد من الضغوط الاقتصادية من خلال فرض المزيد من العقوبات الأميركية على حماس وحلفائها على أقل تقدير.

ختاماُ، رغم أن تشبيه حماس بداعش يخدم أهدافاً سياسية مختلفة لإسرائيل وحلفائها، إلا أنه يشكل مخاطر كبيرة. وقد يؤدي ذلك إلى نزع الشرعية عن حماس ككيان سياسي، ويقلل من احتمالات التوصل إلى حل سياسي، وربما يؤدي إلى نهج عسكري أكثر عدوانية تجاه غزة.

ولذلك يزداد حجم المسؤوليات المفترضة على المجتمع الدولي للقيام بتقييم الآثار المترتبة على هذا الخطاب، وأن يعمل بنشاط من أجل تعزيز الحلول السلمية والحوار اتقاء لمزيد من مجازر الإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين العزل، ولإمكانية عدم اتساع مساحة الحرب في إقليم منهك.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة