دعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الصين إلى التوسط في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وذلك عقب دخول الحرب يومها الحادي عشر بين البلدين.
وقال جوزيب بوريل لصحيفة “إلموندو” الإسبانية، تأكيدا على ضرورة وجود وسيط لفض النزاع بين روسيا وأوكرانيا: “ما من بديل، يجب أن تكون الصين، أنا متأكد من الأمر”.
وأضاف: “لا يمكن للدبلوماسية أن تكون أوروبية أو أميركية، الدبلوماسية الصينية لديها دور تلعبه هنا”.
واستطرد بوريل: “لم نطلب منهم ذلك وهم أيضا (الصين) لم يطلبوا، لكن بما أنه يتحتم أن يكون الدور لقوة، ولا تستطيع الولايات المتحدة ولا أوروبا أن تكونانها، يمكن للصين أن تكون كذلك”، مؤكدا أنه “من الواضح أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يستطيعان التوسط”.
وحتى الآن، جاء رد فعل الحكومة الصينية على العملية الروسية في أوكرانيا متوازناً، حسب وصف المراقبين، فهي لم تدين الهجوم الروسي وكذلك لم تتجاهله، كما امتنعت عن وصفه بأنه “غزو” في المقام الأول. ودائما ما تقول إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وهو مبدأ أساسي في سياستها الخارجية.
لكن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، استعداد بلاده للعب دور في التوسط لوقف إطلاق النار. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن وانغ “أكد من جديد دعم الصين الثابت لسيادة أوكرانيا” وشدد لنظيره (الأوكراني) على استعداد الصين “بذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب…من خلال الدبلوماسية”.
كما أعربت الحكومة الصينية مؤخرا عن “أسفها” إزاء العمل العسكري، قائلة إنها قلقة للغاية بشأن الخسائر في صفوف المدنيين.
وفعلت الصين أيضا شيئا هاما حين امتنعت إلى جانب الهند و34 دولة أخرى عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي، وهو أمر يقول المحللون إنه كان مفاجأة، حيث توقع الكثيرون أن تصوت الصين إلى جانب روسيا.
ويقول محللون إنه على الأرجح مؤشر على محاولة الصين تحقيق توازن بين مبدأ احترام سيادة أوكرانيا مع الاعتراف بما تصفه بأنه “المخاوف الأمنية المشروعة” لروسيا.
فيما يرى آخرون أن الصين ثابتة في دعمها لروسيا وفلاديمير بوتين وعدم إدانتها للهجوم، يكمن في تايوان، التي تعتبرها بكين مقاطعة مارقة، ويريد الرئيس الصيني رؤيتها “تتحد” مع الوطن الأم، وربما عن طريق القوة العسكرية.